قطر

قطر قامت بعمل رائع في احتواء عاصفة الحصار

أشاد سعادة ريان كليها، القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى الدوحة، بطريقة تعامل قطر مع الحصار وتداعياته. وقال كليها في مؤتمر صحفي عقده أمس بالدوحة إن قطر قامت بعمل رائع للغاية في احتواء عاصفة الحصار، مشيرا إلى أنها أثارت إعجاب الحكومة الأمريكية، خاصة بما اتخذته من خطوات لمواجهة تحديات هذا الصدع في مجلس التعاون الخليجي.

وتابع بقوله:”نحن نثمن الطريقة التي اتبعتها قطر لتفادي التصعيد لهذا الخلاف، وبحثها عن طرق لمعالجة القضايا الأساسية على الأرض، عبر توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب”.

وأشار كليها إلى ان الولايات المتحدة ملتزمة مع دولة قطر بالعمل من خلال الوساطة الكويتية للوصول إلى حل سريع، منوها بالاتصال الهاتفي بين قيادتي البلدين، والتأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بإيجاد حل للأزمة الخليجية بأسرع وقت ممكن.

وفيما يتعلق بتوسعة القاعدة العسكرية الأمريكية إلى قاعدة بحرية في منطقة العديد، قال ريان كليها إن هذا عرض سخي من جانب دولة قطر، منوها إلى أن الولايات المتحدة موجودة في هذه القاعدة منذ 17 عاما، وهي أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في الخارج. وهي مركز قيادة العمليات الجوية ضد تنظيم داعش، حيث كان من المستحيل مكافحة هذا التنظيم، لولا هذه القاعدة العسكرية. وأضاف: “ما نفهمه وندرسه في عرض دولة قطر أنه لا بد من تحويل هذه القاعدة العسكرية إلى بناء مستدام. وهذا الأمر يتطلب وقتاً لدراسته، وما يمكن أن تكون عليه قاعدة العديد خلال سنوات. وبالطبع، فنحن نقدر هذا العرض، ونحتاج لدراسته بالتفصيل، لأنه عرض مختلف تماما عما لدينا مع العديد من حلفائنا الآخرين في أجزاء أخرى من العالم. مثل القاعدة العسكرية في الباسفيك، وأوروبا، حيث تقدم الحكومة المستضيفة الدعم لاستدامة هذه القاعدة”.

وقال كليها: “بالنسبة للأسطول الأمريكي، فلدينا علاقات متطورة مع القوات البحرية القطرية. وقد شهد العام الماضي نشر سفن أمريكية ضمن القوات البحرية المشتركة لقوات التحالف الدولي. ولديها مهمتان أساسيتان هما، حرية الملاحة ومكافحة القرصنة، وزيادة السفن الأمريكية إلى قطر، للقيام بأعمال الصيانة والإمدادات. وندرس باهتمام هذا العرض من جانب قطر. والمهم أنه يوفر فرصا أكبر للدخول والحصول على الصيانة، وأن تكون أكثر فاعلية. وأؤكد أننا سنشهد المزيد من زيارات السفن الأمريكية إلى قطر”.

قمة مرتقبة
وفيما يتعلق بالتقارير التي تتحدث عن قمة مرتقبة في كامب ديفيد تجمع أطراف الأزمة الخليجية، أكد القائم بالأعمال الامريكي في الدوحة أن الرئيس ترامب مهتم جدا بالقضية، ويريد الوصول إلى حل سريع، وأتوقع أن يكون هناك نشاط من البيت الأبيض والمساهمة بشكل مباشر لإيجاد حل للأزمة في الشهور القليلة القادمة”.

وأكد أن الولايات المتحدة مهتمة بمواجهة أى تهديد خارجي ضد قطر وأرضها واستقرارها واى تهديد يخالف ميثاق الامم المتحدة. وشدد على أن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الذي اختتم أعماله بالعاصمة الأمريكية واشنطن شهد مشاركة رفيعة المستوى من قبل أمريكا بنحو 5 وزراء مما يبعث رسالة واضحة بالتزام الولايات المتحدة تجاه هذا الحوار الاستراتيجي، وما كان هذا التمثيل الرفيع والالتزام ليحدث دون الموافقة المباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكد كليها ان التدخل الأمريكي على مستوى الرئاسة مهم جداً في هذه الأزمة، مؤكداً أن بلاده تدعم وبشكل قوي الوساطة التي يقودها صاحب السمو أمير دولة الكويت، وما نعمل عليه هو بذل مزيد من الجهود لجلب الجميع للجلوس لطاولة الحوار على مستوى رفيع.

جهود حل الأزمة
ونبه القائم بالأعمال الأمريكي إلى أن بلاده تعمل بشكل يومي على حل هذه الأزمة، معلناً عن ضغوط كبيرة تمارسها الولايات المتحدة على أطراف الأزمة الخليجية للجلوس سوياً وحل الازمة. وأضاف “نحن نريد إنهاء الأزمة بأسرع وقت”. وأكد على أن أمريكا حليفة لكل من قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر ومن مصلحتنا جلوس الجميع.

وعبر القائم بالأعمال عن إعجاب الإدارة الامريكية بالمجهودات الكبيرة التي قامت بها قطر في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة بعد مذكرة التفاهم التي وقعت بين وزيري الخارجية في يوليو من العام الماضي. وتابع:”من مصلحة البلدين استمرار التعاون بينهم تعاون في مجال مكافحة الإرهاب، لمعرفة ما يمكن توقعه من كل طرف”.

وقال كليها إن قطر أحرزت تقدماً في هذا مكافحة تمويل الإرهاب بنجاح فيما يخص مذكرة التفاهم التي وقعت، وما زال هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود من قبل قطر وعلينا النظر للجوانب الإيجابية، وقطر مثل الولايات المتحدة تبذل جهوداً مستمرة في مكافحة الإرهاب. وشدد على رغبة أمريكا الملحة في إيجاد حل للازمة الخليجية، مشيراً الى أنه لا سبيل لحل الأزمة إلا عن طريق الحوار والجلوس لطاولة المفاوضات.

أهمية الحوار الاستراتيجي
واستعرض القائم بالأعمال أهم القضايا التي تناولها الحوار الاستراتيجي، بمناقشة كافة مجالات التعاون المشترك، من قبيل قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك، والأزمة الخليجية، والرغبة المشتركة للبلدين في العمل عن قرب لحل الأزمة، واتفقنا على ضرورة حل الخلاف بأسرع وقت ممكن، مجددا دعم بلاده للوساطة الكويتية، وأن يجتمع كافة الأطراف للحوار، لأجل تعزيز مجلس تعاون خليجي قوي وموحد.

وأوضح كليها أن الحوار الاستراتيجي تناول القضايا الإقليمية المهمة في سوريا وليبيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتبادلنا الآراء حول ضرورة حل هذه القضايا لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وبين أنه كان هناك جلسات جانبية حول مجالات تعاون متخصصة في علاقة البلدين، إلى جانب مباحثات عسكرية حول الشراكة الدائمة، والتحالف الوثيق بينهما، والحرب المشتركة ضد الإرهاب، والتطرف في المنطقة، خاصة الدور الذي تلعبه قطر باستضافتها للقيادة المركزية الأمريكية.

وأوضح بقوله:” قواتنا الجوية عنصر أساسي في الحرب الجوية ضد تنظيم داعش”، ولم يكن بإمكاننا تحقيق الكثير من الإنجازات لولا الدعم الذي قدمته لنا دولة قطر في القاعدة العسكرية”.

وأشار إلى أن “إحدى جلسات الحوار الاستراتيجي تناولت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وانتهزنا الفرصة لتجديد تقديرنا لما أنجزه البلدان بخصوص مذكرة التفاهم الثنائية حول مكافحة الإرهاب التي وقعناها في يوليو الماضي. واستعرضنا ما تمّ إنجازه خلال الفترة الماضية، ونتطلع لوضع الأولويات المشتركة لسنة 2018 في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف”.

 الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى