قطر

قطر.. دور رائد في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف

لم يكن الإجماع الدولي والإقليمي، على السخرية من اتهامات ومزاعم دول الحصار لقطر بدعم الارهاب وعدم التعامل مع هذه المزاعم بجدية، إلا بسبب ما تعرفه من الأدوار البارزة للدولة في مكافحة الارهاب وانخراطها بشكل مؤثر في شراكات مع الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة في العالم في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف. وقد حظيت مبادراتها القوية ودورها الإيجابي والفعّال في مكافحة الارهاب والتطرف العنيف وتمويله، بإشادات واسعة، من كل انحاء العالم.

والسجل الثري والمشرف لدولة قطر في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب ومبادراتها اللافتة على الساحة الدولية وما تقوم به من خلال التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، يضعها في مرتبة متقدمة في قائمة الدول المناهضة للتطرف العنيف ومكافحة الارهاب.
وفيما يلي نستعرض جانبا من مبادرات قطر وسجلها الحافل ودورها الرائد في مكافحة الإرهاب.

 التحالف الدولي لمحاربة داعش
تواصل قطر الاضطلاع بدور نشط في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف من خلال التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف. وفي هذا الاطار، تقوم دولة قطر بدور ريادي من خلال مشاركتها الفاعلة في العديد من الكيانات والتحالفات المنوطة بمكافحة الإرهاب، وأبرزها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، والذي يضم أكثر من عشرين دولة. وقطر ليست عضوا بارزا ونشطا فقط، في التحالف، بل هي الدولة التي تستضيف مركز القيادة والقاعدة الجوية الأمريكية التي تنطلق منها العمليات الجوية للتحالف ضد الإرهاب في المنطقة، وضد تنظيم داعش الإرهابي.

المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب
تعد دولة قطر عضوا مؤسسا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF)، الذي ينسق مبادرات 30 دولة مختلفة من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة. واستضافت قطر في مايو 2015 الاجتماع التنسيقي السابع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والذي عقد لأول مرة في الشرق الأوسط في الدوحة. ويشكل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب أرضية سياسية ورسمية متعددة الأطراف تم إطلاقها سنة 2011 لتعزيز التشاور والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بين أعضائها المؤسسين الثلاثين.

 الصندوق العالمي لدعم ومشاركة وصمود المجتمعات
تعتبر دولة قطر من أكبر الدول المانحة للصندوق العالمي لدعم ومشاركة وصمود المجتمعات (GCERF)، وهي عضو مؤسس في هذا الصندوق، الذي أنشئ للانخراط المجتمعي والمرونة ليكون أول مجهود عالمي لدعم المبادرات المحلية التي تهدف إلى تقوية مرونة المجتمع ضد أجندات التطرف العنيف. وتأسس الصندوق العالمي على مبدأ الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، حيث يعتبر أول مجهود عالمي على مستوى المجتمعات المحلية ويهدف إلى تعزيز القدرة على مواجهة ظاهرة التطرف العنيف، كما يسعى الصندوق إلى خلق مساحة للتشاور والشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في الدول الأعضاء في مجال دعم الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى معالجة التطرف العنيف.

 تعاون مع الأمم المتحدة
لم توقف دولة قطر جهودها الكبيرة لتعزيز التعاون مع كافة المؤسسات الأممية، وتنفيذ الالتزامات المترتبة على انضمام دولة قطر إلى أغلب الصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الارهاب والتطرف، واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ كافة القرارات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب وتمويله سواء ما يتعلق منها بتجميد الأصول أو حظر السفر أو حظر الأسلحة بحق جميع الأشخاص والكيانات المدرجة على القوائم الموحدة للجان مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب، كما حرصت على التعاون مع لجان مجلس الأمن وفرق الخبراء وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مكافحة الإرهاب ودعم ولايتها. كما قدمت عام 2017 مساهمة مادية لدعم مهام فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تقديم مساهمة بمبلغ 250 ألف دولار لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، كما وقعت على مذكرة تفاهم بين دولة قطر ومؤسسة صلتك وفرقة العمل المعنية بمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وذلك في إطار بناء القدرات وإطلاق مشاريع تستهدف الوقاية من التطرف العنيف ومعالجة جذور الإرهاب في المنطقة.

وكانت قطر فعالة في تبني مؤتمر الأمم المتحدة للجريمة الثالث عشر لـ”إعلان الدوحة”، وهو إطار عمل وافق فيه المجتمع الدولي على التركيز على التعليم لمنع التطرف والإجرام على مدى 5 سنوات. ووقعت قطر على اتفاقية تمويل بقيمة 4 ملايين دولار أمريكي لمدة أربع سنوات مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتنفيذ مشاريع تتعلق بتنفيذ إعلان الدوحة، بما في ذلك مشاريع مكافحة التطرف العنيف من خلال إعادة تأهيل السجناء وبرامج الإدماج الاجتماعي، وتعليم الشباب من أجل العدالة.

تعاون وشراكات ثنائية
وضعت قطر اتفاقيات تعاون ثنائية مع عدة بلدان من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وغيرها من الدول، من أجل تبادل أفضل للمعلومات، ولاسيما منع أنصار داعش من الحصول على التمويل. وفي إطار حرص دولة قطر على تعزيز التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب وحرمان الجماعات الإرهابية من مصادر التمويل، وقعت دولة قطر في يوليو 2017 مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب. وأشادت واشنطن بمواقف دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدة أنها أول دولة تجاوبت مع مخرجات قمة الرياض التي عقدت في مايو 2017.

جهود داخلية
في عام 2004، اتخذت دولة قطر خطوات حاسمة لقطع تمويل الإرهابيين عندما أصدرت أول قانون لمكافحة الإرهاب، ومنذ ذلك الوقت نجحت في توقيف ومحاكمة أفراد ومنظمات داخل حدودها يشتبه بدعمها للارهاب وذلك وفقا للإجراءات والأحكام القانونية.

وتتولى لجنة وطنية مشتركة بين الوكالات لمكافحة الإرهاب، تتألف من ممثلين من أكثر من 10 وزارات حكومية ومؤسسات رسمية، مهمة صياغة سياسة قطر لمكافحة الإرهاب، وضمان التنسيق الشامل والشفاف بين الوكالات داخل الحكومة، والوفاء بالتزامات قطر بمكافحة الإرهاب بموجب الاتفاقيات الدولية، والمشاركة في المؤتمرات الدولية أو مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بالإرهاب.

 نهج شامل للوقاية من التطرف
وفي سياق الوقاية من التطرف المفضي للإرهاب، انتهجت دولة قطر نهجا شاملا ينطوي على ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، حيث تقوم بدور ريادي في الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتستضيف الدوحة عددا من المراكز الفكرية والتنويرية والوسطية الرائدة في المنطقة، التي تدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. ولعبت قطر دوراً أساسياً في الترويج لمبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ودعمتها بكل السبل الممكنة، إذ أنشأت مركز حوار الأديان عام 2008، بهدف تشجيع التعايش السلمي بين الثقافات وقبول الآخر؛ كما انشأت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات من أجل إبراز مساهمة الحضارة العربية والإسلامية في الحضارات الأخرى، وفي التقدم الإنساني بصفة عامة، فضلاً عن استضافتها منتدى الأمم المتحدة الرابع لتحالف الحضارات في شهر ديسمبر 2011، واستضافتها برنامج الزمالة الدولية لتحالف الحضارات الذي ضم مجموعة من القادة الشباب في أوروبا وأمريكا طيلة الفترة (2010 — 2013) وتنظيم المؤتمر التمهيدي لمنتدى الأمم المتحدة السادس والاجتماع السنوي لنقاط اتصال تحالف الحضارات بالدوحة في عام 2014، هذا إضافة إلى تبرعات عديدة بملايين الدولارات قدمتها دولة قطر للصندوق الائتماني للأمم المتحدة لتحالف الحضارات.

 دور ريادي في حل النزاعات
كانت واحدة من أبرز الأدوار التي لعبتها دولة قطر في المساهمة في تعزيز الامن والسلم اقليميا ودوليا، هو دورها الرائد في حل النزاعات، حيث توسطت دولة قطر في ما يقارب عشرة ملفات وقضايا إقليمية ودولية في أقل من ثماني سنوات(2008 — 2016) باذلة جهوداً دبلوماسية وسياسية حثيثة على المستويات الإقليمية والدولية في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول، وبطلب من الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشأن الداخلي للدول، لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات. وحققت دولة قطر نجاحات بارزة في هذا الشأن أسهمت في صون السلم والأمن الدوليين. فقد كان للوساطة القطرية دور في التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وفي إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين وفي إطلاق سراح رهائن في سوريا، وقبل ذلك أثمرت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان ومنعه من الانزلاق الى حرب أهلية، وغيرها من النزاعات.

 القضاء على جذور الإرهاب
تدرك دولة قطر أن الوسائل الأمنية والعسكرية، ليست كافية لوحدها في التصدي للإرهاب، لذا عملت من أجل منع وقوع الاطفال والشباب في مناطق الصراعات الاقليمية فريسة للأيديولوجيات المتطرفة المشوَّهة في حال التقاعس عن انقاذهم. ومن اجل توفير العيش الكريم ومنع الالتحاق بمنظمات إرهابية ومن خلال مساهمتها في تجفيف ومكافحة أسبابه فقد ساهمت دولة قطر في تعليم أكثر من 7 ملايين طفل من خلال برامج قطرية في 47 دولة ووفرت مئات آلاف من الوظائف لـ 300 ألف من الشباب العربي في ما لا يقل عن 16 دولة، حيث تواصل مؤسسة صلتك القيام بدور كبير لخلق فرص عمل للشباب في عدد من الدول، كما تتعاون دولة قطر مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لتعزيز فرص العمل للشباب من خلال بناء القدرة واطلاق برامج لمنع التطرف العنيف. وتأمل دولة قطر، بفعل ذلك، أن يستطيع الشباب قيادة حياة ذات قيمة تتوج بالأمل في نهاية المطاف.

 الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى