السعودية

السعودية ساعدت 79 دولة بـ 84 مليار دولار

أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، الإسهامات البارزة للمملكة العربية السعودية في ميدان العمل الإنساني والإغاثي الذي شهد به العالم أجمع، مشيراً إلى أن المملكة ساعدت المنكوبين في العالم وأنقذت ملايين البشر من جراء الصراعات والأزمات التي حلت بهم دون النظر إلى أي اعتبار لدين أو عرق أو لون، مبيناً أن حجم المساعدات الخارجية للمملكة بين عامي 1996 – 2018م بلغت 84.7 مليار دولار أميركي شملت 79 دولة في العالم.

وجاء ذلك في ندوة تعريفية عن جهود المملكة الإنسانية في العالم في جامعة وارسو الخميس، قدمها الدكتور الربيعة، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بولندا محمد بن حسين مدني، وسفيرة الجمهورية اليمنية لدى جمهورية بولندا ميرفت مجلي، ومسؤولي وزارة الخارجية البولندية، وقيادات الجامعة، وممثلي المنظمات الإنسانية، وقيادات المعهد البولندي للشؤون الخارجية، وأعضاء المجموعة البرلمانية السعودية البرلمانية، والسفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية بولندا، والسفراء البولنديين السابقين لدى المملكة، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية لسفير خادم الحرمين الشريفين في بولندا، تحدث فيها عن حرص المملكة على دعم الأمن والاستقرار في العالم، ومن أهمها #اليمن الذي حاولت المملكة بجميع الوسائل الدبلوماسية إيجاد حل سياسي توافقي وإنهاء الانقلاب المسلح، مبينا أنه رغم بدء عمليات إعادة الشرعية ما زالت المملكة تدعم الحلول السلمية بكل أنواعها وأشكالها.

وأبان أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ منذ إنشائه 482 مشروعاً في 42 دولة بقيمة مليار و924 مليونًا و553 ألف دولار أميركي، خصصت 86% من المشروعات لليمن بقيمة مليار و659 مليوناً و271 ألف دولار أميركي. وعن المشاريع المخصصة للأسرة أوضح الربيعة أن المركز نفذ 206 مشاريع للمرأة بقيمة 341 مليوناً و481 ألف دولار أميركي، و171 مشروعاً للطفل بقيمة 504 ملايين و962 ألف دولار أميركي.

وذكر أن المملكة تحتضن 561.911 ألف زائر (لاجئ) يمني و283.449 زائرا (لاجئا) سوريا و249.669 ألف زائر (لاجئ) مينماري، ما يعادل 5.36% من مواطني المملكة العربية السعودية، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد المهاجرين.

منصة المساعدات السعودية
وأفاد الربيعة بإنشاء أول منصة شفافة في المنطقة؛ هي “منصة المساعدات السعودية” لتكون مرجعا دقيقاً وموثوقاً يقدم المعلومات ويرشد الباحثين ورجال الإعلام والصحافة عن مساهمات المملكة الخارجية التي يجري بناؤها على ثلاث مراحل: الأولى توثيق المساعدات من عام 2007 م وحتى الآن، الثانية توثيق المساعدات من عام 1996 م وحتى الآن، والثالثة من عام 1975 م وحتى الآن.

وأبان المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أن المنصة مرت بثلاث خطوات: الأولى إدخال البيانات، والثانية عمليات التحقق من هذه المعلومات، والثالثة توثيقها دولياً باسم المملكة، والجهات الداعمة هي 14 جهة، فيما الدول المستفيدة 79 دولة، وهناك منصة التطوع الإلكترونية وهي من المنصات المهمة، وجاءت التوجيهات الملكية للمركز بأن يكون حاضنًا لهذه المنصة واستقطاب الكوادر السعودية في كل المجالات.

مشروعات اليمن
وأوضح في حديثه أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ عام 2015 م وحتى الآن التي بلغت 11.18 مليار دولار أميركي، منها مليار و130 مليونًا و186 ألف دولار أميركي مساعدات قدمت إلى الزائرين اليمنيين، ومليارين و950 مليون دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن، ومليارين و275 مليونًا و718 ألف دولار أميركي إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية، و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني، فضلاً عن مليار و659 مليونًا و271 ألف دولار أميركي قدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة.

وبيّن الربيعة أن المركز نفذ 294 مشروعًا في اليمن بالشراكة مع 80 شريكا من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، توزعت ما بين مشروعات الأمن الغذائي والصحة، والتعافي المبكر، ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية، والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية، والحماية، والتعليم، والخدمات اللوجيستية، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ.

وعرج على استجابة المركز لنداء منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا، كما ذكر المشاريع التي خصصها المركز للمرأة في اليمن منذ عام 2015 م وحتى الآن التي بلغت 132 مشروعًا بقيمة 281 مليونًا و457 ألف دولار أميركي، فيما بلغ عدد المشاريع المخصصة للطفل في اليمن 136 مشروعًا بقيمة 469 مليونًا و867 ألف دولار.

وأبرز المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” الذي يتولاه أكثر من 400 متخصص لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عبر 32 فريقًا للعمل داخل الأراضي اليمنية خلال مرحلة الإعداد، و5 فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة، يستفيد منه 9 ملايين مستفيد بقيمة 40 مليون دولار أميركي في محافظات مأرب وعدن وتعز وصنعاء، مبينا أن ما تم زرعه في اليمن يتجاوز المليون لغم في البر و البحر بما يفوق أضعاف ما تم زرعه في الحرب العالمية الثانية، و هذا يعني أنه سيكون لدينا المزيد من الضحايا و الجرحى، فضلاً عن تركيب 605 أطراف صناعية لـ 601 شخص في مأرب لتأهيل المتضررين من الألغام، و تدريب 6 فرق من الكوادر اليمنية في مجال تقنيات صناعة الأطراف.

وأشار الدكتور الربيعة إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث إن المركز ينفذ حاليًا برنامجًا لتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون. وتناول معاليه في هذا الخصوص إنشاء مراكز للأطراف الصناعية في مأرب وعدن ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان.

مساعدات لشعب اليمن
وعدد الدكتور الربيعة الانتهاكات تجاه العمل الإنساني في اليمن حيث صادرت الميليشيا الحوثية ونهبت 65 سفينة مساعدات و124 قافلة إغاثية و628 شاحنة مساعدات، واستخدمت أسلحة مضادة للطائرات في المواقع المدنية وجندت الأطفال، فيما هاجمت أراضي المملكة بـ 205 من الصواريخ الباليستية إضافة إلى آلاف قذائف الهاون والمدفعية والكاتيوشا مما أوقع 122 شهيدًا مدنيًا و946 جريحًا وإلحاق أضرار ب 41 مدرسة و6 مستشفيات و20 مسجدًا، مع نزوح أكثر من 20 ألف مواطن سعودي.

وأكد الدكتور الربيعة أن ما تقوم به المملكة تجاه اليمن يأتي انطلاقاً من اهتمامها برفع المعاناة عن الشعب اليمني، ومساعدته والوقوف معه جراء معاناته من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإيرانية، لذا فإن المملكة يهمها استقرار اليمن واستعادة الشرعية لكي يعود سعيدًا وآمنًا، فاستقرار اليمن من استقرار المملكة، التي تربطها باليمن أواصر الأخوة والجوار والدين والعلاقات التاريخية والاجتماعية، وعبر عقود من الزمان كانت ومازالت تدعم وتساعد الأشقاء في اليمن، ولذلك لم يكن من المستغرب أن تكون الدولة الأولى التي تقدم المساعدات للشعب اليمني في تلك الظروف الصعبة، مبينًا أن المملكة سعت إلى الحلول السلمية منذ بداية الأزمة لكن الميليشيات الحوثية رفضت جميع الحلول (قرارات الأمم المتحدة، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني)، واستمرت في تعنتها مما عرض اليمن إلى مصاعب إنسانية متعددة في الغذاء و الصحة و التعليم.

كما قدم نبذة عن البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية، وكيف باتت المملكة ناجحة ومتميزة في هذا التخصص، مبينًا أن برنامج فصل التوائم قد وصل إلى مستوى مميز عالميًا بفضل دعم القطاع الصحي، الذي شمل تأهيل الكوادر الطبية، وتأسيس المرافق الصحية، وتزويدها بأحدث التقنيات، حيث بلغ عدد الحالات في برنامج فصل التوائم 46 حالة فصل ناجحة، من 21 دولة في العالم عبر ثلاث قارات، مذكراً بعملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا وأولغا التي جرت مطلع عام 2005 م في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وتكللت بالنجاح التام.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى