العالم تريند

دعوات بإسرائيل لقصف مطلقي الطائرات الورقية بغزة

في ظل تصاعد الخسائر الإسرائيلية جراء إطلاق الطائرات الورقية المشتعلة من قطاع غزة على أيدي فتية مشاركين في مسيرة العودة تجاه الحقول الزراعية للمستوطنين بمحيط غزة تزايدت الدعوات الإسرائيلية المطالبة بقتل مطلقيها والتعامل معهم على غرار مطلقي قذائف الهاون.

وذكر رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت أن “وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية طالبوا المستويين السياسي والعسكري بزيادة وتيرة استهداف مطلقي الطائرات الورقية من غزة، وبالفعل فقد استجابت لهم تلك المستويات”.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21” أنه “سيتم ضرب أهداف في قلب قطاع غزة في حال تواصل إرسال الطائرات الورقية المشتعلة، وانتقل الجيش في الأيام الأخيرة من الاستهداف الموضعي لمطلقي الطائرات إلى الضرب الشامل في عدد من الأهداف المنتشرة حول قطاع غزة”.

وأشار بن يشاي إلى أن حماس “هي المسؤولة عن ما يحصل داخل القطاع، وما يخرج منه، ووصول المستويات الأمنية والعسكرية لخلاصة مفادها أن التعامل مع من يرسل هذه الطائرات كمن يطلق القذائف الصاروخية والهاون باتجاه المستوطنات الإسرائيلية”.

وأوضح أن “الحكومة الإسرائيلية اليوم لديها مشكلة ليست بسيطة في مواجهة هذه الطائرات، فالضغط الجماهيري بسبب ارتفاع حجم الأضرار في الحقول الزراعية ما زال متواضعا، ولم تسقط خسائر بشرية إسرائيلية بسبب هذه الطائرات، وفي الوقت ذاته فإن ذات الجمهور يتقبل بكثير من القناعة المزاعم التي يطلقها بعض الوزراء بأن هذه الطائرات تشكل خطرا جسيما”.

وقال بن يشاي “قد تسفر في نهاية الأمر عن سقوط قتلى إسرائيليين، في حال نشوب حريق يخرج عن السيطرة، أو إذا ما تم ربط عبوات ناسفة بهذه الطائرات، ولذلك فإن السياسة التدريجية في الرد على هذه الطائرات ومطلقيها لا تشبع نهمهم، ويريدون ردودا أكثر قسوة وحدة”.

ونقل عن وزير التعليم اليميني نفتالي بينيت قوله إن “الجيش في حال رأى فتيانا فلسطينيين أبناء 16 عاما يريدون إطلاق صاروخ قسام باتجاه سديروت، فإنه سيطلق باتجاههم الصواريخ دون تردد، جوا أو برا، هذا ما أريد القيام به مع مطلقي الطائرات الورقية”.

من جانبه رآى يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي بمقال له في صحيفة معاريف أن “ظاهرة الطائرات الورقية أثارت خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية تجاه الردود المطلوبة لوقفها، حيث أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان ورئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت وقادة المؤسسة الأمنية والجيش يفضلون الطريقة التدريجية الحالية المتمثلة في إطلاق النار التحذيري، وعدم التسبب بسقوط قتلى فلسطينيين”.

وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21” أن “اكتفاء المستويين السياسي والعسكري بالرد التدريجي ضد الطائرات الورقية يعود إلى الخشية من التصعيد المفاجئ في قطاع غزة، لاسيما إن كان مطلقوها من الأولاد الصغار، ما سيجلب ردود فعل دولية ضد إسرائيل”.

ولفت ميلمان إلى أن “مقتلهم قد يجبر حماس والجهاد الإسلامي على إطلاق قذائف هاون باتجاه غلاف غزة، وفي نهاية الأمر قد تذهب الأوضاع نحو الحرب المفتوحة، كما حصل قبل أربع سنوات حين اندلعت حرب الجرف الصامد عقب اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل، ولم يكن الطرفان يريدان تلك الحرب” وفق قوله.

وأشار إلى أنه على “الرغم من هذه الاعتبارات، فإن وزراء آخرين يطالبون برفع منسوب الرد بقوة أكثر، مع العلم أن الأوساط الأمنية كانت تعتقد في بداية الأمر أنه بالإمكان العثور على حل تكنولوجي لهذا التهديد، لكن تبين لاحقا أن المسألة ليست بهذه السهولة، ما يزيد من ضغوط مستوطني غلاف غزة بسبب غياب هذا الحل”.

موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين نقل عن عضو الكنيست أليعازر شتيرن من حزب “هناك مستقبل”، وهو الجنرال السابق قوله إنه “يجب النظر إلى الطائرات الورقية على أنها سلاح ينبغي التعامل معه انطلاقا من هذه الفرضية، مع العلم أن الحكومة الإسرائيلية آن لها أن تعمل بصورة مغايرة، فالجيش يقوم بما هو مطلوب منه، لكن الحكومة ما زالت لا تستخدم الأدوات التي بحوزتها لمواجهة هذه الظاهرة المقلقة، رغم أني أحذر أن تنتهي الأمور إلى احتلال قطاع غزة”.

في حين قال آيال بن رؤوفين من حزب المعسكر الصهيوني إن “الطائرات الورقية سلاح معاد تماما كما القذيفة الصاروخية التي تمس بالسيادة الإسرائيلية، ورغم توفر التكنولوجيا الإسرائيلية بوفرة لكنها تواجه صعوبات في الحد من هذه الطائرات، ولذلك فإن الحل هو العمل ضد حماس مباشرة، ومهاجمتها في كل مكان، وبيد قوية”.

وأضاف أنه “في الوقت ذاته علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن معنيون بأن نستيقظ صباح اليوم التالي على عملية عسكرية جديدة مثل الجرف الصامد؟ فأولادنا يقضون إجازة الصيف هذه الأيام، ولا نريد لهم أن يقضوها في الملاجئ من جديد، ولذلك فإن الحكومة فشلت في إيجاد معالجة استراتيجية للوضع في قطاع غزة، تماما كما فشلت في منع وقوع الحرب الأخيرة في 2014”.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى