المغرب العربي

تونسية تنذر حياتها لـ140 قطة وكلبا

وهبت التونسية هدى بوشهدة -وهي امرأة في عقدها الرابع- حياتها منذ خمس سنوات للاعتناء بأكثر من 140 قطة وكلبا في منزلها.

تعترض طريقك عشرات القطط والكلاب عند دخول المنزل الواقع بأحد أكبر الأحياء الشعبية في ضواحي العاصمة تونس، حي سيدي حسين الذي يبعد نحو 22 كلم عن وسط العاصمة.
تخاطب هدى حيواناتها الأليفة كما لو أنها تخاطب أشخاصا ويطيعونها طاعة عمياء، فتناديهم بأسمائهم وتأمرهم كما لو كانوا أبناءها “بطيخ، برنس، سيزار، ميسكا (أسماء القطط والكلاب) اذهبوا إلى الداخل، سأعود بعد قليل”.

تجربة حياة
بدأت قصة عاشقة القطط والكلاب -كما يناديها سكان الحي- عندما عثرت في أحد أيام 2013 على قطتين صغيرتين في حالة يرثى لها، فحملتهما إلى بيت والدها ورعتهما حتى استعادتا عافيتهما، واستهوتها التجربة منذ ذلك الوقت.

وتروي للجزيرة نت عن صعوبة الاعتناء بأكثر من 140 قطة وكلبا، ولكنها اختارتها عن قناعة راسخة رغم أنها فقدت أشخاصا كثيرين -ضمنهم بعض أفراد عائلتها- بسبب هذه الهواية التي نذرت حياتها لأجلها.

وترفض هدى وصف قصتها بالهواية بل تحسبها تجربة في الحياة، فيها من العمل الإنساني على قدر ما تختزله من الإحسان لهذه المخلوقات وإنشاء صداقة متينة تحولت بمرور الأيام إلى تقاسم حياة.

وتضيف “غايتي الأولى هي العناية بالقطط والكلاب المشردة أو المصابة بعاهات خلقية أو جراء الاعتداء عيها من المارة أو الشرطة”.

كلفة باهظة
يبدأ اليوم بالنسبة إلى هدى في الصباح الباكر عندما تنهض من نومها، إذ تبدأ في إعداد طعام الكلاب والقطط ثم تنظيف مراقدها، وتلتفت بعد ذلك للعناية بعدد من القطط المصابة بعاهات أو بجروح.

وتنفق هدى ما بين 700 إلى 800 دينار (250 دولارا) شهريا للعناية بحيواناتها، وتعترف بأنها تتلقى فقط بعض المساعدات الغذائية من قبل جمعيات تعنى بحماية الحيوانات الأليفة في تونس.

كما تضطر إلى تمريض وعلاج الكثير من القطط المشوهة أو المبتورة الأطراف، وهو ما يكلفها الكثير من الجهد والمال، ويعينها زوجان تونسيان من خلال تأمين مصاريف الطعام.

وسلمت عاشقة القطط والكلاب العام الماضي عائلة ألمانية كلبة مصابة لتتبناها وتواصل رعايتها، كما منحت جمعيات فرنسية عددا من القطط للعناية بها هناك.

وشاركت هدى الأسبوع الماضي في تصوير مشاهد مسلسل تلفزيوني، وتقول عن هذه التجربة “أصبحت كلابي وقططي معروفة لدى الكثيرين، مما دفع أحد منتجي المسلسلات إلى دعوتي للمشاركة في عمل تلفزيوني يتناول في جزء منه تربية القطط والكلاب”.

ورغم اقتناعها بأن تجربتها نادرة، فإن هدى ترى أن التونسيين يحبون الحيوانات الأليفة، وتدلل على كلامها بالمساعدات التي تتلقاها لتأمين مصاريف العناية بالقطط والكلاب.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى