مصر

جريمة سوهاج.. “الحوت الأزرق” بريء هذه المرة، والفتاة أحرقت أسرتها بالكامل لسبب غريب تماماً

خلال شهر واحد، سجّلت مصر 6 ضحايا لـ”الحوت الأزرق”، وتداولت وسائل إعلام مصرية منذ مساء الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018، أن عدد ضحايا اللعبة ازداد بعدما قامت طالبة من محافظة سوهاج بحرق منزلها ومقتل والدتها وشقيقها بتعليمات من اللعبة. ولكنّ كلّ هذه الأنباء كانت خاطئة؛ إذ كشفت التحقيقات مع الفتاة شاهيناز، (17 عاماً)، التي سكبت البنزين بأرجاء منزلها فيما كانت والدتها وشقيقاها نائمين، أنها فعلت ذلك بسبب سوء المعاملة التي كانت تتلقاها منهم، وخاصة من والدتها. إذ إن الأخبار التي انتشرت فور وقوع الحريق بالمنزل ومقتل الأم وابنها، كانت كلها شائعات، بحسب ما ذكرته صحيفة “الأهرام” المصرية. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصدر أمني، إنه لا توجد أي صلة بين لعبة “الحوت الأزرق”، كما نشرت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، والجريمة التي شهدتها قرية الغنيمية التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج. وعندما انتشرت الشائعة عقب الحادث بأن الفتاة ارتكبت الجريمة بسبب تعليمات من لعبة الحوت الأزرق، أمر اللواء عمر عبد العال، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، بمراجعة اعترافات الفتاة، حيث تبين أن الجريمة لا علاقة لها باللعبة وأنها مجرد شائعة أُطلقت بسبب الحوادث التي تكررت خلال الفترة الماضية بسبب تلك اللعبة.
التفرقة بينها وبين إخوتها.. وسوء المعاملة
وأضافت الصحيفة: “أثبتت التحقيقات مع الفتاة شاهيناز المتهمة بارتكاب الجريمة، أنها كانت تمر بحالة نفسية سيئة بسبب ما زعمته من سوء المعاملة التي تَلقاها من أفراد أسرتها، فقررت إحراق المنزل بمن فيه، حيث قررت أمام اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج، واللواء أشرف توفيق مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية لقطاع الأمن العام، أنها كانت تعاني التفرقة في المعاملة بينها وبين شقيقيها محمد (16 سنة) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وطه (9 سنوات) من جانب والديها، خاصة الأم التي تعاملها بقسوة إلى درجة التعدي عليها بالضرب حسب قولها”. وتابعت: “يوم الحادث قررت الانتقام منهم، حيث استغلت غياب والدها الذي يعمل سائقاً، وكانت قد خططت لذلك بتجميع كمية من بنزين السيارة التي يعمل عليها والدها، وانتظرت حتى تهيأت لها الفرصة بنومهم جميعاً، حيث سكبت عليهم البنزين وكذلك في جوانب الغرفة ثم أشعلت النار”.
اعترفت بالجريمة.. ولا علاقة للعبة الحوت الأزرق بتاتاً
وما إن اندلعت النيران حتى خرجت مستغيثةً؛ لتوهم الناس بأن حريقاً وقع فجأة في المنزل، وبعد إطفاء النيران عثرت الشرطة على جثة الأم شادية (49 عاماً)، وكذلك جثة ولدها محمد، بينما أصيب الطفل الثاني بإصابات بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى. ومن خلال مناقشة الفتاة التي لم تُصب بأي أذى من الحريق، تبين اضطراب أقوالها، حيث ذكرت في البداية أنها بسبب لعبة “الحوت الأزرق” التي سمعت بها من رفاقها ثم ما لبثت أن كشفت أن جريمتها بسبب قسوة أهلها عليها. وأكد المصدر للصحيفة، أن التحقيقات في جريمة الفتاة شاهيناز لم يرِد فيها أي ذكر أو إشارة إلى لعبة “الحوت الأزرق”. وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثتين لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك، وأمرت بحبس الطالبة شاهيناز 4 أيام على ذمة التحقيقات. يُذكر أن مصر شهدت 6 حالات انتحار بسبب لعبة الحوت الأزرق خلال شهر واحد، كانت الأولى لنجل حمدي الفخراني البرلماني السابق، تبعتها حالة لفتاة في الإسكندرية، وكانت الحالة الثالثة لشاب من الشرقية، والرابعة لشاب من السويس، والخامسة لطفل بالمحلة في الغربية، والسادسة لطفل بمحافظة البحيرة، أما ما حصل في سوهاج مساء الجمعة، فكان جريمة بعيدة عن اللعبة راح ضحيتها أم وابنها. ولعبة “الحوت الأزرق-Blue whale”، تسمى أيضاً لعبة “البيت الصامت” أو “حيتان البحر”، وهي عبارة عن تطبيق يتم تحميله من الإنترنت، ويتكون من 50 تحدياً أو مهمة. وفي اللعبة، يجب على اللاعب أن يقوم بأداء المهمة أو التحدي اليومي، وتختلف هذه التحديات أو “القيم-Curator”، فيمكن أن يكون تحدي اليوم هو رسم صورة معيّنة، أو الاستماع لمقطع موسيقي، أو جرح اليد بأداة حادة، أو مشاهدة مقاطع مخيفة، أو الجلوس في مكان شاهق، وأخيراً التحدي الأخير؛ وهو الانتحار، الذي يُدفع اللاعب إليه لـ”يتحرر من الضغوط الأرضية”.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى