العالم تريند

«حريق متحف البرازيل».. 20 مليون قطعة نادرة تحولت إلى رماد

لاتزال قصة كارثة الحريق الضخم الذي التهم المتحف الوطني بالبرازيل، ليل يوم الأحد فجر الاثنين الماضي، تتفاعل على مستوى العالم، نظراً للنتائج الكارثية التي نجمت عن هذا الحريق الضخم في واحد من أكبر وأقدم مؤسسة علمية في البرازيل والعالم، ويصل عمر المتحف إلى 200 عام. واعتبر وزراء ثقافة وخبراء متاحف من أرجاء العالم الحدث كارثة ثقافية عالمية يصعب ترميمها.

وأعرب رئيس البرازيل، ميشيل تامر، عن حزنه العميق لما حدث، قائلاً «إنه أمر حزين للبرازيل والعالم، لا نعرف كيف يمكن تعويض خسارة كهذه، وصلت إلى 200 عام من العمل والبحث والمعرفة».

وحمّل نائب مدير المتحف لويز دوارتي الحكومة مسؤولية الكارثة، بسبب «فشلها في دعم المتحف والاعتناء به»، قائلاً: «بذلنا جهوداً كبيرة مع حكومات مختلفة من أجل الحصول على الحد الأدنى من الموارد، للحفاظ على ما تم تدميره بالكامل الآن»، وأردف: «مشاعري مختلطة بين الغضب الشديد والرعب مما حدث».

وللمصادفة، كانت إدارة المتحف قد وقعت اتفاقية مع بنك التنمية التابع للحكومة البرازيلية، لتجهيزه بوسائل الوقاية من الحرائق، لكن الكارثة وقعت قبل تنفيذ الاتفاق وتسبب الحريق في تدمير أكثر من 20 مليون قطعة أثرية من الإرث العالمي، بينها آثار مصرية وأحفوريات، وأقدم رفات بشري مكتشف في الأميركتين. وتضمنت مجموعة التاريخ الطبيعي عظام الديناصورات، وهيكلاً عظمياً بشرياً يبلغ عمره 12000 عام، وكان المتحف يضم قطعا أثرية وعلمية نادرة، من بينها أحفوريات وأكبر نيزك تم اكتشافه في البلاد.

وكان المتحف يعرض أيضاً قطعاً تاريخية منذ وصول البرتغاليين في القرن الـ16 وحتى إعلان الجمهورية في عام 1889، إضافة إلى أرشيف ضخم حول مجتمعات البرازيل الأصلية.

وقال الصحافي البرازيلي المعروف مارسيلو موريرا: «إنه أمر محزن للغاية، هذا المتحف له تاريخ عظيم. إنه يمثل الكثير بالنسبة للتاريخ البرازيلي والثقافة البرازيلية. إنه في الحقيقة خسارة كبيرة للبرازيل والعالم».

وقالت إحدى المشرفات، وتدعى كريستيانا سيرخو: «كان أكبر متحف للتاريخ الطبيعي في أميركا اللاتينية، لدينا مجموعات لا تقدر بثمن»، فيما اعتبرت وزيرة الثقافة السابقة، مارينا سيلفا، أن ما حدث أشبه بـ«تدمير للذاكرة الجمعية للبرازيليين». وقال نائب مدير المتحف لويز دوارتي: «إنها كارثة لا تطاق»

ويضم المتحف مجموعات مميزة جلبها إلى البرازيل الأمير البرتغالي دوم بيدرو الأول، الذي أعلن استقلال المستعمرة البرتغالية، كما كان يحتوي على الكثير من القطع الأثرية المصرية واليونانية والرومانية، وأقدم حفرية بشرية في البرازيل وأميركا اللاتينية، وعمرها 12 ألف عام.

ووصف رئيس البرازيل، ميشيل تامر، خسائر المتحف بأنها «لا تقدر بثمن»، مضيفاً «إنه يوم مأساوي لعلم المتاحف في بلدنا. خسرنا 200 عام من البحث والمعرفة في العمل»، علماً بأن تامر قاد حملة الخفض في ميزانية البحث العملي والتعليم كجزء من حملة تقشف أوسع.

واعتبر بعض البرازيليين الكارثة تعبيراً عن بقية أزمات بلادهم، من زيادة جرائم العنف إلى معدلات مرعبة، وآثار الركود الاقتصادي الذي خلف أكثر من 12 مليون عاطل عن العمل.

المصدر
الإمارات اليوم
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى