السعودية

البحيرة الأكبر في الخليج تتحول إلى محمية في الأحساء

تعد المحميات الطبيعية إحدى الوسائل المهمة للمحافظة على التوازن البيئي، بما يضمن بقاء وحفظ التنوع البيولوجي الضروري لاستمرار الحياة، والمحميات الطبيعية برية كانت أو مائية، تُعرف بأنها مواقع طبيعية تحظر فيها مختلف الأنشطة البشرية، وتنتشر المحميات في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، فثمة توجه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كائنات ونباتات.

وفي محافظة الأحساء شرقي السعودية ثمة جهود حكومية تبذل تزامنت مع أصوات نشطاء بيئيين للمحافظة على بحيرة الأصفر الشهيرة، التي يجري تحويلها إلى محمية طبيعية تضاف إلى المحميات الأخرى التي تزخر بها السعودية.

وبحيرة الأصفر، هي محمية طبيعية ومتنزه وطني تقع في الشرق من مدينة العمران في الأحساء على نحو خمسة كيلومترات، وتعرف البحيرة سابقاً ببحيرة هجر، ثم أخذت اسمها الحالي من “الأصفر الثعلبي” حاكم المنطقة سابقاً، وهي إحدى البحيرات في منطقة الخليج العربي، وتتألف هذه البحيرة من مياه الصرف الزراعي، حيث تسير قنوات المصرف لتتجمع فيها، مكوِّنةً بحيرةً تتمتع بأروع مقومات السياحة حيث خضرة الأشجار والكثبان الرملية الذهبية وتعد من أشهر المعالم التي تستقطب الكثير من السياح.

أهداف بيئية
وأكد رئيس المؤسسة العامة للري الدكتور فؤاد آل شيخ مبارك في حديثه إلى “العربية.نت” بقوله: “إن تحويل البحيرة إلى محمية سوف يحميها كمسطح مائي من كافة أشكال الملوثات، والتي تصل إلى البحيرة جراء إلقاء المخلفات الصلبة والسائلة نتيجة للنشاطات الصناعية والاقتصادية، مما سيحقق جملة من الأهداف البيئية، منها على سبيل المثال إيجاد أصحاب هذه النشاطات لحلول نافعة للمخلفات والنفايات التي يصعب التعامل معها أو تصريفها، لتلائم القوانين والتشريعات الملزمة بالمحافظة على البيئة أو الاستفادة منها بإعادة تدويرها، وبالتالي تنعكس إيجابا على بيئة المسطحات المائية والمحافظة على التنوع البيولوجي لاستمرار الحياة”.

وتعتبر محمية “بحيرة الأصفر” أكبر تجمع مائي في منطقة الخليج، والوحيدة من نوعها في السعودية، كما تقع على مساحة تُقدر بما يقارب 326 مليون متر مربع، والتي تعيش فيها حياة فطرية متكاملة، كما أنها حاضنة لكثير من الحيوانات والطيور القيمة والمهاجرة، حيث تعد البحيرة محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، وتتنوع هذه الطيور من كبيرها كالبط و الأوز إلى صغيرها كالبلابل والعصافير، كما يعيش في البحيرة السلاحف وعدد من الحيوانات البرمائية والضفادع، بالإضافة إلى أنواع الأعشاب المائية و الطحالب المغذية للحياة الفطرية، والتي تتحمل الكثير من الملوحة مثل الكرغل والسويداء والعقربان وغيرها.

استعادة الطبيعة
وبالعودة إلى عقود مضت لم تكن محمية “بحيرة الأصفر” سوى مجرد واحدة من المتنزهات الوطنية المنتشرة في الساحل الشرقي للسعودية، حيث يكتشف السياح أن المناظر الطبيعية في الواقع أكثر جمالا من الصور الترويجية. وقال آل شيخ مبارك: “إن حمايتها من الأنشطة البشرية المضرة للبيئة سوف يجعل منها نظاماً بيئياً قادراً على استعادة وضعه الطبيعي، في حال أصاب بعض مكوناته أو مناطقه تدهور”.

ويتوقع القائمون على تحويل بحيرة الأصفر لمحمية، تقديم خدمات بيئية متعددة، من أبرزها الحفاظ على التنوع الحيوي والجغرافي للأرض، إلى جانب تحسين المناخ، فضلاً عن دعم المشروعات السياحية البيئية في المنطقة الشرقية.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى