قطر

الوفد الكندي انبهر بالسياسة القطرية في التعامل مع الحصار

أكد ياسر ذويب نائب رئيس الجمعية القطرية الكندية، أن الوفد الكندي الذي زار الدوحة الأسبوع الماضي، وضم شخصيات كندية مؤثرة، قد انبهر بالسياسة القطرية في التعامل مع الحصار، لافتاً إلى أن السياسة القطرية تحظى بتقدير الدولة الكندية حكومة وشعباً.

وأشار في حواره مع «» إلى أن القيم الكندية تعتبر الحصار عصفاً بالمبادئ الإنسانية والقيم الدولية، مؤكدًا أن دعم قطر للتنمية والاستقرار في المنطقة أحد أهم أسباب الحصار.

وشدد على أن الإمارات تقوم بدور معادٍ لقضايا الأمة ونظامها يسعى لتدمير المنطقة، مشيراً إلى أن السعودية تراجعت عن دورها الداعم لقضايا الأمة الإسلامية وإلى نص الحوار..
* زرتم قطر الأسبوع الماضي ضمن وفد كندي يضم شخصيات سياسية ودبلوماسية وعسكرية ورجال أعمال.. كيف وجدتم الوضع في ظل الحصار المفروض منذ 10 أشهر؟
بالفعل، لقد زرنا الدوحة من أجل الاطلاع على تأثير الحصار على مجريات الحياة في قطر، ولوضع صورة كاملة وحقيقية أمام صناع القرار الكندي من رئاسة الوزراء والبرلمان الفيدرالي وبرلمان المقاطعات، وذلك من خلال زيارتنا لبعض المؤسسات القطرية، وفي المقدمة وزارة الدفاع القطرية ومقابلة سعادة الفريق ركن طيار غانم بن شاهين الغانم، رئيس هيئة الأركان، وكذلك سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وقناة الجزيرة، وبعض الوزارات الأخرى.
* تأثير الحصار
* هل كانت لكم جولة في الشارع القطري؟

نعم، قمنا بجولة في الشارع القطري، وتفاعلنا مع المواطنين لتقدير الموقف عن كثب، والوقوف على التطورات بشكل دقيق، ومعرفة مدى تأثير الحصار، الذي نعتبره من جهتنا مخالفاً للمواثيق الدولية، ومناقضاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ حقوق الإنسان، وللأعراف القبلية، والشريعة الإسلامية، خاصة أنه فرض في شهر رمضان المبارك.
وفي الحقيقة، فقد انبهر الوفد الكندي بالأوضاع في قطر، سواء على مستوى التطور المدني والعمراني والتقدم في جميع المجالات، والتعامل مع المغتربين والمقيمين بمن في ذلك مواطنو دول الحصار بالتساوي مع المواطنين، أو على مستوى مواجهة الحصار والتصدي له، كما انبهر الوفد بنبل أخلاق وقيم الشعب القطري، الذي تسامى أمام تجاوزات وبذاءات دول الحصار، وفي المقابل كان التلاحم والالتفاف حول قيادته الرشيدة، التي لم تجبر شعبها على حب وطنه والدفاع عنه، وإنما سارع هو بنفسه للدفاع والذود عن وطنه وأرضه.


ياسر ذويب يتحدث للشرق

* ما دافعكم لهذه الزيارة؟
* لقد فكرنا منذ اليوم الأول من الحصار في زيارة قطر والتضامن مع شعبها، لكن حالت الظروف دون القيام بهذا الأمر، مما جعلنا ننظم مؤتمراً في البرلمان الكندي نعلن فيه عن تضامننا ورفضنا للحصار، لكننا أيضا وجدنا أن هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات في الداخل الكندي غير كافية، فقررنا تشكيل وفد رفيع المستوى لزيارة قطر والاطلاع عن قرب على آثار الحصار، والاستماع إلى وجهة نظر المسؤولين القطريين والمواطنين، يقيناً منا أن قطر تخضع لظلم من قبل دول الحصار.
* التقدم القطري
* من خلال زيارتكم.. تٌرى ما أسباب الحصار المفروض بوجهة نظركم؟

بكل تأكيد، فإن السبب الرئيسي، هو دعم قطر للتنمية والاستقرار في المنطقة، ومساندة تطلعات الشعوب المضطهدة والمحتلة، لكن هناك أسبابا أخرى مثل غيرة دول الحصار من التقدم والنجاح القطري، وتحقيقها الطفرة الهائلة على المستوى الاقتصادي والسياسي، وكذلك على مستوى العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة، والتي من المؤكد أنها سببت لدول الحصار إحراجاً شديداً أمام شعوبها، خاصة أن سمو الأمير الشيخ تميم استطاع في وقت وجيز تطوير بلاده وحقق نمواً واضحاً في قطر، وهذا برأيي ما جعل الحزب الحاكم في كندا، وهو حزب ليبرالي، يعتز بالسياسة القطرية، ويعتبرها من أفضل السياسات في المنطقة.
* كيف تنظرون لاتهام قطر من دول الحصار بدعم الإرهاب؟
نحن ندرك أن قطر لم تدعم أبداً الإرهاب، ونحن نعرف جيداً من يدعم الإرهاب ومن يشعل الفتن لصالح دول وأطراف أخرى، والشعوب ليست مغفّلة حتى تصدق كل ما يقال لها من باطل.
فالمجتمع الكندي لا ينسى الدور القطري في إطلاق سراح المواطن الكندي كولين راذرفورد الذي كان محتجزاً في أفغانستان وإعادته إلى عائلته، ولا يجهل النشاط القطري المعروف في العمل الإنساني والإغاثي في كافة أنحاء العالم، والتصدي للإرهاب والمشاركة في مكافحته.
* دور الإمارات
* في المقابل كيف تنظرون لدور دول الحصار في المنطقة؟

لا شك أن دول الحصار تصر على السير عكس الاتجاه الصحيح للتاريخ، خاصة دولة الإمارات التي تقوم بدور معادٍ لقضايا الأمة، ويسعى نظامها لتدمير مستقبل الشعوب، وقد اتضح ذلك جليا في استهدافها للدور القطري المناصر للشعوب والمؤيد لموقف أمته الإسلامية والعربية.
* الدور السعودي
* ذكرتم دور الإمارات.. ماذا عن دور السعودية، خاصة في ظل صعود قيادة جديدة لسدة الحكم؟

للأسف الشديد فإن السعودية كانت حريصة على الحفاظ على هويتها الإسلامية، وكانت دائما تساند قضايا أمتها، لكن ما نراه اليوم يختلف تماماً عما كانت تقوم به سابقاً، بل يعاكس دورها الحقيقي ورمزيتها عند العالم الإسلامي، فما يحدث الآن من ملاحقة للعلماء داخل المملكة يؤكد أن قادتها يسيرون في الطريق الخطأ، وأن المستقبل القريب لبلاد الحرمين مظلم.
تراجع شعبية دول الحصار
* هل بالفعل هناك تراجع في شعبية دول الحصار لدى الشارع الكندي؟

نعم، فبرغم نفوذ دول الحصار هنا، إلا أن القيم الكندية ترفض أفعالهم، سواء على صعيد حصار قطر، وما فيه من انتهاك لحقوق الإنسان وعصف بالمبادئ الإنسانية والقيم الدولية، أو على صعيد دورها المخرب والمدمر للمنطقة، والذي يتمثل في دعم الثورات المضادة. وفي المقابل فإن السياسة القطرية تحظى بتقدير الدولة الكندية حكومة وشعباً، خاصة دورها في نصرة الشعوب، وحرصها على التعاطي بإيجابية مع المواثيق الدولية، وقيم المجتمع الدولي، والانفتاح على العالم المتقدم، وتمكين المرأة من المشاركة في صنع القرار.

الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى