العالم تريند

عودة مقترح إنشاء معسكرات نزوح مؤقتة للغزيين في سيناء

عربي تريند_ خلال مشاركته في اجتماعات المنتدى الإقليمي الثامن للاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة الإسبانية، الاثنين الماضي، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري التأكيد على أن بلاده ترفض ترحيل سكان قطاع غزة إلى خارج أراضيهم.

وقال شكري إن “التهجير مرفوض دولياً، وهذا نقدره، ولكن إجراءات إسرائيل تدفع نحو التهجير، والدول التي تعارض التهجير لا تقوم بالإجراءات الكافية للحيلولة دون وقوعه”.

وبينما شدد الوزير المصري على رفض فكرة “التهجير”، فقد أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن الاجتماع شهد أيضاً حديثاً من دوائر غربية عن طرح يقضي بإمكانية حدوث موجات “نزوح مؤقت” للفلسطينيين إلى الجنوب من قطاع غزة، وتحديداً في سيناء المصرية، إذا استمرت إسرائيل، في حربها على قطاع غزة، بالشكل الذي كانت عليه قبل تطبيق الهدنة الإنسانية المؤقتة.

مصدر مصري: الأجهزة المصرية ترفض فكرة استيعاب مهجرين فلسطينيين داخل الأراضي المصرية

وأشارت إلى أن هذا الطرح جرى تقديمه إلى الإدارة المصرية، وأن الفكرة الأساسية في هذا الطرح تتلخص في إنشاء معسكرات إيواء مؤقتة لهؤلاء النازحين داخل سيناء، استباقاً لتقديرات بأن معاودة الحرب ربما تتركز مستقبلاً في مناطق جنوب قطاع غزة.

رفض مصري لفكرة استيعاب مهجرين
وقال مصدر مصري، مطلع على ملف الأزمة في قطاع غزة، لـ”العربي الجديد”، إن “كل التقديرات الرسمية والرؤى التي صاغتها الأجهزة المصرية، ترفض رفضاً قاطعاً فكرة استيعاب مهجرين فلسطينيين داخل الأراضي المصرية بأي شكل من الأشكال، لكن على الرغم من ذلك، فإن هذا الاحتمال لا يزال مطروحاً للنقاش والبحث في حال تطورت الأحداث”.

تظاهرة في مصر تضامناً مع غزة
تقارير عربية
مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء… رفض مصري ممتد لعقود
ولفت المصدر إلى أن “هناك العديد من الأفكار التي طرحت على الإدارة المصرية في هذا السياق، منها إنشاء معسكرات إيواء في الشريط الحدودي المحاذي للحدود مع قطاع غزة، داخل سيناء، بعمق لا يتجاوز 10 كيلومترات، وأيضاً فكرة استيعاب المرحلين الفلسطينيين المحتملين، داخل المحافظات المصرية المختلفة. لكن كل هذه الأفكار، لقيت رفضاً قاطعاً داخل الأجهزة السيادية، وعلى رأسها المخابرات العامة، والمؤسسة العسكرية، وهو ما تم نقله بشكل واضح إلى مؤسسة الرئاسة”.

وأوضح المصدر أن “رفض الأجهزة المصرية لأي من هذه الأفكار، يتأسس على هواجس أمنية بالأساس، منها ما هو داخلي، -لأن تواجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين في سيناء، يشكل عبئاً على الأمن المصري، ويهدد بإطلاق عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي من داخل الأراضي المصرية، وهو ما يهدد معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل ــ ومنها ما هو خارجي، لأن إخلاء قطاع غزة من سكانه، يشكل خطورة على الأمن القومي المصري، وهو ما أكدته كل التقديرات التي وضعتها الأجهزة السيادية المصرية”.

أفكار لغزة لا ترتقي لخطط مكتملة
وقال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة إسطنبول أيدن، عمار فايد، لـ”العربي الجديد”، إن “كل السيناريوهات والأفكار المطروحة والخاصة بمستقبل قطاع غزة، لا تزال مجرد أفكار لا ترتقي لخطط مكتملة، كما أنها ليست محل إجماع أو توافق”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة الأميركية هي أكثر طرف مشغول بهذا الأمر، وهي من طرحت عدة تصورات على مصر ودول المنطقة والاحتلال، لكنها كلها إما تفترض هزيمة حماس وخروجها من المعادلة، أو تشير ضمناً إلى أن الجهة التي ستحكم القطاع، هي من ستتولى مواصلة هدف القضاء على حماس. ولذلك مصر رفضت بشكل قاطع مناقشة هذه المقترحات، كما رفضت تولي أي مسؤولية أمنية مستقبلاً، لأنها تعني ضمناً أن تواصل هي ما عجزت عنه الحملة العسكرية الإسرائيلية”.

وتعليقاً على فكرة إنشاء مخيمات نزوح مؤقتة داخل سيناء، قال الباحث في العلوم السياسية، الدكتور حسام الحملاوي، لـ”العربي الجديد” إنه “حتى الآن لا أحد يعلم ما إذا كانت الحكومة المصرية ستوافق عليه أم لا، وكم من أموال المساعدات التي ستحصدها، في مقابل تنفيذ ذلك”.

وأضاف الحملاوي، أنه “لو تم تنفيذ هذا المقترح، في وقت مبكر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكان أنقذ آلاف الأرواح من الفلسطينيين، لأن الأوضاع لم تهدأ بعد، وإسرائيل ستواصل عمليتها البرية، وهناك ضغط هائل من الرأي العام في مصر والعالم لتخفيف الآثار الإنسانية للحرب”.

عمار فايد: كل السيناريوهات والأفكار المطروحة والخاصة بمستقبل قطاع غزة لا ترتقي لخطط مكتملة

من جهته قال الباحث المتخصص في الشأن الأمني والعسكري المصري وشبه جزيرة سيناء، مهند صبري، لـ”العربي الجديد”، إنه “بعيداً عن تعليقات شكري، فإن الوضع على الأرض في قطاع غزة، يشير إلى أن القطاع تحول من كونه وحدة واحدة، إلى جنوبي القطاع، والشعب الذي كان 2,3 مليون مواطن، أصبح محبوساً على الحدود المصرية”.

وأضاف: “إسرائيل تنوي، وتقول صراحة إنه بعد انتهاء هذه الهدنة -سواء طالت أو قصرت- ستقوم بتوسعة العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة، ما معناه أنها ستدمر جنوب غزة على رؤوس الشعب النازح، وسكان الجنوب أنفسهم المحاصرين، وسيكون المهرب الوحيد لهم هو باتجاه مصر”.

وأضاف صبري: “هذا هو المشهد، وهذه التطورات على الأرض، وإسرائيل أوضحت بكل صراحة، أنه ليس لديها أي مانع أن تقتل عشرات الآلاف، وأن تهجر عشرات الآلاف، وهذا ما قاله صراحة المسؤولون الإسرائيليون: فليذهب الفلسطينيون إلى سيناء، وسنتخلص من قطاع غزة، وسنقضي عليه تماماً”.

تخوف من ضعف الموقف المصري
وتابع: “السؤال هنا هو: ما رد الحكومة المصرية والإجراءات التي تتخذها غير البيانات الكلامية، وما هي الإجراءات الفعلية التي تتخذها الدولة المصرية لتجنب انفجار هذا الوضع في وجه الدولة والسيادة المصرية؟… وهذا هو السؤال التي تنبع منه كل الشكوك والتخوفات من ضعف الموقف المصري”.

وقال صبري إن “الموقف المصري، رد فعل ضعيف جداً وهو يعبر عن تحسب وحذر من الحكومة الإسرائيلية وأفعالها، وهذا هو مصدر القلق”.

وتابع: “أما إنشاء مخيمات مؤقتة، أو نزوح الفلسطينيين إلى داخل مصر تحت ضغط قوة الحرق والقتل، فكل هذه سيناريوهات مطروحة يمكن أن تحدث. ولكن كالعادة فإنه يجري دائماً إخفاء المعلومات التفصيلية التي تتعلق بقضايا مهمة، وهو ما يجعل باب الهواجس مفتوحا على مصراعيه”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى