المغرب العربي

الجزائر: وزير الصحة يظهر أخيرا والإشاعات بخصوص الكوليرا تلهب الشارع

خرج وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي عن صمته أخيرا، وقام بزيارة إلى مستشفى بوفاريك في مدينة البليدة (4 كيلومترات غرب العاصمة) من أجل الوقوف على الوضع الصحي في هذا المستشفى، الذي استقبل أكبر عدد في حالات الإصابة بوباء الكوليرا، بعد الجدل الذي أثير حول غياب وزير الصحة طيلة الأيام الماضية، رغم خطورة الوضع، وعدم قيامه بأية زيارة إلى المستشفى، ولا قيامه بأي تصريح، مكتفيا بتصريحات مدير الوقاية في الوزارة، ومدير الصحة على مستوى ولاية البليدة.
قال مختار حسبلاوي إن عدد الإصابات المؤكدة بوباء الكوليرا هو 49 حالة، من بين 147 حالة مشتبه بها، مشددا على أن مياه الحنفيات سليمة، وأن علاقة لها بإصابات الكوليرا التي تم تسجيلها خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي عقده بمقر ولاية البليدة عقب زيارته إلى مستشفى بوفاريك أن كل الإجراءات اتخذت من أجل محاصرة الوباء، وأن المرضى الذين تقدموا إلى المستشفيات تلقوا الرعاية اللازمة، وأن الطاقم الطبي يسخر كل جهوده من أجل علاج المرضى، فضلا عن الإجراءات التي اتخذت من أجل منع انتشار المرض إلى أشخاص آخر، مثل منع الزيارات عن المرضى، وعزلهم في جناح خاص، حتى لا يختلطوا مع بقية المرضى.
وأشار إلى أن العدوى متحكم فيها، وأن الوضع تحت السيطرة، محاولا طمأنة الجزائريين بالتأكيد على أنه سيتم القضاء على الوباء في ظرف يومين إلى ثلاثة أيام، وأن الدخول المدرسي الذي من المقرر أن يتم في الخامس من سبتمبر/ أيلول المقبل سيتم في ظروف عادية.
وأكد الوزير أن منبع مياه سيدي الكبير في منطقة أحمر العين في مدينة تيبازة هو مصدر الكوليرا، وأنه يتحمل مسؤولية كلامه، لأن هذا التصريح لم يصدر عن وزارة الصحة، إلا بعد إجراء التحاليل المخبرية، وأنه يجب مقاطعة هذه المياه.
وكانت وزارة الصحة قد أكدت في آخر إحصائيات لها أن الإصابات المؤكدة بداء الكوليرا ارتفعت لتصل إلى 47 حالة، من بين 139 حالة مشتبهة، في كل من مستشفى الهادي فليسي في العاصمة، ومستشفى بوفاريك في مدينة البليدة، مشيرة إلى تسجيل حالة وفاة ثانية بالوباء.
وذكر البيان أن ست مدن سجلت إصابات بالوباء، في مقدمتها مدينتا البليدة والعاصمة، بمعنى أن الوباء الذي ظهر في أربع مدن في البداية انتقل إلى مدينتين أخريين، وأن حالة المرضى الذين ما زالوا يخضعون إلى الرقابة «تتحسن باستمرار».
وذكرت الوزارة أن مصدر وباء الكوليرا تم تحديده، وهو منبع مياه منطقة سيدي الكبير، مؤكدة أنه تقرر حظر استهلاك هذه المياه بالنظر إلى المخاطر التي تشكلها على حياة مستهلكيها.
وشددت وزارة الصحة على تدابير النظافة التي يجب اتخاذها لوقف انتشار الوباء، مشيرة إلى أنه يستحسن غسل الأيدي بالماء النظيف والصابون، كذلك غسل الخضر والفواكه جيدا قبل تناولها، وغلي مياه الخزانات، وتفادي شرب مياه المنابع والآبار والخزانات غير المراقبة.
الغريب أنه بعد صدور بيان وزارة الصحة بشأن مصدر انتشار وباء الكوليرا، والإشارة بصراحة إلى مياه نبع سيدي الكبير، خرج مواطنون يسكنون بالقرب من المنبع يحتجون، بل وظهروا أمام الكاميرات وهم يشربون من مياه النبع، في تحد غريب لوزارة الصحة، إذ تجمع العشرات أمام عدسات المصورين وهم يشربون من مياه النبع، رافضين تصريحات وزارة الصحة، التي اعتبروا أنها مجرد إشاعات، ومحاولة لتحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية للكوليرا، لأن ممثلين عن وزارة الصحة جاءوا وأخذوا عينات من الماء لتحليلها، وعادوا بعدها ليقولوا لسكان المنطقة إن الماء صالح للشرب، ولكن بعد يوم واحد عادت الوزارة لتقول إن مياه النبع هي سبب انتشار وباء الكوليرا، حسب السكان، علما أن مدير الوقاية في وزارة الصحة صرح في وقت سابق أن الوباء قدم من ولاية البويرة، وأن أولى العائلات التي أصيبت بالعدوى كانت في زيارة إلى مدينة البويرة.
في المقابل انتشر الكثير من الإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الوباء وتداعياته، وأهم تلك الإشاعات أن مواطنين جزائريين فوجئوا بأن سلطات مطار أورلي في العاصمة الفرنسية باريس طلبت منهم تقديم شهادة طبية تثبت عدم إصابتهم بوباء الكوليرا، وأنه في حالة عدم تقديمهم الشهادة فإنهم سيخضعون إلى فحص طبي بمقابل مالي، وأن الشيء نفسه تم تطبيقه على المسافرين الجزائريين نحو تونس، لكن السفارة الفرنسية في الجزائر سارعت إلى تكذيب الأمر جملة وتفصيلا في بيان صدر عنها أمس، مشددة على أن وزارة الصحة الفرنسية لم تضع أية إجراءات خاصة بالجزائريين.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى