المغرب العربي

قصة مهاجر غير شرعي.. هرب من جحيم ليبيا ليتشرد في أوروبا

قصص المهاجرين غير الشرعيين، مليئة بالمآسي والأحزان فهم في حالة هروب من جحيم حياة يعيشونها إلى جحيم آخر “مجهول”، وفي أحيانا أخرى يكون الهروب هو نقطة النهاية بدل أن يكون نقطة البداية.

“يوسف.ك” نموذج لشاب هرب من ليبيا بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا، ولكن الواقع كان مختلفا عن الأحلام.

يعيش “يوسف.ك” منذ وصوله إلى أوروبا نهاية عام 2016، في رحلة هجرة غير شرعية انطلقت من ليبيا، أوضاعا كارثية وصعبة، فهو يقضي أيامه مشرّدا بين الشوارع أو في الحدائق العامة، أو تحت أسقف المنازل المهجورة، بعيدا عن أعين الشرطة.

رحلة يوسف (21 سنة) التي بدأها من ليبيا قادتة إلى 3 دول أوروبية، حيث وصل في أول مرحلة إلى إيطاليا، حيث قبضت عليه الشرطة وقامت باحتجازه لأسابيع، لكنه تمّكن من الفرار برفقة بعض المهاجرين الآخرين، واضطر إلى التوجه للشارع والمبيت فيه دون أكل وشراب لعدة أيام، قبل أن يسافر إلى ألمانيا على متن القطار، لينتهي به المطاف في مركز للاجئين.

مراكز اللاجئين في ألمانيا التي سكن فيها يوسف
لم يرغب يوسف بالبقاء في ألمانيا ولم يشعر بالراحة هناك، فقرر إكمال رحلته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، هناك حيث عاش ظروفا قاسية دون مأوى، كان يضطر للنوم في الشوارع في درجة حرارة تتدنى أحيانا إلى تحت الصفر، أو يفترش الأرض تحت أسقف المنازل المهجورة والمهترئة، أو ينام جالسا على مقعد في محطات النقل العمومي، وآذانه دائما متوّجسة، حتى لا يقع بين يدي الشرطة.

يقول يوسف “للعربية.نت “لم أكن وحدي، لقد كنّا بالعشرات، مهاجرين من عدّة جنسيات، نتفرق في النهار بحثا عن الطعام الذي تقدّمه الجمعيات الخيرية، لنلتقي عندما يسدل الليل خيوطه، وغالبا ما نجتمع في الحدائق العامة، نستغل المقاعد لننام عليها، أو نفترش علب الكرتون، وبعضنا يمتلك أغطية حصلّ عليها من المتطوعين”.

مراكز لللاجئين في ألمانيا
يعي يوسف جيّدا أن ما يقوم به غير قانوني، لكن كل ما يفعله، هو أنّه يسعى وراء أحلامه ويتمسك بطموحاته في العثور على عمل والعيش بأمان وبشكل شرعي، “أنا لم أهرب من جحيم ليبيا لأعيش حياة التشرّد هنا، أنا خاطرت بحياتي لأعيش بكرامة وبأمان وأستمرّ في الحياة بمعنويات مرتفعة”.

بعد سقوط نظام معمر اقذافي عام 2011، أصبح يوسف يتعرّض إلى الإعتداء والضرب من طرف الميليشيات المسلحة بسبب لون بشرته الأسمر وهويته، فقرّر الهجرة والمخاطرة بحياته والبحث عن مستقبله بعيدا عن هذا الواقع الجديد الأليم في بلده، لكنه تعرّض أيضا إلى قسوة وإهانة المهربين واستغلالهم الفادح، حيث تمّ احتجازه لعدّة أيام داخل معتقل رفقة مئات المهاجرين الآخرين، حتّى حان موعد رحلته.

ورغم هذه المآسي وقساوة العيش في أوروبا التي غامر بحياته لأجل الوصول إليها، يستعدّ يوسف هذه الأيام إلى مغامرة جديدة ستقوده إلى دولة أوروبية أخرى، حيث كشف أنّه يوّد الإنتقال إلى بريطانيا، ويحدوه أمل كبير في الحصول على بطاقة لجوء وأوراق إقامة تنهي حياة التشرّد التي يعيشها منذ حوالي سنتين.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى