السعودية

تفاصيل جديدة عن معاناة سيف.. “طفل الكلية” الراقص

بعد أن أجرى الطفل السعودي “سيف البوعينين” عملية زراعة للكلى، أواخر أبريل الماضي، وتكللها بالنجاح، عبر بعد انقضاء شهر عليها، وتماثله للشفاء، عن فرحته برقصة مع طبيبه وسط العيادة، معلناً وداعه لغرف غسيل الكلى.

وقد انتشر الفيديو الذي وثق لحظات الفرح البريئة تلك، بشكل واسع على مواقع التواصل، ولاقى سيف تعاطفاً كبيراً من قبل كا من شاهد لحظاته المؤثرة هذه.

وحول تفاصيل تلك الفرحة التي راجت عبر فيديو صوره طبيبه، قال استشاري الكلى للأطفال، والمشرف على حال “سيف”، ومؤسس برنامج كلى الأطفال في تخصصي الدمام، والمشرف على أمراض الكلى في وزارة الصحة الدكتور محمد المغربي “للعربية.نت ” إن سيف أجرى العملية في 29 أبريل الماضي، والمقطع تم تصويره في يوم الأحد الماضي 27 مايو الجاري. وأضاف الطبيبب أن الطفل كان يعاني من قصور كلوي نتيجة خلل في المسالك البولية، وبدأ الغسيل الكلوي في السنة الأولى من عمره، مؤكداً أن القصور الكلوي يعكر المزاج، كما يؤثر سلباً على نفسية الأطفال، لا سيما أنهم يشعرون بالسجن أثناء الغسيل الكلوي”

من السجن إلى الحرية
وأضاف الدكتور المغربي: “أن سيف طفل يحب الانطلاق والحرية، ويشعر بالحزن للسجن في سرير المرض، فالمقطع تم تصويره عندما كنت أحفزه على الاهتمام بالأدوية والعلاجات واتباع التوصيات الطبية، وكنت اسأله عن الفرق ما قبل العملية وبعدها، ليرد: لقد كنت محبوساً ومقيداً والآن أنا حر وطليق وسعيد”
وأوضح قائلاً إن “سيف كان يقوم بالغسيل البروتوني، وهو عبارة عن قسطرة في البطن لمدة 12 ساعة، ثم تحول إلى الغسيل الدموي 4 إلى 5 مرات في الأسبوع، فكان فعلاً مقيدا، وفي تلك الأثناء كان يعبر بالرقص عن ابتهاجه، فاستأذنت والدته وصورت المقطع، ولم يتوقف عن الرقص حتى في المستشفى أثناء خروجه من العيادة”.
إلى ذلك، أكد الطبيب: “أن المقطع عفوي وبريء، يعبر عن فرحة غامرة لانتصار الصحة على المرض، فالتفاعل مع الأطفال حياة ثانية تعيد إليك الحياة، وهو يلخص جهود فريق عمل يقوده استشاريون سعوديون أكفاء، وصلنا إلى زراعة ألف كلية قبل سنة، وقصص النجاح كبيرة، ونتمنى أن تخرج من بين الركام”

كيف أجريت عملية الزراعة
من جهته، قال استشاري زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور محمود عبيد لـ “العربية.نت” إن عملية زراعة الكلى لسيف، كانت أشبه بعملية لانتقاله إلى الحياة بعد معاناة مع الفشل الكلوي من عمر صغير لا يتجاوز العام، ومكوثه على قائمة الانتظار طوال تلك الفترة لتعذر وجود متبرع.

ووصف الدكتور محمود العملية التي استغرقت حوالي 6 ساعات بالصعبة، نظراً لتأثر الغشاء البريتوني، ووجود التصاقات في التجويف والحوض، والعمل على إزالة الكلية اليمنى من مكانها وزراعة كلية تبرع بها متوف دماغياً، وتكللت بالنجاح بوجود طاقم طبي، ومشاركة الاستشاري الدكتور خالد مناصرة.

وأضاف: “سيف كان يتابع حالته في قسم الأطفال المتخصص بالكلى في المستشفى، حيث يقوم طاقم طبي بإجراء عملية الغسيل له بانتظام، وبمجرد توفر كلية تم إجراء الفحوصات اللازمة، وأجريت العملية التي تكللت بالنجاح، وخرج من المستشفى وهو يشعر بسعادة غامرة، لأنه كان يعاني منذ فترة طويلة من غسيل الكلى، البريتوني والدموي، والذي يؤثر سلباً على المريض”

إلى ذلك، أكد أن صحة سيف جيدة، وهو بخير وبصحة وعافية، وسيستمر في متابعة حالته الصحية من خلال القسم المختص، مدى الحياة للاطمئنان على عمل الكلى.

معاناة منذ الطفولة
من جهته، وصف والد سيف البوعينين معاناة ابنه مع الفشل الكلوي بالمريرة، إذ طالت لسنوات، متنقلاً بين المستشفيات التخصصية في الرياض والدمام، في حين ظل في العناية المركز لمدة عام. وقال: “10 سنوات عانى ابني من مرضه، وكنا جميعاً متعاطفين معه، فهو يحب الحياة ويحب كرة القدم، وقد حرمه المرض من الاستمتاع كغيره من الأطفال، لأنه كان يعيش جو المرض والغسيل المتكرر، والمداومة على المستشفيات”.

وأضاف: “على الرغم من المرض إلا أن سيف كان يتمتع بإرادة الحياة، ويرغب بالعيش كغيره من الأطفال، ووزارة الصحة والمستشفى قاما بدورهما على أكمل وجه، ونحن نشكر جميع الطاقم لحسن التعامل والأداء”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى