فنون

الصورة الأخيرة للفنان الراحل أبو بكر سالم

لا عناوين تصف البورتريه المؤطر بلوعة الفقد للفنان #أبو_بكر_سالم بلفقيه، تلك اللقطة التي لم تلح قط في أذهان محبي أحد صناع التراث الإنساني في العصر الحديث الأديب الباقي في الوجدان وليس الراحل أبو أصيل.

ليلة البارحة أجهش أحبابه بالبكاء وهم يلتفون حوله، ولا غرابة في المشهد التراجيدي الأخير فـ”بحر المحبة غزير” والشعور الفياض” يهد قلب الكبير”، كما وصفه ذات يوم.

هذه الصورة الأخيرة تنصب سرادق عزاء أبديا في حنايا نفوسهم، وسر حبهم فيه ليس غامضاً”، فهو من غنى للناس وترنم للطير والماء والشجر، وظل كما هو وفياً يدثر أصحابه بكلماته وأنغامه ويربت على أكتافهم المنهكة.

وكان الراحل يرسم تعابير جديدة لكيفية الحنين للأمكنة والأزمنة وسحنات البشر، وفي حنجرته تسري نغمة استشفائية يبني عليها المتعبون أحلامهم.

أبو بكر سالم في ليالي الشتاء الباردة الطويلة آثر ترك أحبابه يتحسسون كلماته وموسيقاه بأيديهم، يطرقون أبواب الأغاني بحثاً عنه ودفء ابتسامته وحزنه، يسمعونه بقلوبهم وأحاسيس لم يعهدوها من قبل و”إيش من حب أحرمهم رقادهم”!، وفي يوم وداعه ارتسمت في عيونهم آلام النازحين عنه بلا أمل.

كل “الفلاشات” التي كانت تومض في حضرته كفنان ملأ السمع والبصر لها الأعذار إن لم تومض كعادتها، وكل كلماتهم لا تقوى الوقوف لتأبينه أو حتى تقبيل قامته قبلة الوداع الأخيرة.

“وداعاً أبو بكر سالم” فقد عزفت الحزن على أوتار القلوب، ولا يزال صوتك حياً يسري بعنفوانه في مسامعنا.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى