الإمارات

رائدات إماراتيات يغيرن حياة مليارات البشر

أسماء رماحي وعائشة البلوشي وبراء أحمد، 3 رائدات أعمال إماراتيات برزت أسماؤهن بالفترة الأخيرة بعد نجاح مشروعهن «ZEOPI» في حصد الجائزة الكبرى والفوز بفئة التأثير الاجتماعي في جوائز أكسنتشر للابتكار، ولم يقفن عند ذلك الحد، ولكنهن تابعن طريقهن ليشددن الرحال إلى وادي السيلكون في يناير الماضي، وذلك بهدف تطوير قدراتهن الريادية والتواصل مع مؤسسات تمويلية.

زيارات

شملت الرحلة زيارات إلى مؤسسات لتمويل المشاريع الريادية، ورواد أعمال، وشركات تكنولوجية كبرى، ومؤسسات معنية بريادة الأعمال، إضافة إلى المرافق الابتكارية في أكسنتشر، وزيارة مقرات فيسبوك وغوغل، وحصلن على دروس في الاستثمارات الاستراتيجية، وفي مقر شركة نستله اطلعن على كثير من الأفكار الملهمة والإرشادات عما يريده المستهلكون، كما عرضوا فكرة مشروعهن على مستثمرين في مجال ريادة الأعمال.

وحظيت رائدات الأعمال الإماراتيات بفرصة التواصل مع وسائل الإعلام المتخصصة بريادة الأعمال والمشاريع الناشئة لتسليط الضوء على تجربتهن والتعريف بريادة الأعمال النسائية في الإمارات ودور الشابات الإماراتيات بإغناء مشهد ريادة الأعمال.

لفتت الشركة الإماراتية الناشئة «ZEOPI» الأنظار إليها عندما فازت بجائزة أكسنتشر للابتكار عن مشروعها الذي يؤمن تكنولوجيا للحصول على المياه النظيفة وتوفيرها للمحتاجين.

وقد تطور المشروع اليوم ليصبح «حبة ذكية» تعتمد تكنولوجيا الـ «نانو» لتخفيض تأثير شرب المياه الملوثة. وباستخدام حبة واحدة، تمتلك شركة «ZEOPI» تكنولوجيا قادرة على إعادة بناء المجتمعات الميكروبية النافعة في جسمك بالكامل وتحسين حياة مليارات الأفراد.

وقد كان التأسيس العلمي الأكاديمي الجاد طريق الشابات إلى ريادة الأعمال، إذ تخرجت عائشة من قسم المحاسبة في جامعة الإمارات، فيما تدرس أسماء التخطيط الحضري، وتتخصص براء بالفيزياء، ويشرف على مشروعهن رائد الأعمال العالمي اسكرن كرستف، وقد بدأت فكرة المشروع في مطلع مارس، وتم تسجيل الشركة أخيرا، وتطمح إلى إصدار براءة اختراع قريباً، وتضم 7 موظفين.

وفي تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» أوضحت أسماء رماحي أن «ZEOPI» شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، نجحت في ابتكار تكنولوجيا نانوية (تقنية الجزيئات متناهية الصغر) فريدة من نوعها، وتعمل الشركة على تحويل مواد طبيعية رئيسية وبكتيريا نافعة إلى مغذيات نانوية «متناهية الصغر» لتحسين صحة الجهاز الهضمي إلى حدّ كبير.

وكانت دراساتنا الأولية واعدة للغاية، حيث أظهرت النتائج قدرة منتجنا على إعادة بناء المجتمعات الميكروبية النافعة في جسم الإنسان، وإراحة بكتيريا فلورا الأمعاء، وخفض نسبة كولسترول الدم، ومستويات السكر في الدم، ومنع تجمع بكتيريا هيلكوباكتر بايلوري، وطرد المعادن الثقيلة من الجسم، وغير ذلك من الفوائد.

وأضافت:«لإعطائكم فكرة عن الإنجاز الريادي الذي حققناه عبر منتجنا؛ فهو يخفض إلى حد كبير من تأثير شرب المياه الملوثة بشدة، حيث يعمل على إزالة جميع المعادن الثقيلة والسموم من الجسم.

ونطمح في نهاية المطاف، إلى وضع تكنولوجيا النانو هذه في «حبة ذكية» تكون قادرة على تحليل كامل مجموعات البكتريا المتعايشة في جسم الإنسان (الميكروبيوم البشري)، وتتيح لنا إنشاء منتج قابل للتخصيص يلائم الاحتياجات الفريدة لكل شخص».

دافع

وحول العوامل المحفزة لدخول مجال البيولوجيا الحيوية، قالت عائشة البلوشي: «نحن نعيش الآن في خضم أكبر أزمة صحية شهدها العالم على الإطلاق. وفي العالم النامي، يعاني الكثير من الناس من الإصابة ببكتيريا الإشريكية القولونية، والسلمونيلا، واللستريا.

أما في العالم المتقدم، فيعاني الناس من السمنة والأمراض المعوية الناتجة عن العادات الغذائية السيئة. ومن هنا، يعتبر حل هذه الأزمة دافعاً قوياً لنا يحفزنا لدخول هذا المجال».

ولفتت البلوشي إلى أنه مع انطلاقة شركة «ZEOPI»، قام فريق العمل بتطوير إجراء طبيعي يمكن من خلاله تحويل 3 أنواع من المياه إلى ماء صالح للشرب. لذا، أمضينا ربعي السنة الأول والثاني بمعظمها في العمل المكثف لاستثمار الموارد والوقت على الأبحاث اللازمة لتطوير وتحسين منتجنا.

وفي الربع الثالث من العام الأول، خططنا للبدء في التأسيس. ولكن خططنا تغيرت عندما وقع الاختيار علينا للفوز بجائزة أكسنتشر للابتكار، من قبل لجنة تحكيم تضم كبار المسؤولين التنفيذيين في أكسنتشر، وإكسبو دبي 2020، ومسرّع التكنولوجيا فينتك هايف في مركز دبي المالي العالمي واتصالات ديجيتال.

واشتملت تلك الجائزة على رحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى وادي السيليكون، حيث ساعدتنا أكسنتشر على إقامة اجتماعات مع المستثمرين. وطوال تلك الرحلة، ساعدنا التنفيذيون في أكسنتشر على التفكير ضمن نطاق أكبر، وبما يتجاوز مصنعنا. وأدركنا من خلالهم أن تكاليف المصنع قد تكون كبيرة، وأن شحن المياه حول العالم قد لا يكون نموذجاً عملياً قابلاً للتطبيق.

ومع أخذ نصائحهم بعين الاعتبار، تحولنا إلى فكرة تطوير أقراص تستخدم نفس المكونات التي استخدمناها لتنقية المياه، ولكن بمنحى جديد لاستخدام التكنولوجيا النانوية بطريقة تسمح لنا بتنقية جهازنا الهضمي.

ومع هذا التوجه الجديد، ستتاح لنا الفرصة في بناء نموذج عمل أكثر فاعلية وكفاءة، والأهم من ذلك بالطبع، قدرتنا على الوصول إلى مليارات الأشخاص حول العالم. وفي إطار استراتيجيتنا الجديدة، قمنا في بداية هذا العام بتعيين خبير متخصص في علم الأحياء المجهرية بهدف صقل منتجنا، وإثبات كفاءته وفعاليته بصورة علمية.

نمو

وحول التمويل الذي استقطبه المشروع قالت البلوشي:«في البداية، حصلنا على رأس مال أولي للانطلاق، والآن نبحث عن التمويل. وفي المجمل، نطمح بالحصول على استثمار يبلغ مليوني دولار». تتميز سوق منتجات «البروبيوتيك» بحجمها الهائل، ويتوقع تقرير «جلوبال ماركت إنسايت» نمو هذه السوق لتصل إلى 65 مليار دولار بحلول 2024.

وتشمل أسواقنا الرئيسية الأخرى مجالي الطب والعافية الوقائية الشخصية، والمتوقع لهما تحقيق نمو استثنائي خلال السنوات المقبلة. كما تختلف التكنولوجيا التي نعتمدها عن الآخرين، وسنحصل قريباً على براءة الاختراع.

ومنتجنا نباتي تماماً يساعد على إعادة بناء المجتمعات الميكروبية، وإراحة بكتيريا الفلورا النافعة في الأمعاء والجهاز الهضمي، من خلال تحفيز التخلص الكامل من سموم الجسم. ويحظى منتجنا بأهمية كبيرة بالنسبة للمجتمعات الإنسانية، وقد يكون له تأثير عالمي يسهم من خلاله في تحسين حياة مليارات الناس.

من جانبها، تحدثت براء أحمد عن الرحلة إلى وادي السليكون ولفتت إلى أن الفوز بجائزة أكسنتشر للابتكار التي أقيمت خلال أسبوع «جيتكس» للتكنولوجيا، حيث تم تكريم فريق العمل برحلة مدفوعة النفقات بالكامل إلى وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية، وتابعت: بمجرد وصولنا، عقدت لنا أكسنتشر لقاءات مع ممثلي كبرى الشركات ومؤسسات التكنولوجيا العاملة مع رواد الأعمال، ونسقت لنا زيارات إلى مقرات «فيسبوك» و«غوغل» و«نستله»، حيث تلقينا ملاحظات وتوجيهات استراتيجية حول وجهة نظر المستهلك.

رؤية واضحة

قالت رائدة الأعمال براء أحمد إننا خرجنا من هذه التجربة باستراتيجية قوية ورؤية واضحة لمتطلبات النجاح. ومع نهاية الرحلة، قمنا بتحديث خطة عمل، وقائمة متميزة من جهات الاتصال التي سنعمل بالتأكيد على بناء علاقات راسخة معها. وحول أهم التحديات الحالية أمام المشروع، قالت: “فيما يتعلق بالأبحاث والتطوير، نحتاج للوصول إلى المختبرات المتخصصة غير المتاحة لنا الآن بسهولة.

ونتطلع حالياً للتعاون المحلي أو الدولي مع فريق من المتخصصين في علم الأحياء البيئية الدقيقة القادرين على دعمنا خلال هذه المرحلة. ولفتت إلى أن خطة العمل تستند على المدى القصير إلى مواصلة إثبات فرضيتنا التي تأكدت صحتها حتى الآن بنسبة 90%، والحصول على براءة اختراع خاصة وبدء الإنتاج.

وعلى المدى الطويل، نرغب في التعاون مع شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية كي نتمكن من الجمع بين المنهجين لإطلاق كبسولة “حبة ذكية” تتيح لنا مجالاً لجمع البيانات من عملائنا، وتخصيص حبة العلاج الملائمة لهم بناء على تلك المعطيات.

وتلخص الرياديات الإماراتيات أبرز النصائح للشباب الطامحين بما يلي:عندما تبدأ رحلتك قد تواجه الفشل، وحينها تذكر لماذا بدأت. وعليك أن تؤمن بما تفعله، وأن تحب ذلك، وإن لم تستطع فاترك ما تعمل، وابحث عن شيء آخر. واختر الفريق المناسب، وكن منفتحاً على النقد البناء من أجل التحسين والتطوير، ولا تتردد في طلب المساعدة.

المصدر
البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى