السعودية

هذه حقيقة الآبار المحيطة بـ”زمزم” والحقبة الزمنية والترجيحات الثلاث

بين الباحث في معالم السيرة والتاريخ المكي الدكتور سمير أحمد برقة أن البئر الذي قام بتصويره أحد العاملين في مشروع تأهيل بئر زمزم وتناقلته مواقع التواصل ونفته الرئاسة العامة هو بئر قديم لمياه جوفية قد يرجع احتمالاً إلى أحد الآبار التاريخية الثلاث القريبة من بئر زمزم، موضحًا أنه وبعد الرجوع لكتب التاريخ الموثقة التي أكدت أن المؤرخين المكيين والمهتمين بمصادر المياه في مكة وما حولها هم على علم ودراية بأن صحن المطاف ومحيط المسجد الحرام ملئ بالآبار الجوفية وعددها 28 بئرًا وأن ما يهمنا هنا دراسة ثلاث آبار احتمالية هي أقرب ما تكون حول بئر زمزم.
وتشمل هذه الآبار أولاً بئر الداودية التي تبعد عن زمزم بنحو80 – 100 متر تقريباً، فهذه البئر جزء من المدرسة الداودية التي كانت في منطقة الحرم الشريف، وهي في الجهة الغربية من الحرم المكي قبل باب العمرة، ولا نعرف ما إذا أزيلت هذه البئر مع التوسعة السعودية الأولى للحرم أم لا أو تم ردمها والحفاظ عليها؟

بئر شوذب

وقال الاحتمال الثاني إنها تعود لبئر “شوذب”، ويقع في صحن المطاف عند باب بني شيبة، والبئر أقرب إلى الشرق أمام الكعبة وخلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام والمسافة بين البئر وبين الحجر الأسود نحو 18م.
وأضاف: إن بئر “شوذب” قام بحفرها مولى معاوية بن أبي سفيان بأمر منه في عهده عندما تولى الخلافة في 41هـ، وظل بئر شوذب كما يذكر المؤرخون سقيا لأهل مكة والحجيج حتى عهد الخليفة العباسي محمد المهدي في توسعته للمسجد الحرام، فدخل البئر في المسجد وهو حاليًا في داخل صحن المطاف .

بئر رم

أما البئر الثالث فهو بئر “رم”، ويقع في الجانب الشمالي الشرقي للمسجد الحرام، وهو الآن في داخل صحن المطاف، وتقول مصادر التاريخ إن من حفرها عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، وأدخلت في المسجد الحرام في توسعة الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور .
وطالب برقة الجهات المسؤولة عن مشروع تأهيل بئر زمزم في الدراسة والبحث حول هذه البئر لمعرفة ما إذا كانت هي هذه البئر المكتشفة والتي تم تناقلها في مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من هذه الآبار التاريخية أم لا؟! وكيف تم بناؤها وطيها وهل هناك تسرب عبر التصدعات والمفاصل الصخرية وكيف تجمعت المياه حولها طوال هذه المدة، وهل هناك امتداد لها ومن أي جهة، تساؤلات لابد لها من جواب؟!! ولابد من تمكين الباحثين من دراستها لمعرفة مصادرها لاسيما وأن مكة عبر تاريخها تعاني من شح المياه لأنها بوادٍ غير ذي زرع، كما قال القرآن على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام.

حقيقة اختلاطه

وأكد برقة أن هذه المياه لم تختلط بزمزم كما ذكر ذلك المؤرخون والمهتمون، فقد سبق وأن قام خبراء المياه بالتحليل الكيميائي لمياه الآبار ووجدوا اختلافاً بين بئر الدوادية وبئر زمزم بسبب الملوحة حتى عندما حدث سيل كبير في مكة 1388 وصل مستواه إلى باب الكعبة كانت المياه تتدفق من فوهة بئر زمزم “بئر زمزم تنظف نفسها”، كما يقول المكيون، واليوم وهذا التدفق للمياه لن تجده في المياه الأخرى قطعاً مما يدل قطعيًا أن المياه الجوفية بين الآبار غير مختلطة .

يجب دراستها

وأشار برقة أن المشاريع التطويرية وتوسعة المسجد الحرام تحظى باهتمام الدولة، ومن ذلك ما يشهده اليوم من مشاريع لصحن الطواف ومحيط بئر زمزم .
ونوه برقة ومع كل توسعة يظهر للسطح اكتشافات تاريخية جديدة لابد من دراستها والاهتمام سواء في صحن المطاف أو داخل أروقة ومحيط المسجد الحرام، وهنا لابد للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من تدخل واهتمام لاسيما وأن الاكتشافات التاريخية والأثرية تقع ضمن اختصاصها ومجالها وبالتعاون مع رئاسة الحرمين الشريفين واللجنة العلمية للتوسعة التابعة لجامعة أم القرى بجانب الشركة المنفذة .

1

2

3

4

سبق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى