قطر

سفير بلجيكا: زيارة صاحب السمو فرصة فريدة لدفع العلاقات بين قطر وبلجيكا

ثمن سعادة بارت دو جروف، سفير بلجيكا لدى الدولة، مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، مشيدا بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والتي تبدأ اليوم إلى بلجيكا. وقال سعادته إن تلك الزيارة تعد فرصة فريدة ومناسبة قوية لدفع العلاقات بين البلدين.

وأوضح السفير البلجيكي في حوار مع الشرق أن الزيارة ستشهد التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات بالعديد من المجالات، مشيرا إلى تطلع بلاده لتوقيع اتفاقيات بشأن النقل الجوي والإحصاءات والتعاون الأكاديمي، وكذا مذكرة تفاهم بين القطاعين العام والخاص في قطر وبلجيكا.

وأكد أن قطر وبلجيكا تلتزمان بتعزيز تعاونهما على كافة الأصعدة، منبها على أن حجم التجارة بين الدولتين بلغ 300 مليون يورو في العام الماضي.
وأضاف السفير بارت دو جروف أن قطر وبلجيكا شريكان في مكافحة الإرهاب، مشددا على وجود حاجة ماسة لتخفيف حدة التصعيد في الأزمة الخليجية، قائلا إن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلاف بين دول مجلس التعاون..

وإلى مزيد من التفاصيل:
في البداية كيف ترى الزيارة التي يقوم بها اليوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بلجيكا؟

إن الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو هي أحد أبرز الاتصالات المنتظمة بين البلدين.  ويشارك البلدان باستمرار مع بعضها البعض، ولكن أكثر من أي شيء آخر فإن زيارة رأس الدولة ترمز إلى الصداقة بين الأمم. ولذلك فإن زيارة صاحب السمو هي مناسبة فريدة وممتازة لتقييم ودفع هذه العلاقات المتميزة بين قطر وبلجيكا، والبناء عليها لجعلها أقوى.

وبطبيعة الحال، فإن بلجيكا هي أيضا مقر الاتحاد الأوروبي ومقر الناتو، ونحن نقدر أيضا الاتصالات التي سيقوم بها صاحب السمو مع كل من المؤسستين. وبطبيعة الحال تؤمن قطر وبلجيكا بقوة بالتعددية والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.

ما هي الاتفاقيات التي من المنتظر توقيعها خلال تلك الزيارة؟
إلى جانب مذكرات التفاهم حول التعاون الاقتصادي والتجاري، فإننا نتطلع إلى توقيع اتفاقيات حول النقل الجوي والإحصاءات والتعاون الأكاديمي. كما ستتيح الزيارة فرصة ممتازة للتوقيع على مذكرة التفاهم بين القطاعين العام والخاص القطريين ونظيريهما البلجيكيين.

سعادة وزير الخارجية ونظيره البلجيكي “أرشيفية”

 

مشاورات رفيعة المستوى
بشكل عام كيف تقيم العلاقات بين قطر وبلجيكا؟

على الصعيد السياسي، أنشأنا مشاورات ثنائية رفيعة المستوى بين الطرفين، مما يتيح لنا فرصة لتبادل الآراء بشأن طائفة واسعة من المواضيع. ويكمل ذلك زيارات واتفاقيات ثنائية، مثل معاهدة حماية الاستثمار. وكان آخر زيارة قام بها سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي اجتمع مع وزير الشؤون الخارجية ديدييه رايندرز في بروكسل في 21 سبتمبر الماضي. وتلتزم قطر وبلجيكا بتعزيز تعاونهما في العديد من المجالات،  فعلى سبيل المثال، سيعمل البلدان على وضع آلية ثنائية لضمان شفافية المعاملات المالية للمؤسسات.

وإلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية، فنحن سعداء وفخورون لرؤية العديد من التبادلات الأكاديمية والثقافية والرياضية بين البلدين. على سبيل المثال، كان نادي “أوبين” لكرة القدم البلجيكي مملوكا لمؤسسة “أسباير زون” التي تقوم قطر من خلالها ببناء لاعبين شباب لفريقها المستقبلي. ونحن نتطلع إلى مشاركة الرياضيين المتميزين لدينا في بطولة العالم للألعاب الرياضية في عام 2019، وبالطبع نأمل أن يتأهل فريقنا لكرة القدم لكأس العالم 2022 في قطر.

وزير الاقتصاد يبحث تعزيز التعاون مع بلجيكا “أرشيفية”

 

وماذا عن تفاصيل العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين؟
في عام 2017 بلغ حجم التجارة بين الدولتين 300 مليون يورو، وبلجيكا ثالث أكبر شريك لقطر في أوروبا. وتجري بلجيكا بانتظام بعثات تجارية إلى قطر، وأكبر بعثة حتى الآن هي الوفد الاقتصادي والتجاري في عام 2015، برئاسة شقيقة الملك، مما أعطى دفعة هائلة للعلاقات الثنائية. كما لدينا العديد من الصادرات الرئيسية وهي الآلات، ومواد النقل والمنتجات الكيميائية. ونحن ندرك تماما الفرص الجديدة التي تفتح في قطر بفضل سياسة الحكومة القطرية الرامية إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة والدفع بالاكتفاء الذاتي.

وتعد بلجيكا بلدا مثاليا للاستثمارات، بسبب اقتصادنا المفتوح وسهولة ممارسة الأعمال التجارية. والحقيقة إن الوضع الجغرافي لبلجيكا، جنبا إلى جنب مع المواصلات الممتازة عن طريق الجو والبحر والسكك الحديدية والطرق وخطوط الأنابيب، يجعلها مركزا مثاليا لتوزيع المنتجات والخدمات في جميع أنحاء أوروبا. وعلاوة على ذلك، نحن نقدم قوة عاملة ماهرة ومتعددة اللغات. ولذلك سيرافق صاحب السمو خلال الزيارة وفد مهم من رجال الأعمال القطريين وأصحاب المشاريع التجارية. وسيشاركون مع نظرائهم البلجيكيين في منتدى الأعمال الذي نتوقع أن يسفر عن المزيد من الفرص لتعزيز التعاون بين البلدين.

أول اتفاق غاز
كما تعلمون، الغاز الطبيعي هو مجال مهم، كيف يمكن للبلدين تعزيز التعاون في هذا المجال؟

كنا أول دولة أوروبية توقع اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي المسال مع قطر في عام 2006. قطر هي المورد الرئيسي في أحدث محطة للغاز الطبيعي المسال في زيبروج، الذي يعد بوابة لتوزيع الغاز إلى شمال غرب أوروبا.

وتستورد بلجيكا حاليا الغاز من قطر بموجب عقدين لمدة 20 عاما. ولا يزال لدى زيبروج إمكانية استيعاب المزيد من الغاز الطبيعي المسال، الذي يستخدم بشكل متزايد في قطاع النقل. وسوف يكون الغاز الطبيعي المسال عنصرا هاما في مزيج الطاقة في المستقبل، نظرا للجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك بلجيكا لخفض انبعاثات الكربون. وقد يستمر الطلب على الغاز القطري في الازدياد، حيث إن بلجيكا لا توزع محليا فحسب، بل توزع أيضا إلى البلدان المجاورة بفضل شبكة أنابيب الغاز الواسعة جدا.

ماذا عن التعاون في المجالات الأمنية؟
قطر وبلجيكا شريكان في مكافحة الإرهاب تشارك بلجيكا في جهود التحالف العالمي ضد داعش في سوريا والعراق. والتنسيق يتم من قاعدة العديد في قطر.

الحوار لحل الأزمة
كيف ترى الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر؟

هناك حاجة إلى تخفيف حدة التصعيد والحوار لحل أزمة الخليج حتى نتمكن من مواجهة التحديات العالمية المتمثلة في التطرف والإرهاب، والعمل معا على مستقبل مستدام. وتتقاسم كل من قطر وبلجيكا الاعتقاد بأن نظم التعاون الإقليمي توفر أفضل الفرص للتصدي لهذه التحديات، ولذلك ينبغي استئنافها في أقرب وقت ممكن. والأزمة الحالية هي مصدر قلق للجميع. وتؤمن بلجيكا بقوة بالحوار والوساطة لحل أي مسائل لم تحل. وقد أتاح الحصار الحالي لانتهاكات حقوق الإنسان فيما يخص الأسر المنفصلة بسبب الإغلاق المفاجئ للعلاقات. ونشدد على ضرورة الحوار ونقدر جهود الوساطة التي يبذلها أمير الكويت في هذا الصدد. كما يحث الاتحاد الأوروبي على تخفيف حدة الأزمة من خلال الحوار والتفاوض. وهذا أمر أكثر أهمية لأن وحدة الخليج حيوية لاستقرار المنطقة. إن عدم الاستقرار الحالي ليس في مصلحة أحد.

ونتيجة للحصار، فقد اتخذت قطر خطوات لتنويع اقتصادها لكي تكون أقل اعتمادا على الواردات، ونتيجة لذلك حدث تحول في أنماط التجارة والاستثمار. وقد لوحظ نمو صناعة قطرية محلية، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل الأمن الغذائي والدواء ولدى بلجيكا مجموعة واسعة من الشركات والخبرات الفنية التي يمكن أن تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لقطر في مجال الهندسة الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المستدامة، والصيدلة والعلوم الحية بشكل عام.

بماذا تقيم دور قطر في الوساطة وتحقيق السلام في جميع أنحاء العالم؟
قطر وبلجيكا بلدان صغيران لكنهما متعددا الأطراف والعلاقات. ونحن بحاجة إلى عالم مستقر ومتصل. ويمكن لبلدين مثل قطر وبلجيكا أن يلعبا دورا نشطا كوسيطين محايدين، لأننا نعلم أننا بحاجة إلى سيادة القانون والتعاون الدولي من أجل التفاعل السلمي مع الجميع.

الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى