رياضة تريند

الاتحاد الجزائري لكرة القدم ينهي العلاقة من طرف واحد مع بلماضي.. والتعويضات قد تصل إلى 7 ملايين يورو

عربي تريند

قرّر الاتحاد الجزائري لكرة القدم طي صفحة المدرب الوطني جمال بلماضي، في طلاق أعلن عنه من طرف واحد بعد عدم التوصل لاتفاق بين الطرفين، ما يهدد بدفع تعويضات ضخمة للناخب السابق الذي غادر الجزائر ولا يزال ملتزما الصمت.

بعد 3 أيام من الترقب، أصدر الاتحاد الجزائري أخيرا بيانه المنتظر حول مصير المدرب جمال بلماضي، متهما الأخير بالتراجع عن اتفاق مبدئي بالتنحي عن العارضة الفنية للخضر بعد الإخفاق المدوي في كأس أمم أفريقيا الجارية حاليا في كوت ديفوار.

وذكر الاتحاد في بيانه الذي صدر في ساعة متأخرة أمس، أنه انطلاقا من الرغبة في وضع حد لدوامة الإخفاقات المتجددة للمنتخب الوطني، تم الاتفاق في بواكي (المدينة التي احتضنت مباريات الخضر في كوت ديفوار) على الانفصال الودي بين الطرفين. لكن المدرب الذي وافق في البداية على هذا الخيار، لم يعط أي جواب لترسيم الاتفاق.

واعتبر الاتحاد صمت بلماضي وخروجه من التراب الوطني بمثابة رفض (للتوقيع)، وهو مضطر إلى طي الصفحة بشكل نهائي ويخطط الآن لتحد جديد مع مدرب جديد وطاقم فني سيتم تعيينهم قريبا. وأضاف عن تصرف بلماضي، أنه أحاط علماً بهذا الموقف المؤسف ويحتفظ الآن بالحق في استخلاص العواقب المشروعة منه، وسيعمل حسبه وفقًا لما تمليه حماية المصالح الرئيسية لكرة القدم الوطنية.

وفي تفاصيل ما وقع في كوت ديفوار، قال الاتحاد الجزائري لكرة القدم إنه يسجل بأسف وخيبة أمل، المسار غير المشرف للمنتخب الوطني، الذي لم يرق إلى مستوى تطلعات الشعب الجزائري، خلال الجولة الأولى من المجموعات، بكأس الأمم الأفريقية.

وأبرز أنه بالنظر إلى الوسائل والظروف المادية التي توفرها الدولة والاتحاد الجزائري لكرة القدم، كان من المشروع أن نتوقع، في المقابل، مردودا مختلفا تماما. لكن للمرة الثانية على التوالي؛ (كان 2021 وكان 2024)، لم يتأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني واحتل المركز الرابع والأخير في المجموعة، وهذا فشل مؤكد ومؤلم ويصعب قبوله، إضافة إلى الفشل في التأهل لكأس العالم 2022، وفق البيان.

إثر هذه المعطيات، قال الاتحاد إنه تدخل عبر رئيسه وليد صادي باستدعاء المدرب الوطني جمال بلماضي في بواكي بكوت ديفوار بعد يوم من الإقصاء المرير في الجولة الأولى، لتقييم ملابسات هذا الفشل، حيث تم الاتفاق هناك على إنهاء العلاقة وديًا بين الطرفين. وكان يفترض وفق البيان، أن المناقشات التي بدأت في بواكي ستؤدي في اليوم التالي بعد عودة الوفد إلى الجزائر العاصمة، إلى صياغة اتفاق الإنهاء الودي بين المدرب وطاقمه.

لكن الأطراف المعنية، وفق بيان الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، استجابت لدعوة رئيس الاتحاد بهدف المصادقة على الاتفاق المبرم في كوت ديفوار، حيث إن جميع أعضاء الجهاز الفني قد وقعوا على اتفاق الإنهاء الودي، باستثناء جمال بلماضي الذي انسحب بشكل مفاجئ، مطالبا بالمزيد من الوقت للتفكير، معتبرا أن الاتفاق في جانبه المالي، لا يلبي توقعاته. وبعد مرور أربعة أيام، يضيف البيان، لم يتلق الاتحاد أي جواب من الشخص المعني، الذي غادر التراب الوطني، تاركا الاتحاد دون رد.

وفي الأخبار التي تم تداولها على نطاق واسع، فقد عُرض على بلماضي الحصول على أجرة شهرين كاملين مقابل فسخ العقد بالتراضي، لكنه أصر على المطالبة بكامل مستحقاته إلى غاية نهاية سنة 2026 تاريخ انتهاء العقد، علما انه يتقاضى شهريا راتبا ضخما يقدر بـ 208 آلاف أورو وهو الأعلى في أفريقيا، ما يرفع قيمة مستحقاته في حال الحصول عليها كاملة إلى أكثر من 7 مليون أورو.

وما جعل الناخب الوطني في وضع مريح، أن العقد الذي يربطه بالاتحادية والذي تم تجديده سنة 2022 في أعقاب الإقصاء من تصفيات كأس العالم أمام الكاميرون، لا ينص على أهداف محددة يمكن من خلالها محاسبته أو إقالته، فلا يوجد أي بند حول النتائج في كأس أفريقيا، ما يجعل الخروج المهين منها كما حصل في كوت ديفوار دون أي تبعات تعاقدية على بلماضي. لذلك في حال أقيل، يمكنه المطالبة بكامل مستحقاته، ولم يكن أمام الاتحاد سوى التفاوض على فك ارتباط بين الطرفين.

ويوجد بلماضي حاليا في قطر، وفق ما تناقلته مصادر إعلامية حيث استقل طائرة الدوحة يوم الثلاثاء انطلاقا من مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية، وهو لحد الآن لم يدل بأي تصريح حول قضية إنهاء عقده مع الاتحاد. وتثير قضية الناخب الوطني جدلا واسعا في الجزائر، من حيث كونها أظهرت وفق البعض سوء تقدير لدى الاتحاد السابق في التعامل مع بلماضي وعدم حماية مصالح الهيئة المشرفة على الكرة في البلاد، عبر عقد يصب بشكل واسع في مصلحة المدرب.

وكان بلماضي قد التحق بالعارضة الوطنية الجزائرية في أغسطس 2018، وقد نجح في بداية مشواره في تحقيق إنجاز كأس إفريقيا للأمم في القاهرة سنة 2019، وهو ثاني تتويج في تاريخ البلاد بهذا اللقب، كما برز بتحقيق سلسلة من عدم الخسارة فاقت 30 مقابلة، لكنه منذ 2021 فشل أيضا في تحقيق أي إنجاز يذكر ما عرضه لانتقادات لاذعة في الصحافة الوطنية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى