العالم تريند

حسابات نتنياهو قد تعوق تغيير شكل الحرب في غزة

عربي تريند_ يزداد إدراك المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الحرب في قطاع غزة قد تنتقل إلى مرحلتها الثالثة (بعد المرحلة الجوية ومرحلة العملية البرية) خلال الشهر المقبل، لكن حسابات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسية ومخططاته قد تغيّر ذلك.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأربعاء، أنه بحسب توصية الولايات المتحدة، فإن التغيير في شكل القتال يشمل الانتقال إلى إقامة منطقة عازلة على حدود قطاع غزة (وربما أيضاً بين شمال القطاع وجنوبها)، وتخفيف جزء من قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتحول إلى طريقة المداهمات من خلال ألوية الجيش، بدلاً من الفرق العسكرية الأربع التي تواصل حالياً القيام بعملية برية واسعة النطاق وبطيئة وشرسة في جزء كبير من أراضي القطاع.

ويتركّز النقاش في دولة الاحتلال الإسرائيلي، على مسألة متى يكون من الأفضل الشروع في تطبيق هذا التغيير، في منتصف يناير/ كانون الثاني أو قبل نهايته بقليل، ولكن هناك عقبة رئيسية أمام العملية الانتقالية، وهي الوضع السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يخشى انهيار ائتلافه تحت الضغط والاستياء من قبل اليمين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية، والبنتاغون وممثلي القيادة المركزية للجيش الأميركي، أوصوا إسرائيل منذ فترة طويلة بتغيير شكل العملية، لكن الأميركيين لم يضغطوا كثيراً في هذا السياق، “ويظهرون تفهماً غير عادي لتبرير الحرب الإسرائيلية في مواجهة المذبحة التي ارتكبتها حماس في غلاف غزة، ويمنحونها دعماً عسكرياً وسياسياً هائلاً ويحافظون على صبر مفاجئ بالنظر إلى الاستفزازات المتكررة من قبل نتنياهو وبعض أعضاء الجناح اليميني لحكومته”.

وأضافت “هآرتس”: “لكنهم بالمقابل منزعجون من القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين في القطاع، وكما علّق الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، فهم يتوقعون من إسرائيل كبح الغارات الجوية من أجل تقليل عدد الضحايا المدنيين في القطاع”.

وأشار المعلق العسكري في الصحيفة، عاموس هارئيل، إلى وجود عوامل أخرى قد تلعب دوراً في الوجهة المقبلة للحرب، من بينها “الضغط غير المسبوق على قوات الاحتياط (في جيش الاحتلال) وتأثيراته طويلة المدى في الاقتصاد”.

وامتدح الكاتب الروح القتالية للجنود، “لكن مئات الآلاف منهم موجودون في الخدمة منذ نحو شهرين ونصف على التوالي، وعليه، تتزايد الإسقاطات المترتبة عن ذلك بالنسبة إلى العائلات، والأعمال، والتعليم. ويبدو أنه سيكون من الضروري أخذ ذلك في الاعتبار وإجراء تغييرات في يناير”.

ولا تتذمر الولايات المتحدة من رغبة إسرائيل في تعميق العملية في خانيونس، التي قال وزير الأمن الاسرائيلي يوآف غالانت أمس، إن هدفها الرئيسي استهداف قيادة حماس.

لا تتذمر الولايات المتحدة من رغبة إسرائيل في تعميق العملية في خانيونس

ولفت هارئيل إلى أن العملية هناك تتقدم ببطء وحذر، وذلك بسبب الخوف من سقوط المزيد من القتلى في صفوف جيش الاحتلال، ولتجنب المسّ بالمزيد من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، فيما تفترض إسرائيل أن حماس تفضّل الاحتفاظ بهم قرب قياداتها، كورقة ضمانات.

وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، قد قال في جلسات المجلس الوزاري للشؤون الأمنية (الكابنيت) يوم الاثنين الماضي إن اغتيال الولايات المتحدة لزعيم القاعدة أسامة بن لادن استغرق عشر سنوات، مضيفاً في حديثه الموجّه للوزراء أن إسرائيل ستحتاج أقل من ذلك من أجل قتل يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة.

وألمح هليفي بذلك إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد تتخذ شكلاً آخر أقل حدة قبل أن تحقق أهدافها، وهو الكلام الذي لم يعجب العديد من أعضاء “الكابنيت”.

رصد
مقترح إسرائيلي لوقف القتال بغزة أسبوعاً مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً
وتتزايد مخاوف “الكابنيت” بشأن تقليص الحرب في قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها المعلنة، وهي القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين وخلق وضع أمني جديد يتيح لسكان غلاف غزة العودة إلى منازلهم.

وأصرّ نتنياهو رغم التحذيرات التي سمعها، على التعهد بهذه الأهداف “الطموحة” من بداية الحرب، التي بدأت تصطدم مع الواقع.

واستعرض المحلل العسكري ما اعتبره إنجازات لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لكن لفت في ذات الوقت إلى أنها لم تؤدِّ إلى انهيار منظومات حركة حماس، ولم تطفئ الروح القتالية لدى المقاومين، وأشار إلى الخسائر الفادحة في الأرواح التي يتكبّدها الجيش الإسرائيلي.

الهاجس الأهم لنتنياهو: البقاء على رأس السلطة
ويقول هارئيل، إن نتنياهو يدرك جيداً ما يحدث، “لكن ما يهمه كما يبدو وما يدور في رأسه هو البقاء في السلطة، وعليه، فقد يختار إدارة مواجهة مصطنعة مع الأميركيين من أجل الحفاظ على أحزاب اليمين معه”.

وفي هذه الحالة ستنتقل الكرة إلى وزراء “همحانيه همملختي (المعسكر الرسمي)، بحيث سيتوجب على زعيمه بيني غانتس والوزير غادي أيزنكوت، اتخاذ قرار بشأن التوقيت والنقاط الخلافية التي ستدفعهما لتفكيك الائتلاف الذي وافقا على الانضمام إليه في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في الأسبوع الأول من الحرب.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى