السعودية

بالفيديو.. قصة حي بالرياض خلده شاعر قبل 1500 عام

“منفوحة” بلدة حضرية صغيرة، جنوب العاصمة الرياض، من أقدم بلدات الجزيرة العربية التي استوطنها بشر، وصاحبة تاريخ عريق ومكتوب، ولعل ذكرها الآن، يستدعي إلى أذهان الكثيرين، العشوائية والفوضى، ويثير تعليقات التندر والسخرية، والتنصل من الارتباط بها.

إلا أن منفوحة التي يطلق عليها حاليا اسم “حي منفوحة”، ويسكنها أصحاب جنسيات متعددة من العاملين في المملكة الذين يختارونها لرخص أسعارها وتكلفة المعيشة فيها، كانت فيما مضى صاحبة “عز”.

الأعشى والمعلقات وسوق عكاظ

فقد ورد ذكر بلدة “منفوحة” مراراً في مدونات الرحالة، وشهدت قبل نحو 1500 عام، ميلاد وحياة واحد من أكبر وأمهر شعراء العرب، وهو “ميمون بن قيس”، ومن ألقابه “الأعشى”، لضعف بصره، و”صناجة العرب”.

فقد كان “بن قيس” من رواد سوق عكاظ، وهو أحد شعراء المعلقات العشر، التي خلدها العرب، وعلقت بأذهانهم، لأهميتها، وعلقوها أو بعضها على الكعبة، احتفاءً بها.. وهو ما دفع الجهات الرسمية إلى تخليد “الأعشى”، بإطلاق اسمه (الأعشى)، على شارع ومدرسة هناك.

وادٍ ونخيل وماء وفير

وتعليقاً على الحال التي وصلتها تلك البلدة، أعرب الباحث بمجال التربة والنباتات، عبيد العوني، الذي رافق “العربية.نت”، إلى منفوحة، عن أسفه للتندر على البلدة، لعدم دراية المتندرين بتاريخها، بعدما هجرها سكانها الأصليون، وطمرت التنمية كثيرا من معالمها التي خلدها بعض الشعراء، منوها بأن التجول بين بيوتها المتلاصقة وفي حاراتها، يعطي شعورا بأن الأعشى، بقوله “مر السحابة لا ريث ولا عجل”، كأنه يصف تحرك محبوبته بين تلك البيوت.

وأكد “العوني”، أن القرية (منفوحة)، نشأت منذ آلاف السنين، على وادي حنيفة، وهو أحد أهم أودية نجد، ويكثر فيه النخيل، ويتميز بمائه الوفير، المغذي لما حوله من المنتجات الزراعية.

ولفت إلى وجود العديد من المعالم التي لم تطلها يد التغيير، فضلاً عن حقول النخيل، والمطلات، والأبراج الصخرية التي لا تزال قائمة.

منزل “الأعشى” تحول إلى بقالة

من جهته، قال الباحث المهتم بتاريخ منفوحة، محمد الحسين، ومن أهاليها القدامى، لـ”العربية.نت”، إن بيت “الأعشى”، ظل إلى وقت قريب، قبل أن تتحول زاوية قصره (مشرب الناقة)، إلى محل للبقالة، مضيفا أن كبار السن يروون عن آبائهم، وجود بعض الآثار، التي اندثرت مع التطور العمراني.

كما أشار الحسين إلى أن بعض “البيوت الطينية”، ما زالت تختبئ خلف البيوت الخرسانية المصاحبة للطفرة التنموية، إلا أن سكانها هجروها إلى أحياء جديدة.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى