العرب تريند

نصب حافظ الأسد فوق أنقاض دير الزور.. إعمار بطعم المرارة

بحضور رسمي من حكومة النظام السوري، أعيد نصب تمثال حافظ الأسد، الرئيس السابق ووالد بشار الأسد، في دوار السبع بحرات، بمدينة دير الزور، شرقي البلاد.

ووسط استهجان أهالي المحافظة، حسب ناشطين وشهود عيان، لاهتمام نظام الأسد وبعض مؤيديه بإعادة نصب تمثال أبيه، على حساب إعادة بناء المدينة التي دمّرها تنظيم داعش وجيش الأسد، تقدّم عدد من وزراء الحكومة السورية، الثلاثاء الماضي، إلى جانب ضباط في الجيش وجهازي الاستخبارات والشرطة، لافتتاح نصب التمثال، رسمياً، على أنقاض المدينة المدمرة، حسب مواقع وصفحات سورية مختلفة.

إعادة نصب تمثال حافظ الأسد، إلى المدينة التي ثارت على نظام بشار، منذ الأيام الأولى للثورة عام 2011، جاءت بعد سنوات من قيام النظام، بإزالة التمثال لإبعاده عن المتظاهرين الغاضبين الساعين لإسقاطه وتدميره، في شهر أبريل/نيسان من عام 2011. حيث نجح متظاهرو دير الزور بإسقاط تمثال باسل حافظ الأسد، بتاريخ 22 أبريل 2011. ثم حاولوا إسقاط تمثال حافظ، فعاجلتهم قوات الأسد بإطلاق نار مباشر، أدى لسقوط العشرات منهم، ما بين قتيل وجريح.

ثم عمد نظام بشار الأسد، إلى إزالة تمثال حافظ، من المحافظة، بتاريخ 7 يونيو 2011، لإبعاده عن أيدي المعارضين الساعية لإسقاطه وتدميره والدوس بالأقدام عليه، خاصة بعدما تم إطلاق اسم (هبل) الصنم الجاهلي الشهير، على تمثال حافظ.

وعمت حالة واسعة من الاستياء والاستهجان، في أوساط السوريين، لقيام نظام بشار الأسد، بإعادة نصب تمثال أبيه في المدينة، “فوق أشلاء الجثث وأنقاض الدمار الذي تسببت به قوات النظام”، حسب صفحة (إذاعة دير الزور الحرة) على فيسبوك.

تمثال حافظ الأسد
الحرس الثوري الإيراني حضر أيضاً
من جهته، قال المركز الصحافي السوري متهكماً: “نصب تمثال حافظ الأسد، أولى خطوات إعادة الإعمار في دير الزور!”.

وسخرت شبكة (بلدي) السورية المعارضة، في خبر لها عن الموضوع، الأربعاء، من زعم النظام البدء بإعادة الإعمار فعنونت: “إعادة الإعمار تبدأ.. تمثال ضخم لحافظ الأسد في دير الزور!”، مشيرة إلى أن ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من ميليشيات “حزب الله” اللبناني، كانت في مقدمة الحضور الذي افتتح إعادة نصب التمثال.

وأثار تمثال الأسد الذي سلطت عليه أنوار مصابيح الكهرباء، سخرية معلقين وناشطين، تحدثوا عن “الأضواء” التي تحيط بالتمثال من كل جانب، فيما “الظلام والدمار” يحيط بكامل المحافظة التي نكَبها جيش الأسد، وداعش، على حد سواء.

وذكرت مصادر معارضة، أن إعادة تمثال حافظ الأسد إلى دير الزور بمثابة “رسالة من قبل النظام بإعادة سطوته الأمنية إلى المدينة”، وسط ادعاءات واهية من قبل النظام بإعادة الإعمار، لتبدو إعادة لتمثال الطاغية، حسب مجمل التعليقات.

يشار إلى أن دير الزور، لم تكن وحدها التي يعاد إليها تمثال حافظ الأسد، وسط الركام والدمار. فقد نصب تمثال لحافظ الأسد، في محافظة حماة، في بداية العام الماضي، وسط دمار المدينة الذي حاق بها من كل جانب. وكذلك فعل النظام في محافظة حمص وسط البلاد، حيث أعاد إليها تمثال حافظ، منذ عدة أسابيع، حيث بلغت تكلفة تجديد وإعادة بناء التمثال قرابة 50 مليون ليرة سورية.

يذكر أن إسقاط تماثيل حافظ الأسد وولده باسل، كانت جوهر تحركات شعبية عارمة ضد النظام، منذ ربيع 2011 التي رأت في هذا الإسقاط رسالة رمزية بإسقاط النظام نفسه. فتم تحطيم تماثيل حافظ الأسد في محافظة درعا، جنوبي البلاد، بتاريخ 25 من شهر مارس 2011. أما في حمص وفي منطقة الرستن الثائرة، فقد تم إسقاط التمثال بتاريخ 15 أبريل 2011.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى