صحة وجمال

حان الوقت للتخلص من العلاج الكيميائي، فهو لا يفيد المصابات بسرطان الثدي!

باتت مئات الآلاف من النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله الأولى بمنأى عن الخضوع للعلاج الكيميائي، بعد أن أظهرت دراسة رائدة أنه ليس لهذا العلاج القاسي أي آثار إيجابية، بينما سيحل اختبار وراثي جديد يسمى Oncotype بتحديد ما إذا كانت المريضات قادرات على الاستغناء عن العلاج الكيماوي، حسب صحيفة Financial Times البريطانية. وفي كل سنة، يتم تشخيص إصابة حوالي 250 ألف امرأة، في كل من أوروبا وأميركا الشمالية واليابان، بأحد أكثر أنواع سرطان الثدي انتشاراً، وتتم معالجة الغالبية العظمى منهن بالعلاج الكيميائي، بعد الخضوع للجراحة. وتتعرض هؤلاء النسوة إلى آثار جانبية سامة، على غرار الغثيان وفقدان الشعر، بالإضافة إلى فقر الدم، لكن كثيراً منهن لا يستفدن شيئاً في المقابل. فحسب إحدى التجارب التي أجريت على أكثر من 10 آلاف مريضة، لا ينبغي أن تخضع 70% من النساء للعلاج الكيميائي، إذ إنه لا يزيد من فرصهن في البقاء على قيد الحياة، وبالتالي، يمكن خضوعهن للعلاج الهرموني وحده، الذي تكون آثاره السلبية أقل من العلاج الكيميائي. ويعد هذا الاكتشاف آخر النماذج التي تعكس كيفية تمكّن “الطب الدقيق” من تغيير طريقة علاج السرطان، الذي خول للأطباء اعتماد اختبارات وراثية متطورة لتحديد العقاقير والعلاجات التي تتناسب مع المرضى، وتوفّر عليهم آلام العلاجات المزعجة بشكل نهائي
الطب الدقيق يغير طريقة علاج السرطان
وكشفت دراسة طويلة المدى في الطب الدقيق أن تدقيق الأطباء في التسلسل الجيني لأورام المرضى يعطي نتائج جيدة في علاج المرض. تبين، من خلال دراسة طويلة المدى في الطب الدقيق، أنه يمكن لمرضى السرطان المصابين بأمراض يصعب علاجها أن يعيشوا مدة أطول، إذا دقق الأطباء في التسلسل الجيني، وقاموا بمطابقة العلاج بمرضهم. وقد تم تقديم هذه الدراسة، التي شملت أكثر من 3700 شخص مصاب بالسرطان من النوع الذي يصعب علاجه، الذين خضعوا بالفعل لأنواع أخرى من العلاجات، في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية في شيكاغو، وهو أكبر تجمع عالمي لأخصائيي السرطان. وقد تراوحت أعمار المرضى بين 16 و86 عاماً، أي بمعدل أعمار يساوي ​​57 عاماً، حسب صحيفة The Guardian البريطانية. كما شملت الدراسة المصابين بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة 24.2 بالمائة، وسرطان الجهاز التناسلي لدى النساء بنسبة 19.4 بالمائة، وسرطان الثدي بنسبة 13.5 بالمائة، وسرطان الجلد بنسبة 11.9 بالمائة وسرطان الرئة بنسبة 8.7 بالمائة. ومن بين هؤلاء المرضى، اكتسب حوالي 1307 منهم طفرة معروفة، فيما تلقى 711 شخصا العلاج اللازم اعتمادا على الملف الوراثي. علاوة على ذلك، كانت نسبة احتمال عيش هؤلاء المرضى لثلاث سنوات 15 بالمائة، وهو ما يمثل ضعف النسبة التي يتمتع بها أولئك الذين لم يتلقوا علاجات مخصصة (7 بالمائة). ويرتفع احتمال العيش لعشر سنوات إضافية بمقدار ستة أضعاف لدى المرضى الذين يتلقون هذا العلاج المخصص، حيث أن نسبة حدوث ذلك لدى هذه الفئة تبلغ 7 بالمائة، في حين لا تتجاوز 1 بالمائة لدى المرضى الذين تلقوا علاجا عاما. ومن المقرر إجراء تجربة أخرى أكثر شمولا في مركز إم دي أندرسون للسرطان، والتي ستعالج أوجه القصور المعترف بها في الدراسة السابقة بالاعتماد على التجارب العشوائية.
خيار وراثي بديل
وقد توصلت الدراسة إلى أن أطباء الأورام أصبح بإمكانهم اعتماد اختبار وراثي يدعى “Oncotype DX”، الذي طورته شركة “Genomic Health”، التي تعمل على إجراء التشخيصات في كاليفورنيا، وهو ما من شأنه أن يحدد بدقة مَن مِن النساء سيستفدن من العلاج الكيميائي. وبالفعل، بدأ بعض الأطباء باعتماد هذا الاختبار، إذ تبيَّن أن نسبة المرضى الذين بإمكانهم الاستغناء عن خليط الأدوية السام أعلى بكثير مما كان يُعتقد في السابق. وعُرضت نتائج الدراسة، التي تعد أكبر تجربة لعلاج سرطان الثدي من حيث العدد حتى الآن، خلال الاجتماع السنوي لمنظمة “The American Society of Clinical Oncology” في شيكاغو، الذي أشاد الأطباء خلاله بالنتائج ووصفوها بأنها “ستغير ملامح مهنة الطب”، ووسيلة لتوفير تكاليف معالجة المرضى بالكيميائي، الذي يعتبرون بمنأى عنه أساساً، والآثار الجانبية المرتبطة به. من جانبه، أوضح جوزيف سبارانو، أخصائي الأورام في مركز “Albert Einstein Cancer” في نيويورك، الذي قاد البحث، أن “الاختبار الوراثي سيكون له تأثير مباشر على علاج هؤلاء النساء”، وأردف قائلاً: “إن التوجيهات الحالية جعلت الأطباء يلجؤون إلى العلاج الكيميائي دون توفر أدلة كافية، ودون فائدة ترجى بالنسبة لمعظم المرضى”. وتوقع الدكتور سبارانو، أن يتم إدراج هذه النتائج بسرعة ضمن المبادئ التوجيهية الاستشارية التي يعتمدها أطباء الأورام أثناء تحديد كيفية علاج المرضى. ويقوم اختبار “Oncotype DX” بدراسة 21 جيناً لتحديد ما إذا كان المريض قادراً على الاستغناء عن العلاج الكيماوي.
ثلاثة أرباع المرضى سيُنصحون بعدم اللجوء للعلاج الكيماوي
وإلى جانب البحث الذي تم نشره يوم الأحد، من المرجح أن يتم نصح الأشخاص الذين أظهرت فحوصاتهم أن نتائجهم “منخفضة” أو “متوسطة” الخطورة، والذين يمثلون حوالي ثلاثة أرباع المرضى، بعدم اللجوء إلى العلاج الكيميائي. في المقابل، ستُنصح نسبة أقل من المرضى المعرضين لمخاطر عالية بالخضوع إليه. وضمَّت الدراسة الأشخاص الذين يعانون من الأنواع الأكثر شيوعاً من المرض، والذين يمثلون حوالي نصف إجمالي الحالات. وتشير نتائج فحوصات هؤلاء إلى وجود مستقبلات هرمون الإستروجين، بالإضافة إلى جين “HER2″ المسؤول عن الأورام السلبية لسرطان الثدي، التي لم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية بعد.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى