السعودية

كيف قتلت “أشعة” طفلا بمستشفى في الطائف؟ والصحة توضح

تسببت “أشعة صبغة” في إنهاء حياة طفل رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، في أحد المستشفيات الحكومية بالطائف، أثناء رحلته العلاجية إثر إصابته بفيروس “ايكولاي” بعد الولادة.

وفي تفاصيل القصة، يروي سلمان المالكي والد الطفل عبد الله لـ “العربية.نت” بقوله: “طفلي أصيب منذ ولادته بفيروس ايكولاي في تاريخ 2 شوال 1439 هـ بمستشفى النساء والولادة بالطائف، حينها أبلغوني أن هناك مشكلة لدى الطفل في القولون، وبه ثقب بالأمعاء الغليظة، وبعد إجراء الأشعة اللازمة له أفاد الأطباء بأنهم لم يستطيعوا تحديد المشكلة، رغم صدور التحاليل والأشعة، مؤكدين بضرورة إجراء عملية استكشافية، حيث أُجريت له وعمره 15 يوماً، بمجمع الملك فيصل الطبي، عن طريق طبيب وافد “أخصائي جراحة الأطفال”، وبعد التأكد من وجود الثقب، تم عمل فتحة خارجية، ليكون إخراجهُ عن طريقها “حيث كان الطفل لا يقبل وقتها الرضاعة”.

وتابع المالكي سرد القصة: “وبعد العملية أصبح يتقبل الرضاعة، وظلت حالته ولله الحمد ممتازة، بينما طلبَ الطبيب المراجعة بعد شهر واحد، وأن نأخذ موعداً في قسم الأشعة من أجل متابعة الثقب، وهل أُقفل أم لا، وبالفعل تم حجز الموعد، وتم إبلاغنا بأنهُ لا بُدَ من عمل “أشعة صبغة” لمتابعة الثقب، حينها تم عمل “أشعة الصبغة” عن طريق 3 براويز تم حقن الطفل بها، وبعد إعطائه براويز الصبغة، ظهرت على الطفل علامات غريبة وبكاء حاد، وزيادة في الاستفراغ، وتغيرت جميع الوظائف الحيوية، عندها أوضح المستشفى أنه لا يتوفر على غرفة عناية مركزة للأطفال، ولابُد من نقله فوراً للعناية بمستشفى الأطفال القريب من المجمع، وبعد يوم كامل من الفحوصات، أكد طبيب الأطفال للأب أن طفله توقفت لديه جميع الوظائف الحيوية، ولا يعمل لديه إلا القلب فقط، حيث وضعَ تحت العناية المركزة بصحةٍ متدهورة ولونه تحولَ للأزرق محاولين مساعدته، إلا أنه توفيَ مساءً من يوم الجمعة 27 – 12 – 1439 هـ”.

وواصل والد الطفل الحديث: “قدمت ثلاث شكاوى للمطالبة بحق طفلي وما تعرض له من خطأ بحقنة الإبر، وطالبت بمضاعفة عدد كاميرات المراقبة في غرف التنويم والحضانات”.

في حين قام المالكي بتدشين وسم #حق _الطفل _عبد الله _المالكي، كاشفاً أنه ظل أكثر من شهرين في الانتظار، وبقي الطفل في الثلاجة طوال هذه الفترة لحين تم الالتفات لشكواه.

فيما قالت الصحة في الطائف في بيان رسمي لها على لسان متحدثها الرسمي عبدالهادي الربيعي، أنه واستكمالاً للإجراء التحقيقي المبني على شكوى المواطن سلمان المالكي بعد وفاة ابنه المولود عبدالله إثر خضوعه لصبغة أشعة لتحديد معاناته من بعض الأمراض الباطنية، وما صاحب ذلك من مضاعفات وما تبعه من توجيه لمدير الشؤون الصحية بالطائف، بتشكيل لجنة تحقيق فإن لجنة متخصصة من الطائف وأخرى من صحة مكة، راجعت كامل ملف الحالة واستمعت إلى الكادر الطبي والفني المعني، ودققت في كافة التفاصيل الطبية والفنية التي اتخذت للتعامل مع الحالة حتى وفاتها.

وأضاف متحدث صحة الطائف: “انتهت القضية إلى أن استخدام الصبغة لمثل هذه الحالات هو إجراء طبي متبع وسليم، وحدوث انسداد ومن ثم تسرب للصبغة هو أمر متوقع ومعتاد في مثل هذه الحالات، وبناءً على ذلك فإن اللجنة ترى سلامة الإجراء الطبي المتخذ لتشخيص الحالة”.

وأضاف الربيعي أن اللجنة رأت أنه كان من الواجب التعامل السريع مع الحالة بعد حدوث المتوقع، وهو تسرب الصبغة داخل تجويف البطن، وإخضاع الحالة لعملية تنظيف عاجلة، وهو ما تم بشكل متأخر.

وقال الربيعي: “اللجنة أدانت استشاري جراحة الأطفال، وقالت في تقريرها: لم يقم بعمله على الوجه المطلوب، وهو ما ساعد في سرعة تدهور الحالة وتجاوزها مرحلة السيطرة، ومن ثم وفاتها، وبناء عليه فقد وجه مدير الشؤون الصحية بالطائف صالح بن سعد المونس، برفع ملف القضية للهيئة الطبية الشرعية لمناقشة ما جاء فيه، وإصدار الأحكام والعقوبات اللازمة.

وعلق الربيعي على ما أثير عن هروب طبيب الحالة، بالقول إن “الطبيب كان قد صدر له قرار إجازة رسمي قبل وصول الحالة بعدة أيام، وغادر اليوم الثاني للعملية، ولا علاقه للقضية بذلك، إذ إن سفره محدد سابقاً، كما وأنه لن يؤثر على ضمان حقوق المرضى وسلامتهم، لاسيما وأن الصحة من خلال المرفق الصحي تلتزم بالحق العام لخطأ الطبيب، فيما يلتزم التأمين بالحق الخاص لأسرة الطفل، وما نود أن نؤكد عليه التزام الصحة بسلامة المرضى وإحالة كل من تثبت إدانته بالتهاون أو القصور في أداء واجبه المهني والإنساني وإخضاعه للعقوبة الرادعة، وفقاً للنظام المتبع”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى