المغرب العربي

المغرب.. الثلوج تقتل راعي غنم وتضع الحكومة في تحدٍ جديد

في واقعة مؤلمة بالمغرب، انتهت حياة راعي غنم متجمّداً، عندما خرج للبحث عن مورد رزقه ولم يجد من ينقذه، بعدما حاصرته #الثلوج في جبال “بويبلان” بإقليم تازة، وسط #المغرب.

ووضعت هذه الحادثة، الحكومة التي يقودها القيادي الإسلامي سعدالدين العثماني أمام تحدٍ جديد، خاصّة مع بدء موسم الثلوج في جبال الأطلس، الذي عرّضها إلى سيل من الانتقادات اللاذعة بسبب عدم تحركها لإنقاذ حياة الراعي، واتهامات بمسؤوليتها في وفاته وإهمالها للفئات المنكوبة والفقيرة.

وتعود تفاصيل الواقعة، إلى يوم السبت 27 أكتوبر الماضي عندما خرج #الراعي المسمّى ” #حميد_بعلي ” (30 سنة) لإرجاع ماشيته التي كانت ترعى في الجبل، وحمايتها من الثلوج التي بدأت بالتساقط، إلا أن خروجه تزامن مع عاصفة ثلجية قوية باغتته وحاصرته داخل إحدى الكهوف الجبلية، إلى أن فارق الحياة متجمدا، بعدما تأخرت السلطات في إنقاذه، قبل أن يتم العثور على جثته بعد أسبوع.

وخلفت هذه الحادثة استياء عارما لدى المغاربة خاصة من سكان المنطقة، وانتقادات قاسية للسلطات، بسبب تجاهلها نداءات الاستغاثة، وسط مخاوف من حدوث مآسٍ جديدة في منطقة الأطلس التي تشهد تساقطات ثلجية مبكرة هذا العام، ومطالب بإيجاد حل للساكنة المهددة بالموت في أي لحظة.

وفي هذا السياق، استنكرت عدد من الجمعيات الحقوقية المحلية تقاعس السلطات في البحث عن الراعي، حيث قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تاهلة، إنّ “أبناء المنطقة، المرتفعة عن سطح البحر بأكثر من ألف متر، حاولوا إنقاذ المعني بالحادث دون جدوى، نظرا لغياب الأجهزة المناسبة في الوقت الملائم”، بينما اعتبرت جمعية “تينكري أيت واراين” أن وفاة الراعي تبقى “وصمة عار في جبين الدولة، بمؤسساتها وسلطاتها وأجهزتها، ووصمة ذل وعار في جبين الجميع، مجتمعا وسلطة”.

وأضافت الجمعية في بيان، أن “هذه الوفاة تطرح العديد من الأسئلة الحارقة المتعلقة بالتنمية الاجتماعية، والتقسيم العادل للثروات والديمقراطية”، مؤكدة أن “عناصر تكرار مثل هذه المأساة واردة طيلة الشهور القادمة”.

الراعي تحت الثلوج
وتفاعلا مع هذه الاتهامات، قالت السلطات الإقليمية بتازة، إن مختلف مصالحها قامت بعمليات بحث عن راعي الغنم، لكنها لم تسفر آنذاك عن أي نتيجة، مضيفة في بيان، إن السلطات سخرت مروحية تابعة للدرك الملكي قامت بعدة طلعات جوية استكشافية غطت المنطقة الغابوية المتميزة بوعورة تضاريسها، غير أنها لم تسفر عن العثور عليه، قبل أن تصطدم عملية البحث بالعواصف الثلجية الكبيرة التي اجتاحت المنطقة وتسببت في القطع الكلي للطرق.

لكن هذا التبرير لم يقنع كثيرا المغاربة، خاصة أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكدّت أن السلطات لم تلتحق بمكان الحادث، إلا يوم الجمعة 2 نوفمبر، أي بعد 6 أيام من اختفاء الضحيّة، لينتقل الجدل إلى داخل البرلمان.

وفي هذا السياق، طالب عدد من النواب، الحكومة بضرورة تدخلها في المناطق الجبلية التي تعيش في فصل الشتاء حصارا، بسبب الثلوج، والقيام بدورها في إنقاذ حياة المغاربة من الكوارث الطبيعية.

وردا على ذلك، دافع وزير النقل والتجهيز عبد القادر اعمارة، عن استراتيجية الدولة الموجهة للمناطق النائية، مؤكدا أنّ “الحكومة رصدت ميزانية كبيرة لشق الطرق في العديد من القرى والبوادي، وهي الخطة التي ستفكّ العزلة عن العديد من المداشر والقرى النائية”.

ويعاني سكان مرتفعات جبال الأطلس، وسط المغرب، سنويا، من تساقط كميات كبيرة من الثلوج، طوال فصل الشتاء، تؤدي إلى دخول المنطقة في عزلة تامّة.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى