مصر

صور.. مسن مصري يشتري كتبا قديمة ويبيعها للشباب بثمن بخس

في ركن بعيد بشارع سليمان جوهر، أحد أقدم شوارع منطقة الدقي بالجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، يجلس محمد أحمد عبد الرازق، الرجل السبعيني، أمام محل صغير يمتلكه وحوّله لمكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب القديمة بعدة لغات.

يجلس “عم محمد” أمام مكتبته التي أنشأها قبل 40 عاما طيلة ساعات النهار، ويبيع كتبها للشباب بأسعار رمزية وزهيدة، تتناسب مع إمكاناتهم البسيطة، ويهدف من وراء ذلك لـ”تثقيف الشباب وتشجيعهم على القراءة وزيادة وعيهم”.

ويقول عم محمد لـ”العربية.نت” إنه امتهن بيع الكتب منذ أكثر من 40 عاماً رغم أنه لم يتعلم القراءة ولا الكتابة في المدرسة، لكنه تعلمها بنفسه وأجادها، وذلك من خلال الكتب التي اشتراها ليبيعها. وبدأ مهنته بحمل الكتب على عربة “كارو” وبيعها في الشوارع للراغبين، وبعد أن ادخر مبلغاً تمكّن من شراء محل صغير في الدقي وحوله لمكتبة.

ويقوم الرجل السبعيني بشراء الكتب من سوق “سور الأزبكية”، خاصة الكتب القديمة في كافة مجالات العلم والمعرفة والسياسة والدين والتراث والفن، ويبيعها للشباب بأسعار رمزية.

وتضم مكتبة عم محمد أكثر من 3000 كتاب في شتى المجالات العلمية والأدبية والتاريخية، ويؤكد أن الشباب يقبلون على شراء الكتب منه رغم انتشار الإنترنت والكتب الإلكترونية، “لأن للكتاب الورقي طابعا خاصا وسحرا خاصا، فضلاً عن رخص ثمنه وإمكانية الاحتفاظ به ومطالعته في أي وقت وفي أي مكان”.

أسعار الكتب بمكتبة عم محمد تتراوح في أغلبها ما بين 5 جنيهات إلى 15 جنيهاً، ولا تتجاوز 20 جنيها (ما يعادل دولارا واحدا) وذلك للكتب التاريخية والقديمة والمراجع. ويقول عم محمد إن المكتبة لا تدر دخلا ماديا يكفي احتياجاته واحتياجات أسرته، لكن مكسبه الكبير هو في سعادته بأنه “يساهم في تثقيف الأجيال الجديدة”، وينشر الثقافة بأسعار بسيطة “في ظل غلاء طال كل شيء حتى أسعار الكتب”.

عم محمد يقول إنه سعيد بمهنته وبأن مكتبته أصبحت معلما من معالم منطقة الدقي، مؤكداً أنه لن يتخلى عنها، ومعتبرا أن الكتب جزء لا يتجزأ من حياته، بل أهم شيء في حياته.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى