المغرب العربي

4 آلاف متشرد يعيشون في شوارع المغرب

كشفت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية في المغرب، عن وجود 3830 مشرداً في شوارع البلاد خلال سنة 2018، من بينهم 241 طفلاً، مبدية أسفها من ظاهرة المشردين التي وصفتها أمس في مجلس النواب بأنها “مقلقة وتحرجنا كمسؤولين ومواطنين وكمجتمع”.

وشددت الحقاوي على أنه “حتى لو تعلق الأمر بطفل واحد، فإن الجميع مسؤول عنه”، قبل أن تتعهد بإنشاء وتأهيل المؤسسات والبنيات التحتية لاستقبال المشردين في دور خاصة مُعدّة لهذا الغرض، حتى لا يبقوا عرضة للشارع ومخاطره.

سعيد، (16 عاماً)، يعيش حالة التشرد في شوارع الرباط، هو أحد هؤلاء الأطفال الذين تحدثت عنهم الوزيرة المغربية، يقول لـ “العربي الجديد”، إنه خرج من بيت أسرته التي تعيش في إحدى القرى البعيدة، وجاء للعاصمة هرباً من الخلافات الحادة بين والديه، وأيضاً بحثا عن عمل يضمن له لقمة العيش.

ويضيف القاصر “للأسف لم أتمكن من الحصول إلا على فرصة عمل وحيدة قبل أشهر عند نجار في الرباط سرعان ما طردني بعد أن قلّت طلبات الزبائن لديه”، مضيفاً أنه اضطر مع الوقت للعيش في الشارع صيفاً وشتاء.

ويوضح أن الناس يرمقونه بنظرات الشفقة والعطف، وهناك من يمنحه بضعة دراهم، لكنه يرفض التسول، لهذا فهو يذهب إلى الأسواق للعمل حمالاً، لعله يجد ما يقتات به في نهاره وليله، لكنه لا يجد مأوى في الليل، وينام كل مرة في مكان ما.

ولا يخفي المتشرد صعوبة وخطورة حياة التشرد، خصوصاً في فصل الشتاء، وموجة البرد، كالتي تضرب المغرب حالياً، إذ يتعين عليه أن يشعل النار للدفء في المكان الذي يبيت فيه في الشارع، ما يجر عليه غضب الناس، إلى جانب تعرضه للتحرش من المتشردين كبار السن، حسب تعبيره.

حالة خاصة أخرى من متشردي الشوارع، تتمثل في أب وابنه المريض يتجولان في شوارع مدينة سلا القريبة من الرباط، في حي السلام “الراقي”، ويقول الأب الذي يجر معه ابنه البالغ من العمر (28 عاماً)، لـ “العربي الجديد”، إنه يعاني من مرض نفسي وعصبي جعله يصرخ بدون سبب ظاهر، وهو على هذه الحالة منذ سنوات خلت.

ويضيف الوالد الذي يعيش حياة التشرد مع ابنه في الشارع، إنّ الحياة لفظتهما بقسوة وإن لا أحد عطف عليهما أو جاء ليسأله عن حاجتهما، إلا من مساعدات محسنين وبعض المارة الذين يشفقون لحال ابنه المريض، مضيفاً أن عائلته تنكرت له في أرذل العمر، خصوصاً مع حالة ابنه الصعبة التي تجعله عنيفاً في بعض الأحيان.

ويشير الرجل إلى أن لا أحد حاول انتشال ابنه من حالته الصعبة كما وصفها، مضيفاً أنه بالمقابل يرفض أن يبتعد عنه، فإما يأويان معاً أو يتشردان معاً، وفق تعبيره.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى