المغرب العربي

الجزائر: بوتفليقة ينزل إلى الشارع لأول مرة منذ سنوات!

نزل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الشارع للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وذلك لتدشين بعض المشاريع، وهو ظهور يصعب فصله عن عملية التحضير لترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، والتي تؤكد كل المؤشرات أن التحضير لها بدأ مبكرا، خاصة وأنه مازال يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة أكثر من سنة.
أشرف الرئيس بوتفليقة أمس الاثنين على تدشين محطة المترو الجديدة على مستوى ساحة الشهداء، كما قام بتدشين مسجد كتشاوة بعد ترميمه من طرف شركة تركية، وذلك في أول نزول إلى الشارع للرئيس بوتفليقة منذ سنوات، بسبب وضع الصحي الذي جعل ظهوره يقتصر على بضع ثوان إما مستقبلا ضيوفا من الأجانب أو مترئسا مجلس الوزراء مرتين أو ثلاث في السنة، علما أنه كان يرأس مجلس الوزراء مرتين في الشهر.
وتجمع المئات من الجزائريين على جانبي الطريق تحسبا لوصول موكب الرئيس منذ ساعات الصباح الأولى، فيما انتشرت قوات الشرطة منذ ليلة أمس الأول في كل النقاط الرئيسية على مستوى العاصمة، حتى في المناطق التي لم يكن من المقرر أن يمر موكب الرئيس بها، كما انطلقت أشغال إصلاح وطلاء للطرق والأرصفة على مستوى بعض الأحياء مثل حيدرة، مثلما جرت العادة كلما كانت هناك زيارة ميدانية للرئيس، وبما أن الرئيس أصبح قليل الحركة فإن الكثير من الشوارع تركت على حالها لسنوات.
ووصل موكب الرئيس بوتفليقة إلى ساحة الشهداء في حدود منتصف النهار، وسط حراسة أمنية مشددة، وظهر الرئيس في المقعد الأمامي من السيارة الرئاسية التي كان يركبها رفقة سائقه ولوح بيده إلى المواطنين الذين كانوا يقفون على جانبي الطريق في انتظار وصوله منذ الساعات الأولى للصباح، وحتى وإن كان عدد منهم تم الإتيان بهم لاستقباله، بينما جاء عدد آخر من أجل رؤية الرئيس بوتفليقة الذي لم يرونه منذ فترة طويلة، وقد ظهر على بعضهم التأثر وارتفعت بعض الزغاريد لما ظهر الرئيس أمام مدخل مسجد كتشاوة فوق كرسي متحرك وهو يرفع يده لتحية المواطنين.
ويصعب فصل هذا الظهور للرئيس بوتفليقة ونزوله إلى الشارع عن الظرف السياسي الحالي، خاصة بعد إعلان جبهة التحرير الوطني، حزب السلطة الأول، أن بوتفليقة سيكون مرشحها في الانتخابات الرئاسية المقبلة لولاية رئاسية جديدة، مع التأكيد أن الأمر يتعلق بمطلب 700 ألف من أعضاء الحزب، الذين رفعوا لوائح إلى القيادة تناشد الرئيس إكمال المسيرة، مع تفادي استخدام كلمة ولاية خامسة لعدم الوقوع في حرج، وهو الأمر الذي يبدو أنه تم الاتفاق عليه، تفادي كلمة «الخامسة» واستبدالها بإكمال المسيرة، أو القول إن الأمر يتعلق بولاية ثانية في إطار الدستور الجديد الذي وضعه بوتفليقة في 2016، والذي يحدد الولايات الرئاسية باثنتين، بعد أن كان قد ألغى هذه المادة سنة 2008، حتى يتمكن من الترشح إلى ولاية رابعة، ولكن بما أن الدستور لا يطبق بأثر رجعي فإن الولاية الرابعة ستحتسب الأولى، وبالتالي يبقى أمامه ولاية ثانية.
دائما وفي إطار التحضير غير المعلن للإعلان عن ترشيحه للخامسة فإن التلفزيون الحكومي شرع منذ فترة في بث تقريرين على الأقل في كل نشرة أخبار رئيسية عن «إنجازات الرئيس» في مختلف القطاعات.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى