الإمارات

تجاوزت أسرتها وتزوّجت بالقانون

ظلت تراهن على أمل يراودها بين الفينة والأخرى للخروج من قيد العزوبية التي أخذت من عمرها سنوات كثيرة، بفعل رفض أشقائها ووالدها أيَّ خاطب يتقدم إليها بذرائع متعددة لم تستسغها لتبوح بقضيتها في أروقة المحاكم عسى أن تنفك عقدتها وتصبح زوجة وأمّاً كما ظلت تحلم طوال سنوات ماضية أوصلتها إلى عتبة الـ45 عاماً.

( ع، أ ) عرضت قضيتها على القاضي فاقتنع بها وبادر بتزويجها من خاطب توفرت فيه مواصفات الزوج المثالي، فما كان من أشقائها العشرة إلا أن قاموا بنهرها بشدة وحاولوا الاعتداء عليها بالضرب في مبنى المحكمة، بعد أن اجتمعوا في المحكمة تحت دعوى «عضل» رفعتها الإبنة ضد والدها.

وتروي ( ع، أ ) قصتها: «أعيش وسط أسرة كبيرة مكونة من والدي ووالدتي وأخوتي الرجال وزوجاتهم، أخوتي جميعهم متزوجون بحسب اختيارهم ولم يعترض أحد على خياراتهم في الزواج، أما أنا فليس من بين من تقدم لي للزواج – وهم كثر- أي إنسان يرونه كفؤاً للارتباط بي على حد قولهم».

وأضافت: «في كل مرة يرفضون من يتقدم لخطبتي بحجة أنه غير مناسب لي من الناحية الاجتماعية والدراسية والنسب أيضا، ولأنني أحب أسرتي واحترمها ولم اعترض أبداً على ما يقره أخوتي في أي شأن من شؤون حياتي. فقد مر العمر بي وأنا على حالي، لم أحظ بفرصة للزواج وتكوين أسرة كما تتمنى كل بنت، أردت بشدة أن أصبح أماً».

وفي يوم من الأيام التقيت بشخص كان يعيش في منزلنا وتربى على يد والدتي كونه يتيم الوالدين، وبعد أن كبر أخذه والدي لأسرته لرعايته والاهتمام به. وأصبح طبيباً وظروفه المادية ممتازة. شعرت أنه زوج مناسب فوجهته إلى السبيل الأكثر احتراماً، فتقدم لخطبتي. فرفضه كل من والدي وأخوتي بحجة عدم الكفاءة في النسب إلى جانب إدعائه أنه مارس السحر عليّ.

فاعترضت لأول مرة في حياتي وقررت أن أواجه أفراد أسرتي برغبتي في الزواج بعد أن أصبح عمري 45 عاما، وقدّم والدي أسباباً يبرر بها اعتراضه على تزويجي لقناعته بعدم مناسبته لي، إلا أني توجهت إلى المحكمة إصراراً على موقفي التي حكمت بكفاءة المتقدم وتولت نكاحي منه، إلا أن والدي لم يرتض الحكم الصادر، فطعن عليه بالاستئناف وقضت المحكمة بتأييد الحكم الصادر من محكمة درجة أولى.

ويؤكد المحامي إبراهيم الحوسني:«قصص زواج الفتيات دون موافقة الأولياء والتي تتخذ شكل قضايا العضل في كثير من الأحيان هي مأساة حاضرة في حياتنا ومحاكمنا كل يوم، فبناتنا يعانين من مسألة عدم قدرتهن على الزواج من شخص في حالة رفض الولي.

ويرى الحوسني: أن كثيراً من الحالات التي يتم رفض ولي الأمر تزويج ابنته تدخل ضمن ( مسألة الشرف وخرق القانون الأسري ).

 البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى