منوعات

أم مكلومة تروي القصة المرعبة لمقتل ابنها على يد والده

عندما أخذت سفيتلانا بوخارينا ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، لرؤية بابا نويل، لم تكن تتوقع أنه سيكون آخر عيد ميلاد يشهده الطفل في حياته.

وكان الصغير واسمه كيريل، مستمتعاً مع الحدث وهو يقفز في العشب ليعانق سانتا، مهرولاً باتجاهه بكلتي ذراعيه في مكان الاحتفال.

وتقول والدته بوخارينا (36 عاماً) إنه كان فرحاً جدا لرؤية حقيبة هدايا سانتا، التي تضمنت لعبة اليويو بألوان حمراء وخضراء وبيضاء.

وفي تلك الليلة كان والد الطفل قد وعده عبر الاسكايبي بتعليمه كيف يلعب اليويو خلال زيارته المقبلة في نهاية الأسبوع.

وبدلاً من أن يحصل ذلك، فقد انتهى الأمر بأن قتل والد الطفل ديمتري كاناريكوف، ابنه الصغير.

ما الذي حدث؟

قاد الأب المشوش البالغ من العمر 35 عاماً والمنفصل عن والدة الطفل، مشاكسات سابقة مع والدته فيما يتعلق برعاية الطفل.

وقررت المحكمة للأب أن يأخذ ابنه في نهاية الأسبوع.

الأم رفقة فلذة كبدها الراحل على صفحات نيويورك بوست

 

وفي اليوم الموعود أخذه إلى السطح في الطابق 52 من مبنى يسكن فيه صديقه ليس بعيداً عن سكن كيريل مع والدته، وهناك قتل طفله، بأن رمى به من هذا الارتفاع الشاهق، قبل أن يقفز من أعلى المبنى منتحراً.

4 سنوات من الصمت

بعد أربع سنوات من هذه المأساة التي وقعت في 22 ديسمبر 2013، تحدثت أم الطفل لأول مرة، لصحيفة نيويورك بوست، وحطت كيف أنها تكافح لأجل الاستمرار في العيش بعد ما حدث.

وتقول: “من الصعب الدخول في روح احتفالات الكريسماس، لكني أحاول أن أفعل ذلك لأجل طفلي”.

وكانت تتكلم وهي تحمل لعبة اليويو التي وصلت الطفل هدية يومها، والتي دأبت على الاحتفاظ بها، في محفظة تحملها معها دائما.

وتقول الأم الروسية المولد: “أعرف أنه لا يريدني أن أحزن، لهذا أحاول الاحتفال بأعياد الميلاد”.

وفي كل عام ومع حلول الأعياد نهاية السنة تقوم الأم بتزيين قبر طفلها في #نيويورك، بمقبرة نوفو – ديفيفو الروسية الأرثوذكسية في نانويت.

وهو ما فعلته هذه السنة أيضا بوضع أكليلين مزخرفين مع رجل الثلج فوق قاعدة المقبرة المصنوعة من أشجار الصنوبر.

الأم المكلومة

 

وتضامنا معها قام شخص آخر بإنشاء شجرة عيد ميلاد صغيرة في المكان، فيما ترك آخر وروداً بيضاء.

وتقول بوخارينا: “في كل مرة نأتي إلى هنا أرى أزهاراً جديدة ولعب أطفال وزينة وهذا يعني أن الناس لم تنسه”.

في ذكراه مع الأهل

وطوال الأعوام الثلاثة الماضية كانت تأخذ إجازة في ذكرى وفاة طفلها، وهذه هي المرة الأولى هذا العام التي عملت فيها في يوم ذكراه.

وتقول: “أردت أن أجعله يوماً عادياً”.

وهي تعمل كمديرة استراتيجية في شركة يو بي اس.

وفي وقت لاحق بعد نهاية يوم العمل، اجتمع معها الأهل والأصدقاء لتذكر الطفل وهم يتشاركون وجبات الطعام الروسية، وقصصهم عن كيريل.

وتقول إن “الجميع كانوا مبتهجين وكنت سعيدة جداً أنني أتجاوز الحزن لأجل ابني”.

اليوم الرهيب

في ذلك اليوم الرهيب، كانت الأم تنتظر صبيها الجميل عند مكان تواعدت فيه مع مطلقها لأخذ كيريل، الذي من المفترض أن يعود مع والده حوالي الساعة الواحدة ظهراً بعد أن قضى عطلة نهاية الأسبوع معه، حسب ما أمرت المحكمة التي خصصت هذه الزيارة الأسبوعية.

ومضت ثلاث ساعات ولم يأت أحد في المحطة التي كانت تنتظر عندها.

وتقول: “انتظرت ثم انتظرت ولم أعرف ما الذي حدث”.

وفي نهاية الانتظار عند الساعة الرابعة عصراً كانت الشرطة قد أخبرتها بالمأساة التي حصلت، عند الشارع الغربي 60.

وتتذكر ذلك اليوم بقولها: “شعرت كما لو أن كل دمي تدفق خارج جسدي”.

ومن ثم أخذت طريقها إلى الكنيسة الروسية، حيث سقطت على الأرض وهي تبكي بلا هوادة.

الأيام الأولى الصعبة

وتقول بورخاينا إن زوجها السابق المسيء، كان قد هدد في السابق بقتل ابنهما.. “وكان طريقته المريضة بأن يأخذ كيريل بعيداً عني ويفعل ذلك”.

وتضيف: “ما حدث كان صادماً للجميع.. وأنا قاومت وبعد أسبوعين استطعت أن أعود إلى عملي”.

وقالت: “في البدء كان العمل متراكماً على مكتبي ولست قادرة على فعل شيء”.

وعملت بورخاينا على أن تأخذ علاجاً روحياً بالذهاب إلى الكنسية، مع الاستماع إلى الموسيقى وممارسة التأمل، بالإضافة إلى أخذ المشورة النفسية.

وتقول: “كنت أعرف أنه ذهب ويريد مني أن لا أذرف الدموع وأن أهتم بنفسي”.

مشاركة القصة مع الناس

وقد قامت بوخارينا بإنشاء مجموعة على الفيسبوك باسم “آثار كيريل” تقوم بنشر الصور والقصص حول ابنها؛ بما يبث الدفء والمحبة لها وللناس.

وأصبحت تتحدث عنه بصوت مسموع أمام الأصدقاء والأهل، مع الاحتفاظ بصورته أمامها على المكتب.

اكتشاف المدينة للنسيان

وخلال السنوات الأربع الماضية، حاولت ما أمكن أن تستعيد حياتها بأن تمارس بأقصى ما يمكن الاستمتاع بتفاصيل المدينة من المسارح وأماكن الموسيقى والمطاعم، والحياة الليلية بما في ذلك نوادي الجاز التي تحبها جدا.

وتعيش بوخارينا اليوم وحدها في شقة بغرفة نوم واحدة على الجانب الغربي العلوي، وعلى بعد 30 مربعا سكنيا، من حيث قتل ابنها، وتقول إنها لا تزال وحيدة في العالم بلا زوج.

وتضيف: “إنه من الصعب العثور على شريك في هذا العالم”.

الأم مع ابنها القتيل

 

وتقول: “هدفي ليس أن أكون زوجة فحسب، ولكن أن أكون سعيدة مع شريك أو وحدي”.

وتؤكد: “نعم أحب الأطفال وأحب ابني.. وإذا حصل أن أنجبت مرة أخرى فسوف أكون سعيدة وإذا لم يحصل فليس من مشكلة”.

وتقول أخيرا: “لأن شيئاً مرعباً قد حصل فلا يعني ذلك الاستسلام للحزن، إذ لابد من مواصلة العيش وهذا ما فعلته”.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى