الكويتفنون

قصة عشق عشرينية كويتية لفنان العرب

دلال الدليمي شابة كويتية عشرينية لا يمكن أن تصفها بـ”المعجبة بفنان العرب” فقط.. عند سماعها وهي تحكي تأثير الفنان محمد عبده على إيقاع حياتها، تيقن أنها “مجنونة بفنه” وحالة فريدة حتى باتت معروفة في أوساط #العبداويين(عاشقي فنان العرب) بـ”عذبة الصوت”.

سمعت #دلال_الدليمي صوت فنان العرب للمرة الأولى وهي في الخامسة من عمرها، حينما أدار والدها “الكاسيت” على أغنية “أسمر عبر”، فرددت بعض كلمات الأغنية بعفوية طفلة شدها إيقاع ولحن الأغنية.

ووالد دلال، هو الآخر، متذوق للفن ومن محبي الطرب الأصيل، وتحديداً “أم كلثوم”. هذا الأمر ساهم في أن تسمع دلال في طفولتها عددا كبيرا من أصوات #الفنانين_الكبار، لكن صوت “أبو نورة” ظل عالقاً في ذهنها، ولازمها في بقية مراحل حياتها.

ابتسامة سعادة بعد حفلة لفنان العرب في أبوظبي عام 2017

 

وفي إحدى المرات، وفي فترة زمنية لا تتجاوز الـ5 أيام، سافرت دلال من سان فرانسيسكو، حيث تدرس، إلى الدوحة لحضور حفلة لـ #محمد_عبده، ومن ثم انتقلت مباشرةً إلى الكويت لتجلس في الصفوف الأولى بحفلته في مهرجان “فبراير”، وعقب انتهاء الحفلة عادت إلى أميركا. وقد كررت دلال هذه التنقلات السريعة والبعيدة لدول مختلفة أكثر من 10 مرات لمشاهدة حفلات فنان العرب.

“العربية.نت” التقت دلال لتحكي لنا قصتها مع #فنان_العرب ولتكشف فصول ذلك الإعجاب الاستثنائي الذي تكنه له.

تذاكر تحتفظ بها من عام 2005 لحفلة كانت في مهرجان هلا فبراير

 

حب الفن والتراث.. من الجد للأب وحتى دلال

إذا كنت من جمهور الفنان محمد عبده على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً “تويتر” أو “سناب شات” فحتماً أنك تعرف اسمها المستعار جيداً، حيث باتت تسرّب أحياناً مواعيد حفلات محمد عبده قبل الإعلان عنها رسمياً وتنشر صوراً ومقاطع للفنان أو تستذكر مواقف معينة لها صلة به.

دلال الدليمي فتاة تصف نفسها بـ”الطموحة”، عاشت طفولتها بين فرنسا والكويت ودرست في مدارس فرنسية طوال مراحلها الدراسية، وهي وتتحدث بطلاقة 3 لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية). دلال الآن طالبة دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه) في أميركا بتخصص “ريادة الأعمال التكنولوجية”، إضافةً إلى كونها سيدة أعمال.

الحب وما يفعل

 

وشرحت دلال لـ”العربية.نت”: “أعشق الموسيقى والتراث الشعبي والفنون بشكل عام”. وعلى سؤال “ماذا يعني لك صوت فنان العرب”، صمتت دلال قليلاً ثم قالت: “السعادة، الأمان والملجأ باختصار، في حزني وفرحي يلازمني هو معي في كل المشاعر.. هو الحياة بالنسبة لي بحلوها ومرها”.

وأوضحت دلال أن حبها للفن والتراث ورثته عن جدها عبدالله الذي كان يدخل البحار للغوص بحثاً عن اللؤلؤ ويردد الأغاني البحرية، وكان عشقه للفنون والتراث الشعبي سبباً في إثراء معرفتها الفنية.

وفي مقطع فيديو يكشف الحب الوراثي للفن، نشرت دلال في مارس/آذار الماضي عبر حسابها في “سناب شات” مقطعاً لوالدها الذي يتعالج في المستشفى من مرض السرطان، وهو يطلب منها فتح جهاز “اللاب توب” وتشغيل أغنية “مشرق النور” لفنان العرب، كون صوت “أبو نورة” يبعث السرور في داخله ويريحه نفسياً و”يبري العلة”.

تطبيق لأغاني محمد عبده

وعند استفسارنا عن سر حصولها على بعض الأخبار الحصرية بتحركات الفنان محمد عبده، أجابت دلال: “لا تسأل محباً في يوم ما كيف يحصل على أخبار محبوبه وأين يسافر وما هو جديده.. بنيت علاقات جميلة عبر سنوات في المجال الإعلامي بحكم عملي السابق أيام الثانوية في جريدة “الوطن” الكويتية، وظلت هذه العلاقات مستمرة حتى اليوم”.

وكشفت دلال أنها حضرت لمحمد عبده “تقريباً 30 حفلة” فأصبح فنان العرب والمحيطون به من عازفين ومرافقين يعرفون حجم محبتها واهتمامها به.

لقطة من سناب شات “عذبة الصوت”

 

وفي هذا العام، حصلت دلال على دعوة لحضور حفلة محمد عبده في دار “الأوبرا” في مصر، فأخذت معها مجموعة من الأدوات التقنية كي تبث للجمهور مباشرةً الحفلة عبر “بيرسكوب”. والتقطت وسائل إعلام البث الذي تابعه أكثر من 130 ألف مشاهد، وذكرت بعض الصحف في تغطيتها أنها تابعت تلك الأمسية عبر حساب “عذبة الصوت” وهو لقب دلال.

وأوضحت دلال أن هدفها الأول من تواجدها بمواقع التواصل الاجتماعي هو تقديم شيئاً يليق بفنان العرب وجمهوره، عن طريق خدمة الجمهور وتقديم آخر أخبار الفنان. وكشفت أنها تعمل على إطلاق تطبيق يذيع جميع أغاني فنان العرب على مدار الساعة، بالإضافة لاحتوائه على مفاجآت عديدة. وقد تطلب هذا التطبيق من دلال الكثير من الجهد والوقت والمال.

سر الصورة.. وأجمل حفلة

وعن قصة صورتها التي جمعتها بفنان العرب وتضعها دلال في ملفها الشخصي بمواقع التواصل، أوضحت أن الصورة التقطت إبان تواجده لإقامة حفلة في أبوظبي هذا العام. وقد دار حديث بين الطرفين عن وضع والد دلال الصحي، حيث سجّل الفنان له مقطع فيديو يتمنى له فيه الشفاء. كما تحدثت دلال لفنان العرب عن إعجابها بأغاني ألبومه “رماد المصابيح”، وغنّت، بطلب منه، “يصعب عليا وداعك” فأثنى محمد عبده على صوتها وعلى حفظها للأغنيات المطروحة للتو.

وحول أجمل حفلات محمد عبده، من وجهة نظر دلال، قالت: “كل حفلة من حفلاته لها رونق خاص.. لكن حفلة لندن عام 1997 تظل الأميز لعدة أسباب، منها عودة نشاط محمد عبده المسرحي بعد توقف لسنوات، الإعداد والتجهيزات التقنية التي كانت على أعلى مستوى، اختيارات الأغاني بين قديمه وجديده، الفرقة الموسيقية الجبارة بقيادة المايسترو وليد فايد”.

واعتبرت دلال الدليمي أن تحديد أجمل أغنية لفنان العرب أمر صعب جداً، لكن الأقرب إلى نفسها هي “أنشودة المطر” و”خطأ” و”ربيع العمر” و”ترحب بغيري” و”يا سعود” و”عقد المحبة” و”إنت معاي” و”يا غايبة” و”ساري” و”يا شايل الظبي” و”سلم عليا بعينك” و”وهم” و”لا تحاول” و”انتوا اللي تغيرتوا”. وأكدت أنها لا تذكر أنه مر يوم واحد عليها دون أن تستمع إلى “أبو نورة”.

نصيحة وأمنية لفنان العرب

وعند سؤالها عن النصيحة التي توجهها لفنان العرب، قالت دلال: “شخصياً أتمنى ألا يرهق نفسه كثيراً، وأن يجدد بعض الأغاني المدفونة في تاريخه الفني”.

وعن امتعاض بعض الجمهور من جديده بالمقارنة مع إنتاجه القديم، اعتبرت أن “صوت محمد عبده نضج أكثر عن ذي قبل. منذ عرفنا محمد عبده وهو يفرض ذائقته الفنية على المتلقي، ولا يخضع لمقولة “الجمهور عاوز كده”، وهذا ما يميزه عن غيره”.

وتابعت: “الساحة الفنية لم تعد كالسابق.. من وجهة نظري، فنان العرب لم يتغير ولكن الوضع الراهن للوسط الفني هو الذي يفرض على الفنان أن يعيش المرحلة بكل تفاصيلها”.

وتمنت دلال، في ختام حديثها، بأن ينال محمد عبده التكريم الذي يليق به وبتاريخه.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى