العالم تريند

أربعاء أبيض في إيران.. نساء ينتفضن وحجاب يرفرف

أكثر من 35 امرأة يقبعن في السجون الإيرانية حاليا بسبب خلعهن للحجاب في احتجاجات رمزية نظمت في الفترة الأخيرة، بحسب ما أكدت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد لـ”العربية.نت”.

في العام 2014 وحده أنذرت 3.4 مليون امرأة أو غرمت بسبب عدم التزامها بمعايير اللباس التي يفرضها النظام الإيراني.

مسلسل القمع وفرض طريقة عيش معينة وفقا لما تراه “الدولة الدينية” في #إيران، دفع بعض النساء إلى “الانتفاضة” والمطالبة بحقوقهن، والصراخ عالياً “لا لفرض الحجاب الإلزامي”، فكان #الأربعاء_الأبيض الذي أتى امتدادا لحركة My stealthy movement، قبل 4 أعوام، بحسب ما أكدت مسيح البالغة من العمر 41 والتي تعيش حالياً في نيويورك بعد خروجها من طهران عام 2009، وتأسيسها بعد سنوات من لندن لبدايات هذا الحراك.

صورة حجاب أبيض على فيسبوك

القصة بدأت يوم قررت مسيح بشكل رمزي قبل 4 أعوام حين كانت لا تزال في لندن، أن تضع صورة لها على فيسبوك ملوحة بحجاب أبيض اعتراضا على سياسة الأمر الواقع وتكميم الأفواه والآراء لاسيما في هذا الموضوع في ايران.

ومنذ تلك اللحظة، بدأت أصوات اعتراضية تخرج كل أربعاء، وراح بعض النسوة يرفعن حجابا أبيض في خطوة احتجاجية رمزية على مسألة الفرض بالقوة والترهيب.

لتنطلق قبل سنة تقريباً حركة “الأربعاء الأبيض” من قلب إيران إلى العالم عبر مواقع التواصل، حيث راحت النساء يشاركن صورا وفيديوهات لهن يخلعن الحجاب المفروض عليهن، حتى إن الكثير من المحجبات وعن قناعة لوّحن بوشاح أبيض اعتراضا على فرض الحجاب على غيرهن من النساء اللواتي يردن أن يكون لهن الخيار والحرية فيما يردن ارتداءه.

فيدا موفاهدي ولحظة الذروة

أما الذروة فكانت يوم نزلت فيدا موفاهدي إلى قلب شارع الثورة في طهران، ملوحة بوشاح أبيض، متحدية الجميع.

وكرت السبحة، وانتشرت الصور والفيديوهات على مواقع التواصل لنساء يتحدين الشرطة، ويعترضن على القمع المفروض على الإيرانيات، يقاومن بطريقتهن السلمية رافعات وشاحا أبيض، ملوحات بحرية حرمن منها طويلا.

ورددت النساء “لا لعدم المساواة بين الجنسين.. لا للقوانين التمييزية”.

وعلى الرغم من كل المخاطر لم يتراجعن، حتى الأحكام القاسية لم تثنهن.

خوف السلطة

فيوم الأربعاء الماضي، أعلن جعفري دولتابادي، مدعي طهران، أن محكمة قضت بسجن فتاة عامين لأنها خلعت حجابها في العاصمة احتجاجا على الحجاب الإلزامي. وذكر دولتابادي أن المحكمة أدانت الفتاة التي لم يعلن اسمها “بنشر الفساد بخلع حجابها جهارا”.

في حين اتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الخميس الماضي أعداء إيران بتمويل الاحتجاجات المناهضة للحجاب. وقال “نتيجة لهذا، خدعت بعض الفتيات وخلعن حجابهن هنا وهناك، لكن هذه قضية صغيرة، وما أجده مبعث قلق هو أن بعض النخبة يشككون الآن في فرض الحجاب”.

ولعل في هذا الكلام ما يشي بخوف السلطة، وعزمها المضي في قمعها، بما أنها قررت صم آذانها عن مطالب تعتبرها تلك النساء محقة.

من جهتها، أكدت مسيح علي نجاد في تصريحات لـ”العربية.نت” أن لا شيء سيرهبهن، معتبرة أن أولئك النساء الجريئات لن يتراجعن رغم المخاطر الكبيرة التي يتعرضن لها، معتبرة أن لا خيار أمام السلطة في إيران سوى الاستماع لتلك المطالب، لاسيما أنها بدأت تتوسع لتطال شريحة أكبر في المجتمع.

“لا يمكن قمع مجتمع برمته”

وأضافت لا يمكن للنظام أن يستمر في قمع مجتمع بأكمله، مجتمع أضحى أكثر وعيا وإدراكا لحقوق المرأة.

وعند سؤالها إن كانت تعتقد أن غالبية النساء في إيران جاهزات لتقبل مثل هذا النوع من المطالب المدنية، أكدت أن بعض الإحصاءات المستقلة عام 2014 أشارت إلى أن حوالي نصف السكان في إيران يعارضون مسألة الحجاب الإلزامي، مضيفة أنها تعتقد أن النسبة أعلى حالياً.

كما أشارت إلى أن الحركات الاحتجاجية الرمزية ساهمت في تغيير الرأي العام أكثر عبر خلقها مساحات للنقاش.

أما بالنسبة إلى إمكانية تقبل المجتمع الإيراني لدعوات التغيير لاسيما إذا كانت آتية من الخارج، أو ربما مدعومة من أناس في الخارج، ما قد يثير الريبة ربما لدى الإيرانيين، فشددت مسيح على أن الحراك ليس خارجيا، ومن ينزل إلى الشارع ملوحا بوشاحه، وصارخا “نعم للحرية”، هُن نساء إيران، وما يحصل أنها تقدم لهن فقط مساحة لنشر صرخاتهن وصورهن.

إلى ذلك، ختمت مؤكدة أن في إيران ملايين النساء اللواتي يرفضن إلزامهن بما عليهن ارتداؤه، ويجب الاستماع لهن.

لعلها مسيرة الألف ميل التي لا يمكنها أن تبدأ إلا بخطوة من مكان ما، وقد انطلقت في إيران كل أربعاء!

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى