السعودية

فريق نسائي سعودي يبتكر أداة “الرضّاعة الشاملة” .. تعرَّف على قصتهن

يعاني طفلٌ من بين كل 700 مولود يخرج إلى النور من “شق الحنك” أو “الشفة الأرنبية”؛ ما يسبّب لهؤلاء المواليد صعوبات في التغذية، فضلاً عن صعوبات في النطق والكلام فيما بعد؛ وهو ما دفع 3 سعوديات، إلى تكوين فريق عمل استطاع ابتكار أداة تُسمّى “الرضاعة الشاملة”؛ لحل مشكلة التغذية للمواليد المصابين بشق الحنك، وكذلك المصابين بالشلل الدماغي.

الفكرة

فكرة الابتكار التي هي عبارة عن رضّاعة إلكترونية، راودت ذهن طالبة الامتياز في جامعة الأميرة نورة “لمياء الصديقي”؛ في أثناء دراستها مادة اضطرابات الصوت التي تخصّ أطفال “شق الحنك” في كلية الصحة وعلوم التأهيل، وتنتظر الفكرة أن تتم الموافقة على منحها براءة اختراع؛ ليتم تنفيذها قريباً على أرض الواقع.

“الصديقي”؛ (23 عاماً) هي عضو في فريق يتكوّن من “نسرين العواجي”؛ عضو هيئة التدريس في كلية الصحة وعلوم التأهيل، ووكيلة شؤون الطالبات – جامعة الأميرة نورة، و”عُلا الدوبي”؛ (27 عاماً) أخصائية التخاطب والبلع في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، أخذن على عواتقهن الحد من معاناة الأطفال المصابين بشق الحنك، والمصابين بالشلل الدماغي، وآخرين يستخدمون وسائل بديلة للتغذية مثل أنبوب الأنف، وتخفيف آلام ذويهم.

دوافع الابتكار

تقول “الصديقي”؛ لـ “سبق”، مبينة السبب الذي دفعها إلى العمل على هذه الأداة إن: “ما شجعني بالتفكير والإصرار على إيجاد حل لهذه الفئة بعد هو دراستي حالات “شق الحنك” مع الدكتورة نسرين العواجي؛ أما بالنسبة للشلل الدماغي، ووسائل التغذية البديلة، فرأيت معاناتهم في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية”، مضيفة: “كما أن التعاون والدعم اللذين حصلت عليهما في أثناء فترة تدريبي مع الأخصائية عُلا الدوبي؛ المتخصّصة في هذا المجال، دفعاني أكثر للتفكير في حل”.

“تمت مناقشة أفكار وحلول لمساعدة الأطفال المصابين بالشق الحنكي مع الدكتورة نسرين العواجي؛ المُشاركة في الاختراع؛ حيث كان لها دور مهم في الدعم وتطوير الفكرة”، تقول الصديقي وتضيف “كذلك ناقشت أفكاراً تسهم في إيجاد حلول لفئات أكثر أثناء فترة تدريبي في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، وأثناء دراستي بعض الحالات المصابة بصعوبات البلع مع العضو الثالث في الفريق عُلا الدوبي؛ التي كان لها دور فعال؛ ما جعلنا نكوّن فريقاً من ٣ أشخاص نسعى جميعاً لتطوير هذا الاختراع.. وقد كان”.

خدمة الوطن والمجتمع

خدمة الوطن والمجتمع كانت المحرك الأساس المحفز للفريق النسائي السعودي، على بذل أقصى ما عندهن، وتقديم يد العون لكل مَن في حاجة إلى المساعدة، كما كان دعم الأهل والأقارب، ورؤية الفرحة على وجوه آباء وأمهات الأطفال المرضى أكثر ما يشد عزمهن، ويدفعهن إلى مواصلة تحقيق الطموح.

ولم تكن الميدالية الذهبية والجائرة العالمية للابتكارات اللتان حصل عليهما الفريق على هذا الابتكار من المعرض البريطاني للاختراعات في لندن الأخيرة، إذ سبقهما الحصول على الميدالية الذهبية من معرض كيوي للمرأة المخترعة في كوريا الجنوبية لعام 2016م، كما حصدن المركز الثالث على مستوى المملكة في معرض الجامعة المنتجة في الرياض لعام 2017م.

الأمل في رؤية 2030

وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت فريق العمل أثناء مراحل الابتكار المختلفة، خاصة من ناحية الدعم في التصنيع، إلا أنه يسيطر عليهن التفاؤل، والأمل في رؤية المملكة 2030، إذ تقول “الصديقي”: “لدينا أمل كبير في الله، ثم في رؤية السعودية 2030؛ التي تسعى لتشجيع الابتكارات والبحوث العلمية” وتضيف مقدمة النصيحة لشباب الباحثين: “نصيحة لكل باحث شاب طموح، بالمحاولة للوصول إلى الهدف المنشود مهما كانت الصعاب والظروف”.

وأشارت “الصديقي” إلى أن الفريق في طريقه لتأسيس شركته الخاصّة؛ لتطبيق النموذج النهائي من الابتكار على أرض الواقع، ليخدم كل الفئات المستهدفة، ومواصلة الطريق لابتكارات أخرى مستقبلية يعملن عليها، لترى النور قريباً، مستفيدات من انسجامهن مع العمل الجماعي في تطوير الأفكار، والاستفادة من الخبرات المختلفة التي يمتلكنها.. كما يسعين إلى إقناع الجهات الحكومية ذات الصلة بدعمهن لتحقيق أهدافهن.

1

2

3

4

5

6

7

السبق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى