قطر

التفحيط في قطر.. الموت على أعتاب النزهة

سباقات السيارات الرسمية تحدث بها حوادث مميتة، وهناك رياضات الملاكمة والكاراتيه والجودو؛ جميعها تحتوي على مخاطر كبيرة، لماذا التضييق فقط على التفحيط؟ كلمات حاول من خلالها الشاب القطري خليفة المنصوري تبرير إصراره على ممارسة التفحيط، رغم التحذيرات المتنامية بسبب ارتفاع حالات الوفيات جراء حوادث التفحيط، خاصة في منطقة سيلين (جنوبي البلاد).

ويعد التفحيط (أو التطعيس أو التفحيص) ممارسة شائعة في دول الخليج، خاصة مع موسم التخييم في الصحراء، ويقوم من خلالها قائدو السيارات أو الدراجات النارية بالانزلاق من فوق المرتفعات الرملية أو التمايل بالمركبة، كما أنها تحمل في طياتها مخاطر جمة.

المنصوري (23 عاما) يعتبر أن التفحيط مثل أي رياضة بها بعض المخاطر، ولكنها ليست الكابوس الذي يؤدي دوما إلى الموت، ويصر على أن ضحايا الحوادث العادية على الطرقات أكثر بكثير مما يحدث في مرتفعات التفحيط في عموم البلاد.

لكن عطلة الأسبوع الماضي شهدت حادثا مؤلما في منطقة سيلين؛ إثر اصطدام دراجة نارية مع سيارة مسرعة، مما أدى إلى وفاة شاب وإصابة اثنين آخرين، وتصاعدت معها المطالبات بضرورة التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة في قطر.

ويعود ارتفاع حالات الوفاة منذ بداية موسم التخييم إلى تمكن بعض صغار السن من الحصول على سيارات أو دراجات نارية دون علم الأهل، وتعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر، بسبب عدم قدرتهم على التحكم في المركبة.

ويعزو بعض رواد التفحيط أسباب ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال إلى مراكز تأجير الدراجات النارية في سيلين، التي لا تلتزم بمعايير السن قبل التأجير في مخالفة للقانون، إلا أن أشرف بجادر –أحد مؤجري الدراجات- نفى للجزيرة نت أن يقوم بتأجير دراجة لأي طفل؛ لأن ذلك يعرض حياة هذا الطفل وآخرين للخطر، كما يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

بجادر لم ينف أن يقوم أحد الأطفال بالاستعانة بشخص آخر يستأجر المركبة بدلا منه، ومن ثم يقودها هو بنفسه، موضحا أنه لا يراقب كل المؤجرين خلال ساعات تأجيرهم للدراجة، ولكنه يلتزم بشكل كامل بكل القواعد الخاصة بعملية التأجير، سواء من حيث عمر المؤجر، أو الحصول على البطاقة الشخصية قبل إتمام التأجير.

يواصل الشاب المنصوري دفاعه عن التفحيط بأنه ينتظر موسم التخييم سنويا من أجل التجمع مع الأصدقاء على مرتفعات سيلين والاستمتاع بالأجواء الرائعة في تلك المنطقة، ويتذكر أنه يحرص على ممارسة ذلك منذ سبع سنوات، وطوال تلك الفترة لم يحدث له أو لرفاقه أي حادث كبير يعرضهم للخطر.

لجنة رسمية
واستجاب المجلس البلدي المركزي لتلك المطالبات؛ فقام بتشكيل لجنة للعمل على وقف الحوادث المتكررة في منطقة سيلين، ودعا المهندس حمد بن لحدان المهندي نائب رئيس المجلس إلى ضرورة تشديد الرقابة على مراكز تأجير الدراجات بمختلف أنواعها للتأكد من عوامل السلامة فيها، وتحقيق الأمان لقائدها من حيث ارتداء خوذة القيادة لحماية الرأس، وملابس حماية الجسم، بالإضافة إلى الإضاءة الليلية الواضحة.

ويضيف المهندي، في حديث للجزيرة نت، أن المجلس البلدي ناقش ارتفاع عدد الحوادث في منطقة سيلين، لافتا إلى أن المجلس سيعمل على توسيع نطاق الأمان والسلامة في جميع أماكن الأنشطة المفتوحة في أماكن التخييم البرية والبحرية لحماية الأرواح التي تزهق جراء تلك الأعمال المتهورة.

طالب بتنظيم حملة توعية للشباب من مخاطر تلك الأعمال على حياتهم وتعريض الآخرين للخطر، بالإضافة إلى ضرورة فصل أماكن قيادة السيارات عن الدراجات في المنطقة المذكورة باعتبار أن أغلب الحوادث تقع نتيجة هذا العامل.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى