منوعات

الفائز بلقب «توب شيف العالم العربى»:بدايتى كانت على «عربة كبدة» ولا أخجل

اجتمعا على حب الطهى وتعرفا إلى بعضهما البعض من خلال دراستهما فى أكاديمية الطهى ونشأت بينهما روابط صداقة قوية، قررا الانضمام والاشتراك فى «توب شيف” فاستطاع “مصطفى سيف” ذو الثلاثين عاماً أن يبهرنا بجدعنته فهو ابن البلد صاحب صاحبه الذى يسدى لك النصائح فى الوقت الذى تفقد فيه بوصلتك وكافأه الله بالفوز بلقب توب شيف العالم العربى فى الموسم الثانى وجائزة مالية قدرها 375 ألف ريـال سعودي، وتغطية كاملة فى مجلة HospitalityNews، فضلاً عن مشاركة محلية وإقليمية فى أحد أبرز المعارض للضيافةHoreca2018، إضافة إلى رحلة وإقامة فى بريطانيا، ناهيك عن جائزة “العلم والمعرفة” عبر دبلوم سلامة الأغذية فى الهيئة الملكية للصحة البيئية فى لندن تقدمة شركة Boecker، ونجحت سلمى ذات الخمسة والعشرين عاما فى أن تأسرنا بابتسامتها فى جميع حلقات توب شيف فابتسامة سلمى هى التى كان يحكمها الحكام وليس طبقها وبالتالى الوصول لتصفيات الحلقة ما قبل الأخيرة، اتفق الاثنان على هدف واحد هو إثبات قوة المطبخ المصرى ومنافسته للبلدان الأخرى وأن مصر تضم أقوى الشيفات المدربة على مستوى العالم.

أثناء جلوسك معهما تشعر بمدى مصداقيتهما وتواضعهما فلا يمكن أن تشك ولو للحظة واحدة أنهما تنافسا من أجل جائزة ولقب واحد فى البداية سألتهما:

-هل تعرفان بعضكما من قبل توب شيف؟

– سلمى “ضاحكة”:نعم من خلال دراستنا فى أكاديمية الطهى فمصطفى كان الدفعة الثانية وأنا الدفعة الرابعة بالأكاديمية.

-كيف شاركتما فى “توب شيف”؟

سلمى: أنا أعشق المطبخ فهو يستهوينى حتى عند قراءتى أقرأ فى الكتب الخاصة بالمطبخ والوصفات المتنوعة ولم أكمل الماجستير فى كلية الحقوق لكى أدرس فى أكاديمية فنون الطهى وبالفعل قدمت فى الموسم الأول من توب شيف ولكن لم أوفق بسبب قلة خبرتى فقررت عدم خوض التجربة فى الموسم الثانى حتى أُنمى قدراتى وأُقدم بالموسم الثالث لأكون على قدر كاف من الخبرة  ولكننى ضعفت فعندما أعلنوا فى نهاية الموسم الأول عن فتح باب القبول فى الموسم الثانى سارعت بملء الاستمارة، خصوصاً بعد دعم زملائى لي.

– مصطفى:جاءنى اتصال هاتفى وعلمت من خلاله أنه قد تم ترشيحى للتقديم والمشاركة فى الموسم الثانى من البرنامج من قبل “شيف” لا أعرف اسمه حتى الآن ووافقت وأخذتها من جانب روح المغامرة فلم لا وبالفعل فعلت كل ما طُلب منى سواء أطباق من صنع يدك وفيديوهات لوصفات متفردة فيها.

-لماذا قررتما خوض تجربة توب شيف؟

– مصطفي: حاولت تغيير صورة المصريين التى تركها مشاركو الموسم الأول وتغير الانطباع من سلبى لإيجابى وطول فترة البرنامج كنت أعتبر سلمى ابنتى ودافعت عنها كثيراً مما سبب لى الكثير من المشاكل ولكنى لم ألق لها بالاً ولم أعتبرها منافسا لى نهائيا ليس تقليلاً من قدرها ولكن لأن فوزها يعنى فوزى فى النهاية.

– سلمى “مكملة”: والدليل أننى وصلت للحلقة قبل الأخيرة بفضل دعمه لى فقد كنت أستشيره حتى ولو كان فى فريق منافس لي.

 -أصعب حلقة فى توب شيف؟

سلمى: الحلقة الثامنة كانت عبارة عن تحد بين فريقين لفتح مطعمين والفريق الآخر كان يسخر ويقلل من قدراتنا فكان بها نوع من الضغط النفسى والعصبى والجسمانى ولكن الحمد لله كسبنا فى الآخر.

-مصطفى:تحدى “السلطة” لأنهم طلبوا صنعها فى ساعة ونصف إلى جانب أننى كنت فى حالة مزاجية صعبة بالإضافة لخلع ضرسى وأخذت بنج فمصطلح السلطة سهل ولكن التوقيت هو أكثر شيء مرعب فقد كنت قلقا من عدم كفاية الوقت معي.

أكثر اللحظات المحزنة التى مررتما بها؟

– مصطفى: خروج منير لأننا لم نتوقع خروجه بهذا الشكل فكل المشاركين فى توب شيف تأثروا بخروجه وأسأل الله أن يبارك فى صحته وعمره.

-موقف لن تنسياه فى “توب شيف”؟

– سلمى: كان مطلوبا منى أن أصنع “محشي” ورق العنب بالكينوا وفوجئت بأننى اشتريت ورق توت مخللا بدلا من ورق العنب، وذلك كان بسبب عدم وجود تواصل بين قائد الفريق وباقى المجموعة خصوصاً أنه كان لا يثق فى الفريق وهذا ما جعل فريقنا يضيع على عكس مصطفى فعندما كان “الليدر” أثبت أنه قائد فريق متميز لأنه يزرع الثقة بينه وبين فريقه وهذا من أهم عوامل نجاح الفريق.

– مصطفى: نصحت سلمى وصعدت للمطعم المعلق وبعد أن نزلت سألتها هل فعلتِ ما اتفقنا عليه وأجابت لا قلقت عليها أكثر من نفسى وخرجت فى هذه الحلقة وتأثرت لأننى كنت أتمنى أن ننتقل سوياً إلى «الفاينال».

-كلمينى عن شعورك كبنت منافسة بين 5 رجال؟

– كنا ثلاث مشاركات بنات فى البرنامج خرجت عايدة فى البداية وتبقت «شهرزاد» معى وهونت على الأمر ولكن بعد خروجها كنت «مخضوضة» لأننى شعرت بأننى أصبحت البنت الوحيدة وبالفعل حاول الأولاد باستثناء مصطفى أن يخرجونى من التحدى ولكننى صمدت لأن والدى ووالدتى وخطيبى وضعوا ثقتهم فى ودعمونى فكان صعبا أن أخذلهم.

-ما الذى اكتسبتماه من توب شيف؟

– مصطفى: اكتسبت خبرة من 14 شيفا من الوطن العربى على مستوى العالم كل شيف له تجربته وتكنيكاته وأسلوبه الخاص فى الطهى فقد كنت لا أعلم شيئا عن الأكل التقليدى لديهم وبدأت أكتسب خبرات منهم تكفينى لخمس سنوات قادمة، فمن خلال توب شيف تشعر وكأن العالم العربى كله أتى إليك فى مكان واحد .

– سلمى: “توب شيف” ساعدنى أن أكتشفت خبرتى فى مجال تطوير الوصفات، ومن خلاله اكتسبت سرعة البديهة والتفكير السريع فى الوصفات من قبل معرفة ما هى طبيعة التحدي، ووفر لى مسألة الاحتكاك الذى ولد نوعا من المعرفة والخبرة.

حدثنى عن “عربة الكبدة”؟

– كانت ملكا لجدى ثم لخالى رحمهما الله ورثتها عنهما وهى تعتبر سر نجاحى فعليها تعلمت كيف أمسك السكين ومن خلالها اكتشفت موهبتى وشغفى فى المطبخ فهى موجودة منذ 30 سنة ومازالت حتى الآن ولكن تم تأجيرها حالياً، وكنت أقف عليها حتى وقت قريب ولى الشرف فأنا لم «أخجل» من أصلى وذكرت هذا فى البرنامج فالأساس القوى هو سر النجاح .

ما المكونات التى تعاملتما معها لأول مرة بالبرنامج

-سلمي:اليوزو «الليمون الصيني» ولجأت إلى تذوقه لمعرفة ما هو المكون الذى أستخدمه وفُرض علَى أن أطبخ «بابا غنوج» فى إحدى الحلقات وشعرت حينها بالخوف وبالتالى حاولت أن أطور وأضيف له فتوب شيف لا ينتظر منى «بابا غنوج».

مصطفي:لا يوجد، وهذا ناتج من أننى عملت فى أكثر من مطبخ وفر لى جميع المكونات حتى وإن كانت غير متاحة فى مصر وهذا أعتبره نقطة قوة فى صالحي.

-ما المشاكل التى واجهتكما؟

مصطفي: منذ بداية دخولنا لم يقتنع أحد بنا كطهاة مصريين نستطيع خوض منافسة مع طهاة البلدان الأخرى خصوصاً بعد الأثر السلبى الذى تركه الشيفات المصريون فى الموسم الأول.

-شعورك بعد الفوز بـ”توب شيف”؟

مصطفى: طريقى للفوز لم يكن ممهدا فعندما فزت فى أول حلقة شعرت بأننى وضعت رجلى على أول الطريق وبعدها تعثرت بسبب أننى كنت مقيدا فجأة وجدت نفسى ممنوعا من أشياء كثيرة فتوب شيف لم يتوافق مع طباعى بل شعرت وكأننى فى معسكر، فأنا إنسان أعمل منذ أن كان عمري10 سنوات فمزاجى كان متقلبا لدرجة أننى رفضت أن أكلم أهلى وكان مسموحا لنا بمكالمتهم أسبوعياً، وأكثر واحد شعر بى هو مهدى حينها قال لى «مصطفى أنت بتكسر رأسك، أنت أكثر واحد تقدر توصل للفاينال» فكرت فى كلامه وبدأت أستمتع بالموضوع أكثر منه منافسة أنا أفعل ما أحب وأريد إثبات ما جئت إليه، وهذا ما وجدته أثناء مشاهدة الحلقات وجدت مصطفى بدأ يطور من نفسه وبدأ يستغل مواهبه فى أطباقه فأنا أجيد الرسم وكنت أرسم الطبق قبل تنفيذه وهذا ما ساعدنى فى خلق تكنيك خاص بي.

-هل اللغة عائق فى تبادل الخبرات مع شيفات الغرب؟

مصطفى: توب شيف ساعدنى على تبادل الخبرات مع الشيفات الفرنسيين فعلى الرغم من عدم إجادتى للغة إلا أن لغة المطبخ كانت لغة التفاهم بيننا فعندما يحدثك شيف عن تكنيك طبق يسهل فهمه، وأسعدنى جداً أن الأوروبيين كانوا معجبين بطعم الأكلات المصرية وتضيف سلمى «كان معلم معاهم جداً»، فأغلب أكلاتى التى قدمتها فى البرنامج مرتبطة بذكرياتى القديمة فبالتالى شخصيتى كانت تظهر فى الطبق فأنا أستحضر من الماضى وأطهو، فعندما استخدمت المكونات الموجودة فى أكل الجيش وطبختها جميع الحكام أشادوا بالطبق على الرغم من أن الجميع يعيبون على أكل الجيش.

-ما الذى ستفعله بالجائزة المالية؟

ساعدتنى أن أضع فى اعتبارى أن أسافر حول العالم خصوصاً بعد أن أخذت تأشيرة إنجلترا لتبادل الثقافات وتطوير نفسى فأنا أحلم بأن أفتتح مطعما يتميز بالثقافة والخبرة.

 نصف الدنيا
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى