الإمارات

زراعة قلب لشاب مواطن في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”‎

حظي المواطن الإماراتي سلطان المهيري، البالغ من العمر 38 عاماً، بفرصة ثانية للحياة بعد أن حصل في أكتوبر الماضي على قلب جديد في ثاني عملية لزراعة القلب الكامل في دولة الإمارات أجريت له في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار.

وتم تشخيص قصور القلب لدى المريض لأول مرة وهو في سن الثلاثين، ثم تدهورت حالته كثيراً فاضطر الأطباء في فبراير 2018 لزرع جهاز مساعدة البطين الأيسر ليقوم بضخ الدم والتعويض عن قصور القلب على أداء وظيفته. لكن سلطان كان محظوظاً بتوفر قلب متبرع أثناء وجوده في المستشفى نتيجة تعرضه لبعض المضاعفات المرتبطة بهذا الجهاز، فاحتاج الجراحون إلى إزالة الجهاز قبل المضي قدماً في إجراء الزراعة.

وكان سلطان واحداً من أربعة مرضى نجح الأطباء في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” بإنقاذ حياتهم من خلال زراعة أعضاء من متبرع واحد في أكتوبر الماضي. بعد العملية التي استمرت لمدة 12 ساعة، نُقل المريض إلى وحدة العناية المركزة ليكون تحت المراقبة، وأظهرت نتائج فحوصاته تحسناً كبيراً في حالته الصحية دون وجود أي مؤشرات على رفض جسمه للقلب الجديد، ولذلك تمكن من مغادرة المستشفى بعد أسبوعين فقط من الجراحة، وأتم فترة النقاهة التي استمرت 30 يوماً، وهو يواصل زيارات المراجعة للمستشفى كل أسبوع لمراقبة حالته إلى أن يشتد أكثر ويتراجع خطر إصابته بالعدوى.

وبخصوص هذه الحالة، قالت د. غورجيوت باجوا، استشارية زراعة القلب في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “عندما عاينت حالة سلطان لأول مرة كان يعاني من قصور القلب منذ عدة سنوات، وتفاجأت بوجود هذه الحالة عند شاب بهذا العمر، إذ يتم تشخيص أكثر حالات قصور القلب عند المرضى في أواخر الأربعينيات أو بداية الخمسينيات. قصور القلب يؤثر على كل جانب من حياة المريض، فيمنعه من ممارسات نشاطاته اليومية، وهذه كانت حالة سلطان التي توقفت حياته تماماً بسبب مرضه”.

وأضافت د. باجوا: “لقد تحسنت حالة سلطان بشكل مذهل خلال فترة النقاهة، ولكننا سنواصل مراقبة حالته خلال فترات منتظمة للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، فجراحات زراعة الأعضاء تتطلب رعاية ومتابعة مدى الحياة”.

من جهته أكد سلطان المهيري أنه لم يفقد الأمل أبداً خلال فترة انتظاره للعثور على متبرع، وأعرب عن جزيل شكره للقيادة الحكيمة والجهات المعنية التي أسهمت في توفير خدمات زراعة الأعضاء داخل الدولة وكذلك عبر عن امتنانه لعائلة المتبرع، وقال: “لقد وقف الأطباء وأفراد عائلتي إلى جانبي كل الوقت وكنت على يقين بأنه ما بعد الصبر إلا الفرج. عانيت من المرض لفترة طويلة وكنت أتشوق للحصول على فرصة ثانية لأعيش حياتي مع عائلتي بشكل طبيعي. وها أنا أصغي كل يوم إلى قلبي الجديد وهو ينبض في صدري وأفكر في أولئك الذين منحوني هذه الفرصة لأستعيد حياتي”.

يُذكر أن مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” هو المستشفى الوحيد لزراعة الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات، ويحظى المرضى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء فيه بالمساعدة والدعم من قبل منسقي جراحات الزراعة وأخصائيي التغذية والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لضمان استعدادهم الكامل للجراحة.

تنظم مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي فعالية يقيمها احتفالاً بالإنجازات التي حققها على صعيد جراحات زراعة الأعضاء وذلك بحضور المرضى الذين خضعوا لجراحات زراعة أعضاء في “كليفلاند كلينك أبوظبي” وعائلاتهم. تهدف هذه الفعالية إلى تهنئة المرضى وعائلاتهم بالسلامة والشفاء، و تسليط الضوء على التقدّم الملحوظ الذي حققته دولة الإمارات منذ صدور اللائحة التشريعية المنظمة لزراعة الأعضاء في العام 2017

المصدر
الإمارات اليوم
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى