السعودية

حكايات حول أضخم شجرة في السعودية

اكتشف عدد من المؤرخين التاريخيين، شجرة يبلغ عمرها مئات السنين، وتتميز بالضخامة، كما أن أهل القرية يمتلكون ذكريات كثيرة معها.

وتعتبر أضخم شجرة معمرة في السعودية؛ حيث يبلغ عمرها 500 سنة ويبلغ عرض ساقها 8 أمتار، وتوجد في مركز “قنا” التابع لمحافظة “محايل عسير”، وتعرف باسم ” شجرة حوية”، نسبة إلى تواجدها في قرية “حوية”، كما يطلق عليها عدة أسماء أخرى منها: “الإبراية” و”الرقعة”؛ نظرًا لاتساع حجم ورقها، وتسمى أيضًا “تالقة”.

وفي مركز “قنا”، وتحديدًا في حوية التب، تقع على بعد 130 كيلو مترًا غرب أبها، تقف شجرة “الحوية” أو “تالقة”، مشكِّلة أهم مزار في تهامة منطقة عسير؛ حيث يؤمها السياح من داخل السعودية وخارجها؛ لذا حظيت باهتمام ورعاية من أهل وسكان قرية “حوية”، الذين تناوبوا الحفاظ عليها إيمانًا منهم بعظمة ذلك الإرث الرباني الذي خصهم به الله دون غيرهم.

ويقوم الجميع على الاهتمام بالشجرة، فعندما نبتت كان الجميع يحميها، ويهتم بها، ويقطعون من أشجار السدر ويضعونه حولها من أجل حمايتها من الإبل والأغنام وبقية الحيوانات، وأصبح الجميع من أهالي القرية يهتمون بها، ويعدونها جزءًا لا يتجزأ من كيانهم، إلى أن كبرت وترعرعت، وأصبحت بهذا الشكل الأخَّاذ الذي هي عليه الآن؛ مما أكسبها شهرة عالمية، وجعلها مزارًا للجميع من المنطقة ومن خارج المنطقة، بل امتد الأمر إلى أن أصبحت المقصد الأول للزوار في مركز “قنا”.

وهناك روايات عدة عن الشجرة، من بينها أنه أتى سيل كبير فنبتت هذه الشجرة إثر هذا السيل، وتم حمايتها بأشجار السدر وبعض الأشجار الشوكية من قِبل الأهالي لمنع الحيوانات من الوصول إليها، إلى أن أتى أحد الجمال السائبة وتجاوز تلك المصدات، وأكل من رأس الشجرة، وبدلًا من أن تكبر بالطول أي الارتفاع إلى أعلى، أخذت تنمو وتكبر على شكل دائرة؛ مما زادها جمالًا؛ لتتسع رقعة ظلها التي تغطي مساحة كبيرة من المكان.

ويؤكد أهالي القرية أنها باتت متنزهًا ومكانًا ينيخ فيه أبناء السعودية ودول الخليج ركابهم، مستشعرين عظمة الخالق عز وجل، وتجاوز الأمر إلى أن أصبحت مقصدًا للزوار من بعض دول العالم.

من جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن بن حسن المحسني، من جامعة الملك خالد، ونائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب، لـ”عاجل”، إنها تعد ظاهرة لافتة قلما ترى شجرة في حجمها بالفعل، وقد كنت وأنا طالب أذاكر على شفا البئر الذي تمتد أغصانها من عمقه، وكنا نتنافس وقت الاسترخاء على من يحاول تسلق جذوعها العظيمة.. والمقطوع به أن عمرها مئات السنين، فأجدادنا يحدثوننا أنهم فتحوا أعينهم على تلك الشجرة كما هي بضخامة جذوعها وبغرابة تقاطعها مع حجارة البئر، وكذلك امتدادها بضخامتها في تفرع عرضي لجذوعها، وضخامة في حجم جذوعها وجذورها.

وتابع، إن الشجرة كانت هي المتنفس الطبيعي الذي نقصده مع بواكير النهار لنقضي أجمل الأوقات تحت ظلالها، لربما هذه الانعطافة للاهتمام بتاريخها، يقاربها من مزيد عناية الجهات المسؤولة عنها وعن عدد من المعالم الأثرية والثقافية في قنا.

وقد التفتت بلدية “قنا” إلى الشجرة مؤخرًا، وحسَّنت المكان وأعادت تهيئته وتجميله بطريقه تراثيه تتلاءم مع تاريخ هذه الشجرة والتي تعتبر حاليًا من المعالم السياحية البارزة.

وقال إبراهيم عبدالخالق الحفظي، مدير بلدية “قنا” لـ”عاجل”، إن البلدية انتهت مؤخرًا من تأهيل وتجميل موقع شجرة “حوية” بطريقة تراثية وجمالية تتلاءم مع تاريخ وعراقة هذه الشجرة، حيث عملت البلدية على تجميل الموقع بعمل تكسيات حجرية وجدران حماية وجلسات من الحجر والمرو، واستكمال كل ما يخدم الزوار ليكون الموقع جاهزًا لكل زائريه.

وسوف تقوم البلدية بعمل مرحلة ثانية للموقع، بإضافة مواقع مساندة واستثمارية ليكون الموقع جاهزًا لتلبية احتياجات السياح ومرتادي الموقع في الفترات المقبلة.

من جانبهم، ثمّن أهالي المركز الجهود الكبيرة التي قامت بها البلدية في ترميم وتحسين موقع الشجرة، والذي يعد من المعالم السياحية البارزة في “قنا” ويقصده الزوار من الداخل والخارج.

المصدر
عاجل
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى