المغرب العربي

الجزائر.. هكذا يقود “الحوت الأزرق” الأطفال إلى الانتحار

الفضول وحب اكتشاف تحديات اللعبة، إضافة إلى العزلة، هي الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى الإدمان على الألعاب الإلكترونية والامتثال لأوامرها وتنفيذها حتى وإن كان فيها إيذاء لأنفسهم قد يؤدي بهم إلى التهلكة والموت، على غرار لعبة “الحوت الأزرق” التي قادت عددا من الأطفال إلى الانتحار وإنهاء حياتهم.

وفي هذا السياق، أكد رفيق القدري، الأخصائي في علم النفس، أن الطفل في المرحلة العمرية بين 8 و15 سنة يتنامى لديه حب الاطلاع والرغبة في اكتشاف المجهول، وهو ما يفسّر إدمانه على بعض الألعاب الإلكترونية التي لا يتوقف عنها إلا بعد اكتشاف واستكمال مراحلها.

وأضاف القدري لـ”العربية.نت” أن لعبة “الحوت الأزرق” إحدى الألعاب الخطيرة التي استطاعت بتصميمها الجذّاب أن تجذب الأطفال عبر عدّة تحديات تسيطر على عقل الطفل وتجعله يتحدّى نفسه أو يدخل في تحدٍّ مع رفاقه من أجل التغلب على هذه التحديات الواحدة تلو الأخرى، وهو ما يفسر وقوع 5 حالات انتحار في مدينة سطيف الجزائرية وحدها، من بينها حالتان في نفس المؤسسة التعليمية.

كما أكد أن “هذه المرحلة العمرية حرجة جدا، حيث إن الطفل لا يميز بين الأشياء التي تضره والأخرى التي تفيده، وبالتالي لا يعي خطورة هذه الألعاب الإلكترونية على سلوكه، فيصبح فردا يميل إلى العنف والجريمة ويقبل على إيذاء نفسه وجسده بطريقة لا شعورية ودون تفكير في النتائج أو العواقب، كما أن رؤية الطفل بصفة دورية للقتل والدم وللأدوات الخطيرة كالسلاح والسكين تجعله لا يهابها ويقبل عليها دون خوف”.

وبيّن المتحدث نفسه أن الإدمان على الألعاب يجعل الطفل كذلك يميل إلى العزلة والانطواء على نفسه بدل التواصل مع العائلة، حيث إن معظم حالات الانتحار التي حدثت في الجزائر وقعت عندما كان الأطفال يجلسون بمفردهم في غرفهم، كما تعمل على صرف النظر على ممارسة النشاطات الأخرى، كالأنشطة الرياضية والبدنية التي تلعب دورا كبيرا في تفعيل وتنمية سلوك الأطفال.

وخلص إلى أن العائلة هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى لحماية أبنائها من مخاطر هذه الألعاب القاتلة، عبر التواصل معهم وتربيتهم على استعمال التكنولوجيا بطريقة سليمة.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى