العالم تريند

تلغراف: هذه هي حدود إسرائيل “الجديدة” مع غزة.. تدمير شامل للتحضير للمنطقة العازلة

عربي تريند

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تحقيقا قام على أدلة بصرية حول الحدود “الجديدة” لإسرائيل مع غزة.

وقالت ناتاليا فاسيليفا وروبرت مينديك، معدا التقرير، إن إسرائيل تقوم بتنظيف مساحة كيلومتر مربع للمنطقة العازلة داخل قطاع غزة لكي تنشئ حدودا أمنية تؤدي في النهاية لتقليص مساحة المنطقة الفلسطينية. وبحسب الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية فإن أكثر من 1,000 بناية دمرت حول المنطقة المقترحة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وكانت الدول الغربية الحليفة قد حذرت إسرائيل من المنطقة العازلة، ونفت إسرائيل أنها تقوم ببناء منطقة أمنية مع أنها اعترفت بتنظيف مساحات قريبة من الحدود.

وتقول الصحيفة إنها شاهدت بالعين المجردة الدمار الشامل في زيارة قريبة للمنطقة. وأخبر الجيش الإسرائيلي الصحيفة أنه دمر البنايات التي اكتشف أن فيها وجودا لحماس. وكشفت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية عن هدم مئات البيوت وتسوية حقول زراعية وبساتين بالأرض ومنشآت خدمية مثل المدارس والجوامع التي هدمت بالكامل. وتظهر مناطق حضرية عمليات هدم وتسوية تمتد على مساحة تزيد عن كيلومتر مربع من الجدار الأمني الذي تم اختراقه.

وكانت بيت حانون، في شمال- شرق غزة هي المدخل للقوات الإسرائيلية للعملية البرية نهاية تشرين الأول/أكتوبر. فالمنطقة المحيطة ببلدة بيت حانون شهيرة بالمزارع وبساتين فاكهة التنين والصبار. إلا أن معظمها بات مدمرا وجرفته جرافات الجيش الإسرائيلي لفتح طرق للعربات المشاركة في الغزو البري. وحرثت أشجار الفاكهة والحقول والدفيئات بشكل فاقم من نقص المواد الغذائية حسب منظمة هيومان رايتس ووتش.

وفي بعض المناطق تركت الجرافات آثارها في التلال الترابية التي تراكمت ومحت أي إشارة عن الخضرة. في المنطقة الشمالية- الشرقية من بيت حانون، تم هدم وتنظيف أكثر من 150 بيتا قريبا من “المنطقة العازلة”، أما البيوت في المنطقة القريبة فتعاني من آثار القصف بسبب الغزو.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه هدم البنايات في المنطقة لتدمير الأنفاق والبنى التحتية العسكرية.

وفي الشجاعية، أحد أحياء مدينة غزة والذي كان يعتبر حتى كانون الأول/ديسمبر من أكثر المناطق ذات الكثافة السكانية في العالم، زعم الجيش الإسرائيلي أنه عثر على “عدة أنفاق” استخدمتها حماس في البيوت والعيادات والمدارس في المنطقة، لكن طرف الحي يبدو مدمرا بالكامل على طول الخط الذي يعكس مسارات حدود غزة وعلى مساحة كيلومتر مربع.

ومن بين العلامات المهمة للمكان والتي تحولت إلى أنقاض تل المنطار ومسجد المنطار. وتحدث الغزيون في لقطات الفيديو التي بثت على منصات التواصل بأن التلة هي أعلى نقطة في القطاع وتستطيع منها مشاهدة المدينة، وكان الأطفال يتسلقون شجرة خروب للحصول على منظر أفضل. وقريبا من الخط الحدودي كانت هناك محطة بترول مدمرة وفي الجنوب منطقة سويت بالتراب بسبب الهدم والغارات والتي كانت يوما مدينة تفتخر بنفسها.

أما منطقة البريج، شرق غزة، والتي تقع الآن في وسط “المنطقة العازلة”، فكانت فيها محطة معالجة مياه الصرف الصحي والتي مولتها ألمانيا بـ 85 مليون يورو، وهي مزودة بألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في بيوت سكان غزة وكانت تعالج المياه من بيوت مليون شخص، أي نصف سكان القطاع منذ بداية تشغيلها عام 2021. وتقول الأمم المتحدة إن المحطات الست لم تعد قادرة على العمل بسبب نقص المياه والكهرباء. وتم تدمير ألواح الطاقة الشمسية المرفقة بالمحطة وخلفت الجرافات آثارها في جزء من المكان.

وتم هدم البيوت حول المحطة الواقعة داخل “المنطقة العازلة” وأبعد منها. وفي شمال المحطة وخارج المنطقة العازلة، تم تدمير حي سكني بالكامل، يجمع 29 بناية ومسجدا وعيادة طبية وملعب كرة قدم، كلها هدمت. وفي جنوب المحطة، تظهر صور الأقمار الاصطناعية ما يبدو أنه طريق ترابي يقود إلى إسرائيل وحفرته على ما يبدو الجرافات.

وفي حي المغازي، الذي يبعد 600 متر عن الحدود، قتل 21 جنديا في الشهر الماضي. وبرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري العملية بأنها من أجل خلق ظروف أمنية جيدة لعودة سكان البلدات الجنوبية في إسرائيل. وتشمل المنطقة العازلة مناطق قريبة من خان يونس، جنوب القطاع. وكانت المنطقة واضحة للعيان عندما انطلق مراسل الصحيفة من كيبوتس عين- هشلوشة، حيث استخدم المراسل والمصور الصحافي نفس الطريق الترابي الجديد ومرا في منطقة يباب إلى مدرسة يستخدمها الجيش الإسرائيلي كقاعدة عسكرية. والمدرسة هي المكان الوحيد الذي لا يزال قائما وما حوله حول إلى خراب، بما فيها فيلل راقية والتي سكنت فيها نخبة غزة حيث هدمت وحولت لأنقاض. ويزعم الجيش أن البيوت كان فيها مداخل أنفاق.

وذكرت دراسة أكاديمية نشرت مؤخرا أن 704 بنايات، أو 67% من مجموع البنايات الـ 1,048 التي هدمت تقع في أطراف مدينة خان يونس. والجزء الأكبر من الدمار حصل في منطقة خزاعة في خان يونس، حيث يظهر الطريق الترابي وهو يقسمها. وواحدة من البنايات المدمرة هي مدرسة تابعة للأمم المتحدة والتي هدمت جزئيا في الحرب القصيرة عام 2014. وتم إعادة بناء المدرسة بتمويل من الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسف زاي في العام التالي. ومن بين البنايات التي قيمتها الصحيفة والتي دمرت، مسجد ومدرسة ومحل لبيع ألعاب الأطفال والذي أعلن عن وصول كميات جديدة من الدمى والألعاب على صفحته في فيسبوك قبل هجمات تشرين الأول/أكتوبر.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية دمارا شبه كامل لمسجد التقوى. وتكشف صور المسجد على فيسبوك مسابقات لتحفيظ القرآن وتوزيع الجوائز على الفائزين وأطفالا يلعبون كرة القدم في ساحته. وتم تسوية الأراضي جنوب البلدة والتي كانت مزارع للخيار والفلفل والبندورة بالتراب. ولم ينج أي من الدفيئات على ما يبدو.

وتشير الصحيفة إلى أن ما سيجري في غزة بعد الحرب هي نقطة خلاف بين إسرائيل وحلفائها الغربيين ودول الشرق الأوسط. ولكن المسؤولين الإسرائيليين أخبروا الصحافيين بشكل غير رسمي أنهم يفكرون بإقامة منطقة أمنية تمنع الهجمات في المستقبل. وقالت صحف إسرائيلية إن برنامج الهدم سيطال كل البنايات الواقعة في منطقة الشريط الأمني وعلى مساحة كيلو متر مربع، ولن يطال البنايات التي تعود لوكالات الأمم المتحدة أو التي مولها الاتحاد الأوروبي.

ووصلت نسبة الهدم في بعض الأماكن إلى نسبة 75- 100%. وفي دراسة أجراها أدي بن نون، المحاضر في الجامعة العبرية، جاء أن إسرائيل هدمت ما بين 1,072 و2,824 مبنى يقع ضمن المنطقة العازلة. وتقول الحكومة إن المنطقة الجديدة ستعجل من عودة سكان البلدات الجنوبية التي أخليت بسبب التهديدات، كما يقول نير بركات، وزير الاقتصاد و”السبب لإخلائهم من بيوتهم هو التهديد بالغزو، ويجب على الناس العودة إلى بيوتهم”.

ويقول هيو لوفات، المحلل في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن خطة المنطقة العازلة بعيدة المدى و”يزعم المسؤولون الإسرائيليون وبشكل دائم أن أعمالهم مؤقتة، والآن يشيرون لمنطقة عازلة لا يمكن نظريا تفكيكها، ولإسرائيل تاريخ في خلق حقائق على الأرض”، مشيرا إلى مزاعم إسرائيل بشأن الجدار العنصري والمستوطنات في الضفة الغربية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى