منوعات

“خزانة الجاحظ”: رحيل آخر الورثة

تُغلق “خزانة الجاحظ” أبوابها في عمّان بعد رحيل صاحبها هشام المعايطة أمس السبت نتيجة تعرّضه لحادث سير، والذي ورث مكتبته عن عائلة ظلّت تتنقّل بين الأردنوفلسطين منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى استقّر بها المقام في عمّان قبل أكثر من ستّة عقود.

بدأ اهتمام الأسرة بمهنة الوراقة لارتباط أفرادها بالتصوّف حيث أسّسوا “صاع خليل الرحمن” في مدينتهم الكرك (140 كلم جنوب العاصمة الأردنية) عام 1893، وارتحلوا بمخطوطاتهم التي كانوا ينسخونها بين الخليل ومعان قبل أن تحطّ رحالهم في القدس عام 1922 وتحمل مكتبتهم اسم المدينة.

بحلول الخمسينيات، أعاد ممدوح المعايطة (والد هشام والملقّب بالجاحظ لامتلاكه آلاف المخطوطات) فتْح خزانته في عمّان، وظلّ يعتمد ذات الطريقة في إعارة محتوياتها لقاء مبلغ بسيط، والمساهمة في إطلاع الباحثين على مؤلفاته القديمة التي جمعها على مراحل؛ بعضها تعود إلى العصر العثماني وأخرى اشتراها أيام الاستعمار البريطاني، إضافة إلى ما حصل عليه من طبعات بغدادية ودمشقية وقاهرية ومقدسية من كتب التراث.

ختم المكتبة

 

غيّرت المكتبة مكانها عدّة مرات في عمّان بحسب التطورات العمرانية في وسط العاصمة، بين درج الشابسوغ وقرب سبيل الحوريات وصولاً إلى ساحة تقابل مبنى البريد المركزي في آخر محطّاتها قبل رحيل هشام المعايطة، لكن جزءاً من مقتنياتها تعرّض للتلف جراء حريقين اندلعا في المكان؛ الأول في الثمانينيات والثاني قبل أسابيع وطاول عشرات الكتب.

تحتفظ الخزانة التي رحل آخر ورثتها، بنسخة من “رسالة الغفران” لأبي العلاء المعري طبعت في القاهرة أيام الملك فؤاد، وأعداد من مجلة “المقتطف” المصرية التي صدرت عام 1876، ومجلة “النفائس العصرية” المقدسية (1908-1924)، ومجلة “منيرفا” البيروتية (1916 – 1932) و”أطلس العالم” الصادر في لندن عام 1948، ومعجم عثماني مكوّن من أربعة أجزاء عمره 350 عاماً، وكتاب “إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس” للمؤرخ محمد بن دياب الأتليدي، ورسائل ومخطوطات في الطب لابن سينا والرازي.

العربي الجديد

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى