قطر

قطر تزيح الستار عن تصميم إستاد «لوسيل» أكبر ملاعب مونديال 2022

بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، والعديد من الشخصيات الدولية رفيعة المستوى، كشفت قطر أمس الأول عن تصميم إستاد «لوسيل»، أكبر ملاعب بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقرر إقامتها في قطر. ويستضيف الإستاد المباراتين الافتتاحية والنهائية وعددا آخر من المباريات في الدورة المقرر إقامتها من نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون أول 2022 .
وتبلغ السعة الرسمية للإستاد 80 ألف مقعد ليكون أكبر اللإستادات في قطر، إضافة لكونه تحفة معمارية تزين مدينة لوسيل التي تمثل أكبر مشروع عقاري في قطر.
ومن المقرر أن يكتمل العمل في هذا الإستاد قبل نهاية عام 2020 أي قبل عامين كاملين على موعد إقامة البطولة. وفي حفل ضخم ومبهر، شهد أمير قطر الكشف عن تصميم الاستاد الرئيسي للمونديال القطري وذلك في حضور العديد من الشخصيات الدولية البارزة.
كما حضر الحفل عدد من نجوم كرة القدم العالمية مثل الإسباني تشافي هيرنانيز والكاميروني صامويل إيتو.
وأوضح حسن الذوادي الأمين العام لـ»الجنة العليا للمشاريع والإرث» القطرية، أن العمل سيكتمل في جميع إستادت المونديال خلال عام 2020 . وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، كشفت المنظمون في قطر عن تصميم الإستادات السبعة الأخرى التي تشارك في استضافة فعاليات المونديال عام 2022 .
وإلى جانب إستاد «لوسيل» تضم قائمة ملاعب المونديال القطري إستادات خليفة، والبيت، والوكرة، والريان، والمدينة التعليمية، والثمامة، ورأس أبو عبود. وأصبح إستاد «لوسيل» ثامن إستادات المونديال التي تكشف قطر عن تنظيمها.
وكان إستاد «خليفة الدولي» أول هذه الاستادات التي اكتمل العمل فيها بعدما خضع لعملية تطوير وتحديث وتوسعة قبل افتتاحه العام الماضي.
كأس العالم 2022. وقد بدأ العمل في إنشاء إستاد «لوسيل» قبل أكثر من سنتين.
وتبعد مدينة لوسيل نحو 15 كيلومترا شمال مركز مدينة الدوحة، وتعتبر مدينة فريدة من نوعها إذ ترتكز مختلف جوانبها حول تلبية احتياجات السكان والاستدامة والمحافظة على البيئة.
وبعد انتهاء البطولة، ستستوعب مدينة لوسيل نحو 200 ألف فرد بفضل استغلال وإعادة استعمال المنشآت التي أقيمت لاستقبال بطولة
وهذا الشهر وصلت أعمال الإنشاءات في إستاد لوسيل إلى مراحل متقدمة حيث تم تركيب العمود الرئيسي الداعم وكذلك الانتهاء من أعمال الخرسانة الرئيسية في كافة أنحاء الاإستاد وصولا إلى واجهته. كما بدأت أعمال تركيب الهيكل الفولاذي في الجهة الغربية من الإستاد بالإضافة إلى تركيب الجدران الداخلية في كافة أنحاء الإستاد.
كما تشهد أعمال البنية الأساسية تقدما ملحوظا إضافة للعمل بشكل جيد فيما يتعلق بالأعمال الكهروميكانيكية.
ويستوحي الإستاد تصميمه، الذي وضعته شركة «فوستر» البريطانية، من الثقافة العربية عامة والقطرية الإسلامية على وجه التحديد، حيث يدمج التصميم بين عنصرين من عناصر الحياة العربية المعروفة حتى يومنا هذا بالفنون المعمارية والحرف اليدوية الجميلة، هما الفانوس والإناء النحاسي المزخرف يدويا بدقة عالية.
ويجسد هذان العنصران عراقة تاريخ المنطقة العربية والإسلامية واشتهارها بالكرم والاحتفاء بالضيف. واهتمت الشركة القائمة على تصميم الإستاد بدمج العنصرين لتشكيل أيقونة معمارية رياضية تجسد الثقافة العربية الأصيلة بطريقة فنية فريدة.
وويقول المسؤولون القطريون ان «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» تولي اهتماما بالغا بالاستدامة، إذ تواصل تطبيق ممارسات عالمية في الحفاظ علر البيئة، مثل إعادة تدوير مخلفات عملية البناء بقدر الإمكان، واستخدام المياه المُعالَجة لري العشب والأشجار حول الإستاد، كما سيتم الحد من إهدار المياه من خلال تركيب رشاشات مياه فعالة واستخدام أنظمة كشف تسريب المياه في كافة أنحاء الإستاد.
كما يستخدم سطح الأستاد مادة مُطَوَّرة تسمح بمرور أشعة الشمس بشكل يكفي لنمو عشب الملعب بالإضافة لتظليل أرضية الاستاد بطريقة تخفف العبء على أجهزة التكييف.
وفي عام 2017، أجرت الجهة المشرفة عل البناء عدة تجارب مع عمال الإستاد لاختبار تقنية التبريد المبتكرة.
وشملت المبادرة ، التي شارك فيها أكثر من 150 عاملا، سترات التبريد ومعاصم اليد والمناشف المبردة وأغطية العنق. وأثبتت هذه التقنيات فعاليتها في خفض درجة حرارة جسم العامل بمعدل 15 درجة مئوية.
وبناء على ذلك، تم توزيع3500 سترة تبريد على العمال في ستة إستادات.
وفي يوليو/تموز الماضي، تم إجراء تجربة أخرى في إستاد لوسيل، حيث اختبر العمال مجموعة ملابس «إير كول» طورتها شركة «تكنيش» البريطانية بالتعاون مع اللجنة العليا. وتضمنت المجموعة بدلة مبردة من المقرر الإعلان عنها مطلع عام 2019 .
وبعد إسدال الستار على مونديال 2022 ، سيتم تحويل إستاد لوسيل إلى عدة مرافق خدمية تلبي احتياجات سكان مدينة لوسيل مثل مدارس ومقاهي ومتاجر وعيادات طبية ومرافق رياضية، وغيرها إضافة للتبرع بمقاعد الاستاد القابلة للفك للاستفادة منها في تطوير مشروعات رياضية حول العالم. ويقول خبراء ان من أبرز التحديات التي يواجهها المشروع كيفية تسهيل وصول الجماهير إلى الإستاد، وآليات الدخول إلى الملعب، وكذلك توفير المساحات المخصصة للاحتفالات ومختلف الأنشطة الترفيهية.
وقال المهندس تميم العابد مدير مشروع إنشاء إستاد لوسيل «إنشاء محطة مترو (ريل) قريبة للإستاد، سيعمل على تسهيل الوصول إليه بشكل كبير، حيث ينتظر أن ينقل نحو 26 ألف مشجع حيث سيجرى تمديد خط المترو إلى مدينة الخور»، مشيرا إلى أن محطة المترو ستبعد نحو كيلومتر واحد عن بوابات الاستاد وسيقطع المشجعون المسافة فوق ممشى مخصص لذلك.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الريل سيكون كافيا لتسهيل عملية نقل المشجعين إلى الاستاد، قال العابد «لا يمكن الاعتماد على وسيلة واحدة، حيث يجرى تجهيز ساحات انتظار سيارات تبعد عن الملعب بما يتراوح بين اثنين وثلاثة كيلومترات لمنع تدفق السيارات الخاصة، مع توفير وسائل نقل عامة من ساحات الانتظار إلى بوابات الإستاد.
وعن سلامة العمال الذين يقومون بأعمال الإنشاءات، قال العابد «العمال هم موظفو شركات خاصة ومقاولين رئيسيين متعاقدين لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ورعايتهم والحفاظ على سلامتهم ومصلحتهم وحقوقهم هي أولويات عالية لدى اللجنة. وقد تم وضع معايير غير مسبوقة من قبل اللجنة في وثيقة رسمية ملزمة لجميع المقاولين والشركات الخاصة التي تم التعاقد معها. وهذه الوثيقة هي التي تحكم ظروف معيشة العمال وشروط توظيفهم وحقوقهم ورواتبهم وأجازاتهم وسلامتهم، وأي شركة خاصة لا تبدي استعدادا للالتزام بتلك المعايير لا يجرى التعامل معها»,د.
وأضاف «السلامة في أعمال الإنشاءات الضخمة والتصميمات المبتكرة ليست بالأمر السهل، لكن على رأس أولوياتنا وتحدياتنا تأتي سلامة العمال. حاليا لدينا نحو 3200 عامل ويصل العدد ربما إلى ثمانية آلاف عامل ، وأعمالهم وتحركاتهم تحكمها معايير عالية».

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى