مصر

كيف سخر المصريون من استبدال “فيسبوك” بموقع محلي؟

أثارت تصريحات وزير الاتصالات المصري ياسر القاضي، بأن “مصر سيكون لديها فيسبوك خاص بها قريباً جداً” انتقادات وسخرية من نية النظام غلق وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد.

وبرر الوزير هذه الخطوة بأن “إنشاء فيسبوك مصري أمر ضروري حتى تحمي البلاد بيانات مواطنيها وتحمي استقرار الدولة”، مشددا، خلال كلمته في ورشة عمل نظمتها وزارة العدل المصرية الأسبوع الماضي حول مشروع قانون جرائم المعلومات الإلكترونية، على أن مصر تريد أن تكون فاعلاً على المستوى الدولي في مجالات التواصل الاجتماعي وليس مفعولاً بها، على حد قوله.

لكن مراقبين فسروا الأمر بأنه تجسيد لسعي النظام إلى تكريس سيطرته على الإنترنت في البلاد، قائلين إن نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لم ينس أن مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أحد أهم أدوات إشعال ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

غلق “فيسبوك”

وتزامنت تصريحات وزير الاتصالات مع تأكيد نواب في البرلمان أنهم سيدرسون قريبا غلق “فيسبوك” نهائيا في مصر واستبداله بموقع محلي.

وقال عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب أحمد بدوي، في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي، إن هناك احتمالية قائمة لتنفيذ هذه الخطوة حال إقرار وتطبيق “فيسبوك” المصري، موضحا أن هذا الأمر ما زال محل دراسة.

 

ونفى بدوي أن يكون غلق “فيسبوك” واستبداله بموقع مصري يعكس تضييقا على الحريات في البلاد، لافتا إلى أن الحكومة تكفل لجميع المواطنين إبداء آرائهم، لكن في ذات الوقت من حق الدولة أن تحمي بيانات أبنائها من التلاعب فيها.

“فيس بوكس”

 
من ناحية أخرى، أثارت خطط الحكومة لإطلاق فيسبوك مصري موجة من الرفض والسخرية اللاذعة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين ربطوا بين هذه الخطوة وبين سعي النظام إلى فرض رقابة أمنية تامة على مستخدمي الإنترنت، ورأوا أن الموقع الجديد لن يكون سوى فخ للإيقاع بمستخدميه.

ودشن نشطاء عددا من الوسوم (هاشتاجات) للسخرية من هذا التوجه، بينها هاشتاج #اقترح_اسم للفيسبوك_المصري تضمن مئات التعليقات والمشاركات الساخرة.

واقترح عمر الفاروق أن يكون اسم الموقع الجديد “فيس بوكس” في إشارة إلى سيارات الشرطة التي يتم اعتقال المتهمين فيها وتعرف بين المصريين باسم “العربية البوكس”.

فيما اقترحت “إيناس جوهر” اسم “كلمني عن نفسك” وهي الجملة التي غالبا ما يفتتح بها ضباط أمن الدولة استجوابهم للمعتقلين السياسيين بعد القبض عليهم.

كما اقترح “أحمد الجوهري” اسم “شايفك بوك” في إشارة إلى الرقابة الأمنية للمستخدمين.

 

فيما ربط آخرون بين الموقع الجديد وبين الثقافة المصرية وخاصة الأكلات الشعبية الشهيرة، فاقترح محمد الزهراني اسم “طعمية بوك” أما إسراء فاقترحت أن يكون اسمه “كشري بوك”.

وكتب “أحمد المصري” يقول: “في الفيسبوك المصري الواحد يكتب البوست ويكرمش معاه عشرين جنيه (في إشارة إلى دفع رشوة لرجال الشرطة حتى يتغاضون عن أمر غير قانوني).

أما رأفت الهجان فربط بين الموقع الجديد وبين النفاق لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قائلا: “هيسموه تحيا ماسر بوك، والشير هيبقى اسمه تطبيل، واللايك هيبقى اسمه تصفيق”.

فيما اقترح أحمد اسم “عسكربوك” وأن يكون شعاره “فيس يبني وفيس يحمل السلاح” في إشارة إلى شعار القوات المسلحة”.

“أضحوكة العالم”

وقوبلت فكرة غلق موقع فيسبوك في مصر واستبداله بموقع محلي تسيطر عليه الأجهزة الأمنية بانتقادات من جانب مؤيدين ومعارضين للنظام على السواء.

وفي هذا السياق، دعا الإعلامي عمرو أديب الحكومة إلى نفي هذا الأمر حتى لا نتحول إلى كوريا الشمالية ونصبح أضحوكة العالم!، مضيفا “هو كل حاجة متعجبناش نقفلها؟! معالجة الأمور لا يمكن أن تتم بهذه الطريقة يا سادة.

 

وتابع “أديب”، خلال تقديمه برنامجه على قناة “أون إي” مساء الأربعاء الماضي، لا يمكن أبدا أن نعيش في جزيرة معزولة ونقاطع العالم بحجة مواجهة الأكاذيب والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن جزء من العالم ولا يمكن أن نتوسع في هذه الإجراءات.

وأكد أن غلق فيسبوك لن يكون مجديا لأن الشباب لديهم طرق عديدة لتجاوز هذا الحجب، متسائلًا: “طب وهتعملوا إيه في “تويتر” و”إنستجرام” هتغلقوهم كمان، طب ما نفقل البلد كلها وخلاص؟!”.

من جانبه قال الصحفي محمود خليل إن كلام وزير الاتصالات يعني أن الحكومة تفكر في محاصرة المواطنين بفيسبوك مصري خالص، يستعيضون به عن موقع التواصل الدولي.

وأضاف خليل، في مقال بصحيفة “الوطن” الخميس: “كلام الوزير حول وجود دول تأخذ بهذا النهج صحيح، روسيا على سبيل المثال لديها “فيسبوك روسي” لكنها لا تحول دون المواطن الروسي وحقه في الوصول إلى الموقع الدولي”، مؤكدا أن الحكومة المصرية تقتدي بالصين التي تمنع مواطنيها من الوصول إلى “فيسبوك”.

 عربي 21
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى