السعودية

قصة طبيب سعودي تدخَّل “الإليزيه” لإبقائه في باريس

لم تعد العلاقة العلمية بين السعودية وفرنسا تتلخص في استفادة السعوديين من التقدم الذي أنجزته العلوم هناك فقط، بل تعدت ذلك لتصبح علاقة تبادلية يستفيد فيها الفرنسيون من إبداع ومهارة والتزام وتقدم السعوديين في مختلف المجالات.

ولعل حالة الطبيب السعودي خالد بن محمد الخميس استشاري جراحة القلب، الذي تدخلت الرئاسة الفرنسية لضمان بقائه في فرنسا مدة أطول من الفترة المقررة له؛ للاستفادة من مهارته في عمليات جراحة القلب؛ أوضح مثال على تلك الحقيقة.

ويمثل الخميس الذي يرأس حاليًّا مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء؛ حالة متميزة لنجاح السعوديين في فرنسا؛ حيث شارك وأجرى أكثر من 1100 عملية جراحة قلب مفتوح، وأكثر من 100 عملية زراعة قلب مفتوح، و250 عملية زراعة قلب صناعي خلال تدريبه للزمالة الفرنسية في جراحة القلب.

وأدى تميزه إلى أن يطلب أساتذته في مستشفى “البيتيه سالبيترير” الجامعي في باريس، تمديد فترة وجوده في المستشفى لعام آخر بعد انتهاء زمالته، من قصر الإليزيه مقر الحكم في باريس. وعليه، وافقت وزيرة الصحة الفرنسية على استثناء الخميس حصرًا واستثناءً ليبقى عامًا آخر في فرنسا؛ للاستفادة من مهارته كطبيب استشاري، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل لأي طبيب.

ولم يتوقف الفرنسيون في حرصهم على الاستفادة من خبرة الدكتور خالد الخميس عند هذا الحد، بل حافظوا له على منصبه منذ 2011 كأستاذ جراحة قلب زائر حتى الآن، كما أن رائد جراحات زراعة القلب الصناعي في العالم البروفيسور الفرنسي باسكال لوبرنز، جاء إلى المملكة للاطلاع على برنامج زراعة القلب الصناعي الذي يديره الدكتور الخميس، وقرر مع زملائه عند الاطلاع على النتائج المبهرة التي يتم تحقيقها، أن يرسلوا أطباء فرنسيين للتدرب في المملكة.

وسيكون الدكتور المتحدث العربي الوحيد في مؤتمر الجمعية الأوروبية لجراحة القلب والأوعية الدموية الـ67 المقرر في ستراسبورج بفرنسا؛ حيث سيقدم يوم 12 أبريل محاضرة لنقل خبرة مركز الأمير سلطان للقلب في برنامج القلب الصناعي.

ويقول الدكتور الخميس إن السعوديين كانوا -حسب ما رآه، خلال تحضيره الزمالة- مثيرين للانبهار لدى أقرانهم الفرنسيين؛ بسبب التزامهم ومهارتهم وأدائهم وتعاملهم الإنساني تجاه المرضى، مضيفًا أن أكثر ما أدهش الفرنسيين هو قدرة السعوديين على اجتياز حاجز اللغة، والمستوى الطبي المتميز، والقابلية للتعلم والإبداع.

وأشار الدكتور الخميس إلى أن السعوديين نجحوا في مختلف المجالات، وانتقلوا من كونهم متعلمين إلى معلمين، وهو ما تحقق بسبب دعم القيادة اللا محدود، الذي يبرز أكثر ما يكون في دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، للتقدم العلمي في المملكة؛ للانتقال بها لتصبح حيث تستحق أن تكون بين الدول المتقدمة.

المصدر
عاجل
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى