السعودية

هذه قصة “شانزليزيه السعودية”

مثيرة وجذابة هي قصة وتاريخ شارع الملك خالد في الخبر بالسعودية.. شهد هذا الشارع فترات ازدهار كثيرة، وكان من أجمل وأشهر شوارع المدينة و #المنطقة_الشرقية بالعموم، حراكاً وحيوية وجذبا للمتسوقين والزوار من الجنسيات العربية والأجنبية المختلفة. وانطبع هذا الأمر على الحياة الاجتماعية في الخبر، وميزها بالاتساع لتعايش الثقافات المختلفة، وأشاع فيها التسامح ومخاصمة الغلو.

الدكتور عبدالله المدني

 

الباحث والأكاديمي البحريني عبدالله المدني المتخصص في العلاقات الدولية والشأن الآسيوي، والمولود بمدينة الخبر، تناول في مقال بحثي منشور له بجريدة “الأيام” البحرينية، مسيرة #شارع_الملك_خالد والتغيرات التي حلت به، منذ نشأته وحتى يومنا هذا.

ورصد المدني تأثير هذا الشارع على مدينة #الخبر وشكل الحياة بها، وهو يأسف ويرثي لحال “شارع الملك خالد” الآن، حيث لم يعد فيه حراك كما أيام مجده الذهبي من بداية الخمسينيات وحتى أوائل التسعينيات، فلم يعد مستحقا للاسم الذي عُرف به هو “شانزيليزيه الخبر والمنطقة الشرقية“، بعدما انصرف المتسوقون عنه إلى المولات التجارية الحديثة والمكيفة، وأهملته البلدية.

مخطط “نيويورك” وشوارعها المتوازية

ويرصد المدني، بداية ظهور الشارع منتصف الخمسينات، قائلا: “حينما انتهى السادة صدقة وسراج كعكي من بناء عماراتهم الحديثة على جانبيه، وخصصوا أدوارها الأرضية للمحال التجارية، ثم توالى بعدها ظهور مبان أحدث وأكثر علوا، من أملاك الشيخ سعود الدغيثر والشيخ عبدالرحمن سرور الصبان وغيرهما.. بالتوازي جرى بالتعاون بين بلدية “الخبر”، وشركة أرامكو، تخطيط وسفلتة شوارع المدينة وعصرنتها على غرار مُخَطَط مدينة نيويورك الأميركية، لتكون الشوارع متوازية في استقامة واحدة من الجنوب للشمال، مع تقاطعات مستقيمة ومتوازية الشرق في اتجاه الغرب”.

وكان طول شارع الملك خالد 2.5 كيلومتر تقريبا، بعرض 16 متراً، يبدأ جنوبا من شارع الظهران، الفاصل بين الخبر الجنوبية والخبر الشمالية، ويسير باستقامة واحدة إلى أن ينتهي شمالا عند شارع البيبسي كولا، ويتخلله 28 تقاطعا مستقيما، وعلى جانبيه تصطف مئات “المحلات التجارية لبيع كل ما يلزم، وبينها فراغات لتسهيل حركة المتسوقين والمشاة”. وظل الحال هكذا حتى مطلع السبعينيات، إذ سرعان ما ضاقت الفراغات، التي كانت تستخدم كمقاه شعبية لتوصيل برادات الشاي أو القهوة بالحليب والشيشة الحجازية للرواد، ومنها مقهى بورسعيد، والشجرة، وكوكب الشرق.

شارع الملك خالد

زيارات ملكية ومسرح للفرح والبهجة

يشير المدني إلى أن الشارع شهد مناسبات كثيرة، وأهمها زيارة الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية في الستينات، وأول زيارة للملك الرحل فيصل بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية منتصف الستينيات بعد مبايعته ملكا للبلاد. وخلال الزيارتين، سارعت الجاليات العربية والإسلامية المقيمة والعاملة في الخبر إلى تنصيب أقواس الاحتفال والترحيب في عرض الشارع، وإقامة عروض الموسيقى والرقص حولها ليلا، مما جعل الشارع لاحقا مسرحا للفرح والبهجة يقصده الناس من مختلف المدن والمناطق المجاورة.

كما أن شرطة الخبر كانت تستخدم الشارع في الخمسينات وأوائل الستينات لأداء استعراضات أسبوعية.

معهد الثقافة العربي الأهلي.. و3 فنادق

يذكر الدكتور عبدالله المدني أن الشارع في بداياته كانت تطل عليه #ثلاثة_فنادق و”معهد الثقافة العربي” لصاحبه الشيخ عبدالعزيز الحصان، وهو أول معهد أهلي تأسس بالمنطقة الشرقية في عام 1959 للتدريس المسائي ومحو الأمية. كما جذب الشارع إليه تجارا بحرينيين كُثر، ومن جنسيات أخرى.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى