قطر

الصحافة القطرية قدمت نموذجاً راقياً في أزمة الحصار

أكد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام أن الحصار الجائر الذي فرض على قطر زادها قوة وتماسكا، كما زادت الحملات الجزيرة عزما وتصميما على المضي في نهجها الثابت، ودعا في كلمة ألقاها أمس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى ضرورة التكاتف والتعاون لمجابهة المخاطر المحدقة بحرية الصحافة والصحفيين، وكشف من يقفون وراءها، وقال: لابد من حشد التأييد الدولي لكل المستويات حتى تظل الصحافة حرة وفاعلة تقف مع العدل، وتكشف الظلم، وتؤمّن للناس حقهم في المعرفة دون قيود.

وأضاف سعادته: لا يخفى على أحد الثمن الباهظ الذي دفعته الجزيرة من حياة صحفييها الشهداء والمصابين، أو من تعرض لسنوات للسجن ظلما، وما زال بعضهم يقبع في سجون الاستبداد ومنهم الصحفي بقناة الجزيرة محمود حسين الذي اعتقلته السلطات المصرية، وما زال المستبدون في محيطنا العربي يرفضون كشف الحقائق، فأمست حرية الصحافة هدفا لأجهزة تابعة لدول تسعى لفرض وجهات نظرها باستخدام سبل غير أخلاقية، ووصلت حالات التشويه حتى الدول المتقدمة، وقد شاهدنا كيف سعت بعض الجماعات لمنع الجزيرة من العمل في الولايات المتحدة رغم أن المجتمع الأمريكي نفسه يعترف بأهمية ما تقدمه الجزيرة ويمنحها جوائز عالمية.

حق متفق عليه

قال رئيس المؤسسة القطرية للإعلام: إن حق الإنسان في المعرفة والتعبير عن رأيه أمر تتفق عليه جميع الثقافات والأمم حتى أصبح مرتبطا بكل تشريعات حقوق الإنسان، وكما ضحى من أجل هذا الحق أفراد وجماعات طالبت بحرية الشعوب وحرية الأدوات التي تتيح لهم معرفة ما يدور حولهم ويؤثر فيهم. من هذا المنطلق يأتي احتفالنا باليوم العالمي لحرية الصحافة بكل أشكالها وأدواتها. ومنذ اختراع الإنسان للمطبعة أصبحت الصحافة جزءا من حياته اليومية. ومن تطور وسائل الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية ووصولها إلى الغالبية العظمى من الناس تطور أيضا. وتابع: إن أدوات المستبدين في قمع الصحافة والتضييق عليها من خلال منع النشر وتشويه السمعة وتخويف الصحفيين بتلفيق التهم والملاحقات القضائية والسجن دون وجه حق وصولا الى الاغتيال. لقد خاضت الصحافة الحرة والنزيهة معارك لم تتوقف ضد الفساد والاستبداد في مختلف بقاع الأرض، أودت في العام الماضي بحياة 81 صحفيا أثناء تأدية عملهم، بينما يقبع المئات في السجون. كل هذا زاد من أهمية حرية الصحافة ووسع نطاق المسؤولية لضمان تلك الحرية لمواجهة أعداء الحرية ومن يخشون من تطور ثقافة الناس.

هامش أكبر من الحرية

لفت سعادته إلى أن الصحفيين في عالمنا العربي يتعرضون الى مضايقات كثيرة، وهم في أمس الحاجة لتسليط الضوء على حاجتهم لهامش أكبر من الحرية. مضيفا: “إن المضايقات التي يتعرض لها الصحفي العربي زادت في عالمنا العربي، وبخاصة في المناطق الساخنة، أو من خلال القمع والاعتقالات التي يتعرض لها العديد من صحفيينا، وهو ما يجعل المؤسسات الحقوقية تمر بتحديات كبيرة أبرزها حماية الصحفيين مما يتعرضون له، والمساهمة في إعطاء هامش من الحرية، ودور هذه المؤسسات مهم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم العربي”.

نموذج رائع

وقال سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني: “إن الإعلام القطري قدم نموذجا رائعا وراقيا في التعاطي مع أزمة الحصار، وقدم صورة حقيقية لما يحصل للمواطن القطري سواء على مستوى الجانب الإنساني، أو من جوانب أخرى”. مضيفا: وسائل الإعلام قدمت عملا مميزا وهذا عهدنا بها دائما.

وأكد سعادته قائلا: إن صحفنا المحلية أكثر اهتماما بالكوادر القطرية، والمؤسسات الرسمية قدمت هذا الدعم والشواهد عديدة. وقد أثبت الصحفيون القطريون والصحفيات القطريات حضورهم في وسائل الإعلام القطرية، وأعتقد أننا نمضي في الطريق الصحيح”.

حرية المغردين

وأشار سعادة الشيخ حمد بن ثامر إلى أن موضوع حرية الصحافة مهم في منطقتنا العربية، لكن الظروف السائدة في عالمنا العربي، وفي منطقة الخليج تحديدا تجعل الحاجة أكبر الى تنظيم مؤتمرات لحماية حرية المغردين. لافتا إلى أن التضييق الإعلامي طال المغردين أيضا، وقال إن “المغرد الذي يعبر عن رأيه من خلال تغريدة معرّض للملاحقة والتضييق، وبالتالي فإن الحرية اليوم تعدت حرية الصحافة الى الحرية الشخصية للبشر”. وأضاف سعادته: “كنا نتمنى أن يتجه عالمنا العربي نحو زيادة مساحة الحرية في وسائل الإعلام ودعمها أيضا لحرية المغردين”. مؤكدا أن وجهة نظره هذه سلبية لكنها حقيقة نعيشها في هذه المرحلة.

إعلان ويندهوك

واختير الثالث من مايو لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 مايو 1991. ينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا. ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، الدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.

كلمة

أنطونيو غوتيريش ـ الأمين العام للأمم المتحدة: “بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة أدعو الحكوماتِ إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين”.

المصدر
الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى