العرب تريند

من هو التاجر السوري الذي استهدفته العقوبات الأميركية؟

شبكة معقدة من التمويلات التي تديرها إيران ما بين روسيا ودمشق، لإيصال دعمها المالي إلى ميليشيات “حزب الله” اللبناني وفصائل مسلّحة أخرى، وتتمكن من خلال تلك الشبكة، من تحويل ملايين الدولارات لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قد بدأت بالتفكك بعدما أعلنت الإدارة الأميركية، الثلاثاء، حزمة من العقوبات طالتها وطالت 9 أشخاص وكيانات هم على صلة مباشرة، بنشاط تلك الشبكة.

وأقرت وزارة الخزانة الأميركية، جملة من العقوبات الموسعة التي تطال شبكة التمويل الإيرانية، من خلال فرض عقوبات على شركة “جلوبال فيجن جروب” مقرها موسكو، ويديرها السوري محمد عامر الشويكي، بعدما تأكد للوزارة، قيام إيران بتحويلات مالية ضخمة لصالح تلك الشركة في روسيا، من خلال البنك المركزي الإيراني.

وأوضحت الخزانة الأميركية، في بيان، أن شركة (جلوبال فيجن جروب) التي تم إدراجها في لائحة العقوبات الأميركية، تمتلك نشاطاً واسعاً مع قطاع النفط الحكومي الروسي، وتتمكن من خلاله، من نقل النفط الإيراني إلى سوريا. الأمر الذي دفع بالخزانة الأميركية، لإدراج مسؤولين في البنك المركزي الإيراني، في لائحة العقوبات الجديدة التي أقرتها الثلاثاء، بالإضافة إلى مسؤول في قطاع النفط الحكومي الروسي.

فمن هو هذا التاجر السوري محمد عامر الشويكي؟
هو صلة الوصل مع “حزب الله” اللبناني، من خلال وساطته مع البنك المركزي الإيراني، لإيصال مئات ملايين الدولارات إلى مسؤول في الحزب، يدعى (محمد قصير) أدرج هو الآخر على لائحة العقوبات الأميركية.

وتسعى الإدارة الأميركية من خلال فرض هذه العقوبات إلى تجفيف منابع شبكة التمويل الإيراني التي يذهب ريعها بملايين الدولارات إلى نظام الأسد في حربه التي أدت إلى قتل مئات آلاف السوريين وتدمير البلاد، كما يذهب جزء من نشاط حركة التمويل الخفية هذه، لإيصال الأموال إلى “حزب الله” اللبناني وهو شريك أساسي للأسد في حربه على المعارضة السورية وتورط معه بسفك دماء السوريين، منذ عام 2011.

وفيما بلغ عدد المدرجين في لائحة العقوبات الأميركية الأخيرة، 9 كيانات وأشخاص، يظهر اسم السوري محمد عامر الشويكي، بقوة، في بيان وزارة الخزانة الأميركية، من خلال شركته التي فرضت عليها عقوبات ومنع التعامل معها، وتدعى (جلوبال فيجن جروب) التي تعتبرها الخزانة الأميركية “محورية” في نقل النفط الإيراني من إيران إلى روسيا، وفي نقل الأموال إلى الحرس الثوري الإيراني ومنظمات إرهابية أخرى كحزب الله.

وترى الإدارة الأميركية أن دعم إيران نظام الأسد بالمال، إضافة إلى دعمه عسكريا، يساعده على ارتكاب مزيد من المجازر والفظائع بحق السوريين، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني، من الفساد الحكومي والتردي الاقتصادي الذي وصل حد عجز النظام الإيراني عن توفير إمدادات مستقرة من الغذاء والطاقة وبقية الاحتياجات الأساسية، للشعب الإيراني.

وتقوم شركة (جلوبال فيجن جروب) للسوري محمد عامر الشويكي باستخدام مجموعة من السفن، بالتنسيق مع شركة النفط الوطنية الإيرانية، لتأمين تحويل الأموال في مقابل تسيير شحنات النفط إلى سوريا.

ويقوم الشويكي بهذا العمل، بحسب بيان الخزانة الأميركية، بالشراكة مع شركة (برومسيريوم بورت) الروسية الحكومية.

كما ترسل إيران الأموال إلى روسيا، من خلال الشويكي عبر شركته، ومن خلال إخفاء هذه التحويلات المالية، عبر نشاطات تجارية وهمية اتخذتها قناعاً للتمويه.

صلة الوصل الكبرى التي يمثلها السوري الشويكي، ما بين المركزي الإيراني وشركة النفط الوطنية الإيرانية، وحزب الله اللبناني والبنك المركزي السوري، جعلت منه المعاقب الأبرز بين الكيانات والأشخاص الذين أدرجوا في لائحة العقوبات الأميركية.

إلى ذلك، يشار إلى أن الشويكي أسس شركة تكرير عام 2011، في ريف دمشق، تعمل في النفايات النفطية. وهو على الرغم من إدراجه وشركته في لائحة العقوبات الأميركية، إلا أن المعلومات عنه شحيحة، وهو اسم غامض لم يبرز على وسائل الإعلام، العربية أو الأجنبية طيلة سني الحرب السورية الأخيرة، خاصة أن نظام الأسد وإيران، قد خضعا لعقوبات اقتصادية موسعة، مؤسسات وأشخاصاً، ولم يكن الشويكي واحداً منهم.
ولوحظ نشاط تجاري مكثف لمحمد عامر الشويكي، في الآونة الأخيرة. فقد أسس في شهر أيلول/سبتمبر من العام الجاري، شركة (بلانتماتيك) وتعمل في استيراد وتصدير كافة المواد، ومقرها ريف دمشق أيضاً.

وكذلك أسس في شهر أيار/مايو 2018، شركة بالاشتراك مع محمد منير جلنبو، وتدعى (شركة جلنبو وشويكي).

ونشرت الإدارة الأميركية صوراً للشويكي تم التقاطها في روسيا، حيث مقر شركته، ويظهر في إحدى هذه الصور، وأمامه رزم هائلة من الأموال النقدية.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى