العالم تريند

زيلينسكي يوقع اتفاقات أمنية في فرنسا وألمانيا للحصول على مساعدات طويلة الأجل

عربي تريند_وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقات أمنية ثنائية الجمعة في برلين ثم في باريس للحصول على مساعدات طويلة الأجل من ألمانيا وفرنسا لبلاده، مع تعهدات بتقديم دعم عسكري بحوالى عشرة مليارات دولار خلال العام 2024.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقديم “ما يصل إلى ثلاثة مليارات يورو” كمساعدات عسكرية “إضافية” لكييف هذا العام، منددا بشدة بـ”تغيير في الموقف” من جانب روسيا “يتطلب تحركاً جماعياً”.

وعلى مشارف دخول الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 شباط/فبراير 2022 على أوكرانيا عامها الثالث، لفت ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي إلى أنّ “مرحلة جديدة تبدأ”.

واعتبر أنّ “نظام الكرملين مضى قدماً” في حملات التضليل والهجمات الإلكترونية، مشيراً إلى “إرادة في الاعتداء” على “الديموقراطيات الأوروبية”.

وشدّد ماكرون على أنه يتعيّن على موسكو “تقديم تفسيرات بلا تأخير” بشأن المخاوف من نشر “أسلحة نووية في الفضاء”.

وهيمن إعلان وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن، على جولة زيلينسكي الأوروبية، وزاد التوتر بين موسكو والغرب.

واعتبر ماكرون أنّ وفاة نافالني “تعكس ضعف الكرملين والخوف من أي معارض”.

وكان زيلينسكي شدّد خلال وجوده في برلين قبل توجهه إلى فرنسا على وجوب “محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) على جرائمه” تعليقاً على وفاة نافالني، فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن المعارض الروسي “دفع حياته ثمناً لشجاعته”.

وكانت المملكة المتحدة أول من أبرم اتفاقاً أمنياً ثنائياً مع أوكرانيا في مناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كييف في 12 كانون الثاني/يناير.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن الاتفاق الموقع مع زيلينسكي و”مدته عشرة أعوام يتضمن التزامات محددة، منها مالية” في المجالين العسكري والمدني. كما يلحظ تعزيز “التعاون في مجال المدفعية”.

وأضافت أن “الدعم المقدّم إلى أوكرانيا سيساعدها خصوصا في عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.

ويُفترض أن تمنح هذه الاتفاقات الأمنية ضمانات لكييف بدعم طويل الأمد، في انتظار احتمال انضمام البلاد إلى الأطلسي بينما تعاني أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي وفي انتظار الإفراج عن المساعدات الأميركية.

وتنتظر كييف منذ أشهر إقرار مساعدة حاسمة بقيمة 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكن المعارضة الجمهورية تعرقلها بدفع من الرئيس السابق دونالد ترامب. وأقرّت حزمة المساعدات هذه قبل فترة قصيرة في مجلس الشيوخ الأميركي إلا أنها معطلة في مجلس النواب.

واعتبر زيلينسكي في هذا السياق أن الاتفاقات الثنائية مع فرنسا وألمانيا ستعطي “دفعاً للولايات المتحدة” لإقرار المساعدات.

 اتفاق “تاريخي”

وكان زيلينسكي وقّع في وقت سابق مع المستشار الألماني اتفاقاً أمنياً وصف بأنه “تاريخي”. وأكد شولتس عزم بلاده على دعم أوكرانيا “طالما اقتضى الأمر ذلك” في وجه الهجوم الروسي.

وأضاف في مؤتمر صحافي مع زيلينسكي، “بالطبع، نأمل جميعاً بأن تنتهي هذه الحرب الوحشية قريباً… لكننا نرى أيضاً أنّ روسيا ليست مستعدّة لسلام عادل ودائم”.

وإضافة إلى هذا الاتفاق، أعلنت ألمانيا تخصيص مساعدات عسكرية فورية جديدة بقيمة 1,13 مليار يورو لأوكرانيا، تركّز على المدفعية التي تحتاج إليها بشدّة لصدّ الهجوم الروسي.

وتخطط فرنسا وألمانيا أيضا لدعم أوكرانيا بعد الحرب ليكون لها جيش حديث قادر على صد هجمات مستقبلية محتملة من روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني في برلين إن “اتفاقنا الأمني هو وثيقة ثنائية غير مسبوقة حقا”.

ويأتي توقيع زيلينسكي هذه الاتفاقات بينما يتدهور الوضع على الجبهة الأوكرانية.

وقد تضطر أوكرانيا إلى التخلي عن مدينة أفدييفكا مركز “القتال العنيف” في شرق البلاد التي باتت مدمرة إلى حد كبير، في خضم نقص متزايد في الموارد، وعرقلة المساعدات العسكرية الأميركية، في حين عززت روسيا قواتها بمزيد من العناصر والذخيرة وتأمل في السيطرة على أفدييفكا قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وأعلن الجيش الأوكراني الجمعة انسحابه من موقع كان يسيطر عليه في جنوب مدينة أفدييفكا في مواجهة زيادة الهجمات الروسية.

 تهديد ترامب

وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية قال ماكرون الذي يتوقع أن يزور أوكرانيا “قبل منتصف آذار/مارس”، “سنتكيّف مع كل السيناريوهات”، لأن “مستقبل أوروبا لا يمكن أن يكون مرهوناً بالانتخابات الأميركية”.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الأوفر حظاً للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد أثار عاصفة سياسية وقلق حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين عندما أشار إلى أنه يمكن أن “يشجّع” روسيا على مهاجمة أيّ دولة في الناتو لا تفي بالتزاماتها المالية.

وخلال قمة الأطلسي في فيلنيوس في تموز/يوليو 2023، خيّبت الدول الأعضاء ولا سيما الولايات المتحدة وألمانيا، توقعات كييف والكثير من دول أوروبا الشرقية بعدم تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا.

إلا أنّ القوى العظمى المنضوية ضمن مجموعة السبع، التزمت تقديم الدعم العسكري لكييف “على المدى الطويل” عبر اتفاقات أمنية. وانضمّت خمس وعشرون دولة أخرى إلى هذه المبادرة، مثل بولندا.

وتشمل التعهدات المحتملة خصوصا مد كييف بعتاد عسكري يتماشى مع ذلك المتوافر في حلف شمال الأطلسي وتدريب قوات أوكرانية وتعزيز صناعات الدفاع في البلاد.

 لقاء مع كامالا هاريس

وسيواصل زيلينسكي جهوده الدبلوماسية السبت في مؤتمر ميونيخ للأمن. ويلقي خطاباً في إطاره ويجري بعدها لقاءات ثنائية عدة، خصوصا مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تقود هذه السنة الوفد الأميركي الكبير إلى هذا المؤتمر الملقب “دافوس الدفاع”.

ويُنتظر مشاركة نحو 180 مسؤولاً حكومياً رفيعا في المؤتمر بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ووزير الخارجية الصيني وانغ لي.

واعتبرت هاريس، الجمعة، في ميونيخ أن الفشل في رصد مساعدة جديدة لكييف في الكونغرس سيكون بمثابة “هدية لبوتين”، في إشارة إلى الرئيس الروسي.

وقالت “سنجهد للحصول على الأسلحة والموارد الأساسية التي تحتاج إليها أوكرانيا، واسمحوا لي بأن أكون واضحة، إذا لم نقم بذلك (فهذا يعني) أننا نقدّم هدية إلى فلاديمير بوتين”.

وستكون أوكرانيا في صلب مناقشات المؤتمر، إلا أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة والكارثة الإنسانية فيه واحتمال توسّع النزاع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، هي ملفات ستحتل حيّزاً كبيراً أيضاً.

(أ ف ب)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى