الإمارات

10 سنوات سجناً لعامل ألقى زميله من نافذة الشقة

قضت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات في دبي، أمس، في حكمين منفصلين الأول يتعلق بقاتل زميله، والثاني في قضية اختطاف.

إلقاء من النافذة

في القضية الأولى عاقبت جنايات دبي عاملاً آسيوياً بالسجن عشر سنوات والإبعاد عن الدولة بعد مدة الحكم لإدانته بقتل زميله برميه من نافذة البناية التي يقطنان فيها، والخلود إلى النوم وتركه يموت وكأن شيئاً لم يحصل.

وبينت أوراق القضية التي نظرتها المحكمة في أولى جلسات محاكمة القاتل في شهر مارس الماضي، أن الجريمة وقعت على خلفية سب الضحية، الجاني بألفاظ مسيئة طالت أمه وشقيقاته.

كما جاء في التحقيقات أن المغدور طلب من المتهم إحضار كوب من الماء له، فرفض، وهو ما لم يعجب الطرف الأول الذي راح يسبه ويشتمه ويخدش شرف أمه وشقيقاته بكلمات نابية، ثم اعتدى عليه بالضرب.

وأشارت النيابة إلى أن الجاني كظم غيظه وغضبه للحظات، واستغل وقوفه جانب إحدى النوافذ في الشقة التي يقيمان فيها، وسحب المغدور بيده، وألقاه عبر تلك النافذة التي كانت مفتوحة، ففارق الحياة لحظة ارتطامه بالأرض، قبل أن يخلد إلى النوم بعد رميه، دون أن يبلغ أحداً بالواقعة.

وفي القضية الثانية عاقبت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات أخوين آسيويين بالحبس سنتين والإبعاد عن الدولة لإدانتهما بخطف قريبهما الذي يحمل جنسية دولة خليجية، فجراً والاعتداء عليه بعصا و«سيف»، واستخدام شريط لاصق في شل حركته، وربط أطرافه، وتكميم عينيه وفمه، وتركه في سيارتهما بعد إغلاق نوافذها وأبوابها وإطفاء محركها، ومن ثم التوجه مباشرة إلى مطار دبي للهروب من الدولة.

ففي فجر يوم الخامس من شهر مارس الماضي، وبينما كان المجني عليه وهو موظف في الثلاثينيات من العمر، يهم باستقلال مركبته التي كانت متوقفة في مواقف البناية التي يقطن فيها بمنطقة النهدة، تفاجأ بحضور قريبيه، ومباغتتهما له بالضرب في أنحاء متفرقة من جسده بأدوات حادة ومميتة، نتج عنها سقوطه على الأرض بعد أن خارت قواه.

وعلى الرغم من مقاومته لهما وصراخه طلباً للاستغاثة بالسكان، إلا أنه فشل في الخلاص منهما، وتجنبِ ضرباتهما التي تسببت له بكسور ونزف في أطرافه، ليكتشف أن هذه الضربات لم تكن سوى مقدمة سريعة لفصول تعذيبه وخطفه والانتقام منه.

خطف

وحتى يكمل الشقيقان فصل الاختطاف من المواقف دون أن ينتبه إليهما أحد من السكان، بمن في ذلك حارس البناية، استخدما سيارة المجني عليه لنقله إلى سيارتهما التي كانت متوقفة في المواقف الخلفية الخارجية، وهناك أدخلاه عنوة إليها، وتركا سيارته في المكان، ثم استخدما شريطاً لاصقاً لتكميم فمه وعينيه وتقييد أطرافه، وتوجها به إلى المنطقة التي يسكنان فيها.

وهناك نزل الشقيق الأكبر من السيارة وتوجه إلى شقته وأبدل ملابسه التي كانت ملطخة بدماء المجني عليه من الاعتداء عليه بآلة حادة، ورجع إلى السيارة، لكنه لم يستقلها، بل استقل سيارة أخرى، وسار شقيقه خلفه بعد أن أحكما تثبيت المخطوف في الكرسي الخلفي بمزيد من الشريط اللاصق، وتوجها نحو منطقة الراشدية لكتابة الفصل الأخير في قصة انتقامهما من قريبهما.

الانتقام بالقتل

وبحسب رواية المجني عليه للنيابة العامة في دبي، فإنه سمع خاطفيه يتشاوران وهما في طريقهما إلى «الراشدية» حول قتله ورميه في منطقة رملية وتسليم نفسيهما للشرطة، إلا أنهما لم يفعلا، بل اكتفيا بتركه مقيداً بأحد مقاعد السيارة التي اختطفاه فيها، بعد إطفاء محركها وإغلاق أبوابها ونوافذها التي كانت مظللة، وتوجها بالسيارة الثانية إلى المطار للهروب من الدولة.

وعلى الرغم من أن المجني عليه كان مقيداً جيداً في «المقعد»، وعلى الرغم من صعوبة رؤيته من الخارج، بحكم أن النوافذ كانت «معتّمة» بشرائط التظليل، إلا أنه تمكن بعد عدة محاولات من طرق الباب والنافذة المجاورين له، من لفتِ انتباه أحد المارة إليه، ليسارع الأخير إلى إنقاذه مستعيناً بعدد من العمال الذين ساعدوه في فتح الباب، وتحريره من اللاصق والاختناق، والاتصال بالإسعاف، والشرطةِ التي تعرفت إلى هوية الشقيقين من خلال إفادة المجني عليه، ليصار إلى التعميم عليهما، وإلقاء القبض عليهما في مطار دبي، قبل إتمام إجراءات سفرهما.

البيان

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى