العالم تريند

مدن كانت عاصمة لأميركا قبل واشنطن.. تعرف عليها

أصبحت مدينة واشنطن (Washington) التي يشار إليها بواشنطن دي سي (Washington, DC) مطلع القرن التاسع عشر، عاصمة للولايات المتحدة الأميركية، حيث أنشئت هذه المدينة على ضفاف نهر بوتوماك (Potomac) بمناطق كانت سابقا ملكا لولايتي فرجينيا (Virginia) وماريلاند (Maryland).

وفي الأثناء، أطلق اسم واشنطن على العاصمة السياسية الجديدة نسبة لبطل حرب الاستقلال وأول رئيس في تاريخ البلاد جورج واشنطن (George Washington) والذي فارق الحياة يوم الرابع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1799. لكن قبل أن تصبح واشنطن عاصمة عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع عقود من التخبّط السياسي تغيّرت خلالها العاصمة مرات عديدة.
وفي مطلع سبعينيات القرن الثامن عشر، اعتبرت مدينة فيلادلفيا (Philadelphia) بولاية بنسلفانيا (Pennsylvania) أكبر مدينة بالمستعمرات الـ13 حيث قدّر عدد سكان الأخيرة بنحو 40 ألفا.

وفي حدود شهر أيلول/سبتمبر سنة 1774، استضافت هذه المدينة أول اجتماع لأفراد الكونغرس القاري الأول (First Continental Congress)، كما شهدت خلال شهر تموز/يوليو سنة 1776 إعلان استقلال الولايات المتحدة الأميركية.

وأواخر العام 1776، فضّل الكونغرس القاري الثاني والذي جاء ليخلف الكونغرس القاري الأول، مغادرة فيلادلفيا تزامنا مع اقتراب الجنود البريطانيين منها للاجتماع ببالتيمور (Baltimore) بولاية ماريلاند، جاعلين منها عاصمة جديدة لأشهر وجيزة، فمع بداية شهر شباط/فبراير سنة 1777 اتجه الكونغرس القاري للعودة نحو فيلادلفيا تزامنا مع ابتعاد البريطانيين عنها.

وخلال صيف سنة 1777، تقدمت القوات البريطانية مرة ثانية نحو فيلادلفيا، وبسبب ذلك غادر أعضاء الكونغرس القاري المدينة على عجل ليستقروا بضعة أيام بمدينة لنكستر (Lancaster) التي كانت تبعد نحو 65 ميلا عن فيلادلفيا قبل أن يحلوا أواخر شهر أيلول/سبتمبر من نفس السنة بمدينة يورك (York) ببنسلفانيا.

حينها، مكث أعضاء الكونغرس القاري الثاني، الذي أصبح بمثابة الحكومة الأميركية نحو 9 أشهر بمدينة يورك التي أصبحت عاصمة للبلاد، وخلال تلك الفترة ناقش أصحاب القرار السياسي داخل أروقة محكمة المدينة عددا من القرارات الهامة، كان أبرزها وثائق الكونفدرالية التي كانت بمثابة الدستور الأول للولايات الأميركية الثلاث عشرة، واتفاقية التحالف مع الفرنسيين.

في غضون ذلك وتزامنا مع تلقيهم معلومات حول ابتعاد القوات البريطانية عن المنطقة، عاد أعضاء الكونغرس القاري نحو فيلادلفيا خلال شهر حزيران/يونيو سنة 1778 للاجتماع مرة أخرى بالقاعة التي أصبحت تعرف بـ”صالة الاستقلال”.

في حدود سنة 1783، أجبرت الحكومة الأميركية على الهرب مجددا من فيلادلفيا لتستقر بإحدى مناطق ولاية نيوجرسي (New Jersey) التي عرفت لاحقا ببرنستون (Princeton).

وغادر أفراد الكونغرس الكونفدرالي الذي تشكّل بداية من عام 1781 خلفا للكونغرس القاري الثاني فيلادلفيا بعد أن هاجمهم جنود من الجيش القاري الأميركي المطالبين بمستحقاتهم المالية.

وخلال نفس العام، واصلت الحكومة الأميركية تجنبها لمدينة فيلادلفيا لتنتقل نحو مدينة أنابوليس (Annapolis) بولاية ماريلاند.

وأقر الكونغرس جملة من القرارات الجديدة، كان أبرزها تنقيح معاهدة سلام باريس خلال شهر يناير سنة 1784.

لاحقا، انتقل أصحاب القرار السياسي لمدينة ترنتون (Trenton) بنيوجيرسي قبل أن يغيروا وجهتهم نحو مدينة نيويورك التي تحولت منذ عام 1785 لعاصمة الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى مدار الخمس سنوات التالية، شهدت نيويورك اتخاذ العديد من القرارات الهامة بالقاعة الفيدرالية (Federal Hall) بوول ستريت (Wall Street) ككتابة وثيقة الحقوق وتنصيب جورج واشنطن كأول رئيس للبلاد.

وفي سنة 1790، أصدر الكونغرس قرارا جديدا انتقل بموجبه نحو مدينة فيلادلفيا ليجعل منها عاصمة مؤقتة للولايات المتحدة في انتظار اكتمال أشغال تهيئة العاصمة الجديدة التي حملت لاحقا اسم #واشنطن.

بعدها، وقع اختيار موقع العاصمة الجديدة من قبل عدد من كبار السياسيين الأميركيين كتوماس جيفرسون (Thomas Jefferson) وجيمس ماديسون (James Madison) حيث حبّذ هؤلاء موقعا جنوب نيويورك للعاصمة.

ويوم السابع عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1800، اجتمع الكونغرس الأميركي لأول مرة بالعاصمة الجديدة واشنطن التي حافظت على موقعها السياسي حتى يومنا الحاضر.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى