العرب تريند

مصير الحراك ينتظر رسالة الرزاز الأولى: من هو «الطاقم»؟

جاءت عبارة أطلقها رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات، ولأول مرة: «بلدنا مستهدف» رسالة «عسكرية» وسياسية بمثابة «جرس إنذار كبير»، حيث حاولت التماهي مع الوضع الداخلي المتفجر بحراك شعبي من المرجح ألا يقف عند حدود إسقاط حكومة وتشكيل وزارة غيرها، إذ ما زال متواصلاً، بينما جرت العادة ألا يطلق العسكر رسائل سياسية ملغزة. لكن الجنرال فريحات فعلها من باب التأكيد. ولا يمكن تفكيك ألغاز التحذير «السياسي» اللافت خارج قراءة أعمق للتأثير المحتمل للأزمة الاقتصادية على الأمن الإقليمي وليس الداخلي.
ويبقى السؤال هل الأردن مستهدف حقاً ومن أي جهة؟ عبارة قالها الجنرال فريحات على إيقاع الزخم الشعبي الذي أطاح للتو بالحكومة وقفز بوزير التربية والتعليم الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور عمر الرزاز رئيساً للوزراء، لكن الجنرال لم يقدم إيضاحات، مما يبقي الأمر في مستوى رسالة عميقة بالمناسبة الحالية تقتضيها حالة البلاد ما دامت صفقة القرن في الطريق. الشارع استقبل بارتياح تكليف الرزاز، لكنه رفض منحه «تفويضاً شاملاً» بدوره لأن الهدف النهج وليس الأسماء، كما أعلن نقيب المهندسين أحمد الزعبي، وهو يحرض الأردنيين على الاستعداد اليوم الأربعاء للإضراب العام بنسخته الثانية. تلك عملياً ورقة قوة في يد الرزاز نفسه يمكنه استثمارها. ومن المؤكد أن رسالة الرزاز الأولى للرأي العام ستولد وتشكل الانطباعات مسبقاً عن «سقفه الحقيقي في التغيير» من خلال أول تعبير عن مستوى التفويض، وهو أسماء وهوية الطاقم الوزاري الذي سيعمل مع الرجل. هنا تحديداً تولد الإشارة الأولى التي يمكنها أن «تخمد» شرارة الحراك الشعبي أو تشعلها مجدداً. ولا بد من الانتظار بقلق، خاصة وأن الرزاز يخوض المواجهة مع قبوله التحدي بوراثة «تركة ثقيلة» ووضع معقد وخزينة «شبه مفلسة»، وسط شارع ملتهب وبحالة حراك متفاعلة مع سقف مرتفع جداً.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى