فنون

أبناء مشاهير الغناء.. الموهبة لا تورث دائما

أن تولد الموهبة الفنية داخل بيت فني فذلك يمنح فرصا أكبر لتحقيق الذات لأسباب عدة، أهمها تلقى الدعم والرعاية من أفراد الأسرة، سواء الأب أو الأم، كما أن فرصة الوصول إلى الشهرة تكون أكبر، لكن هل ذلك يمنحها النجاح المأمول؟
الإجابة لا، وهو ما بدا واضحا بشكل محدد، وتحديدا في المواهب الغنائية، إذ كثيرا ما نرى أبناء المطربين والمطربات دخلوا عالم الأغاني، وطرح بعضهم ألبومات غنائية، بل إن بعض أبناء المطربين وصلوا إلى الشهرة في سن الطفولة، لكن تبقى هناك إشكالية دائمة تتمثل في مقارنة الجمهور بين المطرب وابنه أو بين المطربة وابنتها، وفي الأغلب تكون النتيجة في صالح الآباء والأمهات.

وتعد هذه المقارنة ظالمة كثيرا للمواهب الجديدة، خصوصا أن البعض منهم يريد أن يسلك طريقا مغايرا عن الأب، لكن هذا الطريق لا يحقق له تجاوبا كبيرا مع الجمهور، وهناك مطربون آخرون يسيرون على درب الوالد في شكل الموسيقى التي يقدمونها.

فضل ومحمد
يعتبر المطرب اللبناني محمد فضل شاكر واحدا من المطربين الذين ساروا على درب الوالد فضل شاكر، فالأخير معروف برومانسيته الشديدة في الأغاني، ويعد واحدا من أبرز المطربين أصحاب الأغاني العاطفية، ويتمتع بشهرة كبيرة في الوطن العربي.

لكن هذه الشهرة لم تشفع للابن في أن يحقق الانتشار المنشود في الوطن العربي، رغم أنه طرح العديد من الأغاني.

وحاول محمد فضل شاكر أن يستغل النجاح الكبير الذي حققه والده مع شيرين عبد الوهاب في أغنية “العام الجديد” وطرحها بتوزيع جديد، لكن بالمقارنة بالأغنية الأصل نجد تفاوتا كبيرا في الانتشار والنجاح، فالأغنية الأصلية تتجاوز عدد مشاهدتها على موقع يوتيوب 13 مليون مشاهدة، في حين لم تتجاوز أغنية الابن 500 ألف مشاهدة، رغم ما يتلقاه من دعم أصدقاء والده الفنانين وأبرزهم مروان خوري الذي ظهر بجواره في إحدى الحفلات وقدم الابن حينها أغنية “معقول أنساك” لوالده.

أحمد وعلي الحجار
شبه كبير يجمع بين أحمد علي الحجار ووالده المطرب الشهير علي الحجار، سواء في الشكل أو في الصوت إلى حد ما، لكن ذلك لم يكن كفيلا بأن يحقق الابن شهرة الوالد نفسها.

لم يتوقف أحمد علي الحجار عند نقطة أنه ابن مطرب شهير فقط، بل حرص على تعلم الموسيقى، فبعد تخرجه في المعهد العالي للموسيقى العربية، درس التوزيع الموسيقي في جامعة بيركلي للموسيقى المعاصرة بالولايات المتحدة، وله العديد من الأغاني منها “سيدي” من ألحانه وتوزيع وكلمات حسام حداد.

كما أنه بجانب عشقه التأليف والتلحين، أسس قبل 5 سنوات مع عدد من أصدقائه مشروعا فنيا لإعادة بعض الأغاني الأجنبية الشهيرة بتوزيع شرقي، وهو اتجاه مغاير عما سلكه والده طيلة مشواره الفني الذي حرص فيه على تقديم أغاني طربية شرقية، إضافة إلى أن الابن وقف على المسرح في الولايات المتحدة ليغني مع نجوم بارزين منهم كارول كينغ وجیسون مراز.

كما يلقى المطرب الصغير دعما دائما من والده سواء بظهوره معه في حفلات غنائية أو مشاركته تقديم أغانيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بأن يشارك الابن والده في تلحين بعض من أغانيه مثلما حدث أغنية “يا لدانة” كلمات محمد عبد القادر.

رغم كل ذلك لم يحقق الابن نجاح أبيه، الذي يعد واحدا من أبرز الأصوات المصرية وله أغان عديدة ناجحة منها “عنوان بيتنا” و”ريشة” و”ضحكة المساجين” و”في قلب الليل” و”عم بطاطا”، كما أنه اشتهر بتقديم شارات مسلسلات تلفزيونية ناجحة، منها “بوابة الحلواني” و”ذئاب الجبل” و”المال والبنون”.

ولم يكن نصيب “مشيرة” ابنة علي الحجار أيضا أكثر من شقيقها حيث لا يختلف الأمر كثيرا، فهي تغني وقدمت بعض الحفلات الغنائية، وشاركت والدها غناء أغنية “زي الهوى” في إحدى الحفلات كنوع من دعمه لها، لكن رغم ذلك لا يزال انتشارها محدودا.

عدوية ومحمد
لا يخفى على أحد تأثير المطرب الشعبي أحمد عدوية في مسار الأغنية الشعبية بفترة السبعينيات من القرن الماضي، مما جعل المطرب الراحل عبد الحليم حافظ يشيد به ويعبر عن إعجابه الخاص بأغانيه.

ومسيرة عدوية تحفل بالأغاني المميزة ومنها “إحنا معلمين” و”بنت السلطان” و”زحمة” “وكراشنجي”، ليحقق المغني نجاحا مدويا، لكن ابنه محمد عدوية ورغم دعم والده الدائم له، واهتمام وسائل الإعلام بأخباره لأنه ابن مطرب بارز له جمهور عريض في الوطن العربي، لم يحقق النجاح المنتظر، رغم تحقيقه في أولى أغانيه نجاحا لافتا مثل “وشوش الناس” و”الطيب أحسن”، لكن المقارنة مع والده تظلم المطرب كثيرا، بل إن أكثر أغنياته نجاحا كانت “المولد” التي شاركه الأب فيها.

محمد عدوية يصف والده بأنه أسطورة في الغناء لن تتكرر، ومن المستحيل على أي شخص أن يحقق مثل نجاحه، حتى لو كان ابنه، مشيرا إلى أنه يتأثر به كثيرا، لكنه لا يقلده في طريقة الغناء، ويحاول أن يضيف لمسته الخاصة وشخصيته على أغانيه، مؤكدا أنه يستشير والده فيما يقدمه من أغان، ويجد الدعم الدائم منه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.

مدحت وأدهم
الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للمطرب أدهم مدحت صالح الذي لم يحقق النجاح المنتظر رغم ما يتمتع به والده من شهر ونجاح كبير في عالم الأغنية.

ولم ينجح أدهم في أن يلفت نظر الجمهور له سواء بعد طرح ألبومه الأول والأخير “لا مبنساش” الذي حرص على أن ينتجه بنفسه حتى لا يسمح لأي منتج بالتحكم في اختياراته.

ورغم وقوف مدحت صالح بجوار ابنه في أول تجاربه ودعمه الدائم له بل والتأكيد أن أدهم يمتلك خامة صوت قوية تؤهله لأن يكون في مصاف نجوم الأغنية، فإن ذلك لم يشفع له عند الجمهور، خاصة في ظل عدم محاولات أدهم في الحضور على الساحة الغنائية سواء بالحفلات المتكررة أو الأغاني المنفردة بعيدا عن طرح ألبومات كاملة.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى